السبت, نوفمبر 23
Banner

هواجس سنية كبيرة من تطيير الرياض للانتخابات بعد إقصاء الحريري!

علي ضاحي-

الفراغ الذي ولّده الرئيس سعد الحريري في الساحة السنية بعد تعليقه عمله السياسي والحزبي وعدم ترشحه و «تيارالمستقبل» الى الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، تتردد اصداؤه بقوة منذ يومين في دار الفتوى وطرابلس، كما تؤكد اوساط سنية مطلعة على اجواء دار الفتوى.

وتشير الاوساط الى ان الموقف الذي عبّر عنه امس مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، هو الموقف السني والوحيد الرسمي اليوم، بعدما حصر دريان كل الاصوات السنية العلمائية فيه وفي دار الفتوى، حيث لم يعد لأي مفتي في المناطق صوت «متمايز» عن دار الفتوى او يمكن ان يغرد «خارج سربها» وتوجهها مهما كانت حساباته او تأييده الشعبي والسياسي.

وتقول الاوساط ان المفتي كان يدعم القوة السنية الاكبر والاكثر تمثيلاُ وتأييداً في الشارع السني وهي تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري وخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رغم ان دار الفتوى هي بيت كل المسلمين بمن فيهم سنة 8 آذار والرؤساء السابقين للحكومة وغيرهم من القوى السنّية المستقلة، ولكن بعد خروج الحريري من المعادلة، لا يمكن لدريان او المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى او اي جهة سنّية تدور في فلك دار الفتوى، الخروج عن «المظلة» السعودية والمصرية، وهي التي اتت من سنوات بدريان مفتياً بالاجماع وبتوافق معظم الاقطاب السُنّة.

وعليه، ومع امساك المفتي دريان بقرار الطائفة السنية الرسمي بغالبيته، لن يقول كلمته اليوم او غداً عمن «يرث» سعد الحريري او من يقود الطائفة السنية انتخابياً وسياسياً، رغم وجود الرئيس نجيب ميقاتي كرئيس حكومة وكسلطة ثالثة في البلد، فيمكن لميقاتي مع دريان ان يشكلا جزءاً من القيادة او التوجه السني، ولكن لم يعد من قائد وحيد او رمزية تشبه رمزية رفيق الحريري، رغم ان الوقت كفيل بالخروج بصيغة تضمن حقوق السنة وتمثيلهم السياسي والانتخابي.

في المقابل، يبدو السُنّة في طرابلس الاكثر دينامية وحضوراً واستيعاباً لما جرى مع الحريري، فقسم كبير من سنّة طرابلس والمشايخ المستقلين عن دار الفتوى ، حتى ولو انتموا اليها بحكمهم مشايخاً ويلبسون الزيّ الديني الرسمي، الا ان لهم تأثيرهم وحضورهم وقرارهم السياسي كما يؤكد احد مشايخ السنة الشماليين الكبار والناشطين.

ويقول الشيخ المذكور ان الاحباط الطرابلسي ليس جديداً من اداء الحريري منذ عقد من الزمن ومنذ (تسوية س- س) وزيارته سوريا ومن ثم التسوية الرئاسية مع العماد ميشال عون، يعتبرون ان الحريري والسعودية يتحملان بالتضامن والتكافل مسؤولية تدهور الوضع والمكانة السنية، واستعمال الآخرين التسويات مع الحريري ليربحوا مصالحهم على حساب الحريري والسنّة واهل طرابلس خصوصاً.

ويشير الشيخ الى ان الطرفين يتحملان مسؤولية خروج الحريري من المعادلة السياسية، وبالتالي المجتمع السني الطرابلسي امام خيارات متعددة اليوم وهي: فيصل كرامي ونجيب ميقاتي ومحمد كبارة والجماعات الاسلامية من: «الجماعة الاسلامية» الى «الاحباش» الى «جماعة الداعية فتحي يكن ونجله» وصولاً الى احزاب وقوى سلفية وقوى 8 آذار وحلفاء سوريا وحزب الله.

كما يكشف الشيخ عن اتصالات جرت في الفترة الماضية بإسم المجتمع المدني بقوى سنّية فاعلة ومستقلة في طرابلس لتشكيل لوائح في كل لبنان الشمال، بمعزل عن الاحزاب المعارضة والموجودة في السلطة، رغم ان الشيخ لا يستبعد ان تكون هذه المجموعات تعمل لصالح المجتمع الدولي والاوروبي والسعودية لرفد الدكتور سمير جعجع بثقل سني شمالاً!

ويؤكد الشيخ نفسه ان هناك اسئلة كثيرة وتخوف سنّي كبير، خصوصاً لدى المشايخ والفاعليات السنية، من ان يكون خروج الحريري من المعادلة السياسية والانتخابية مقدمة لقرار سعودي كبير بتطيير الانتخابات النيابية، لكونها بهذه الظروف لن تحقق الفارق المطلوب او الكتلة النيابية الوازنة الكفيلة بمواجهة حزب الله داخل مجلس النواب وخارجه مهما كانت الكلفة السياسية والمالية وحتى الامنية.

Leave A Reply