علي ضاحي-
خروج الرئيس سعد الحريري من السباق الانتخابي والسياسي، ورغم كلفته العالية على الساحة السنية، وما سبّبه من «فقدان للتوازن» في انتظار استيعابه والتعامل معه بواقعية، بات قيد المتابعة لدى قوى سنيّة عديدة طرابلسية وشمالية وبيروتية عديدة، وهي تعتبر ان خروج الحريري من الحياة السياسية اللبنانية موقتاً او دائماً، لا يمكن ان يحشر سنّة لبنان بطاقاتهم الكبيرة في الزاوية، او يشلّ دورهم او يلغي حضورهم، وهُم المكوّن الاساسي والوطني والطائفي الكبير في لبنان.
وفي هذا الإطار، وبعد تأكيد اكثر من شخصية سنية ان الطائفة السنية زاخرة بالطاقات والشخصيات التي لها حضورها السني والديني والسياسي والاجتماعي والاكاديمي، وقادرة ان تخوض غمار الاستحقاق الانتخابي، تشير المعلومات الى حراك سياسي ولقاءات تقوم بها «الجماعة الاسلامية « في الشمال وبيروت وصيدا. وتكشف ان حركة «الجماعة» تكثفت ونشطت مع اعلان الحريري عزوفه خلال الايام الماضية، وكان لـ4 كوادر من «الجماعة»، جولة شمالية حيث التقوا العديد من الشخصيات السياسية والدينية. وتؤكد المعلومات نفسها ان «الجماعة» تتحرك من ضمن مبادرة لتوحيد الساحة السنية.
وفي السياق يكشف رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» النائب السابق عماد الحوت لـ»الديار» ان «الجماعة»، تقوم بمروحة تشاور سنية ووطنية للمّ الشمل وتوحيد الطاقات، وقطع الطريق على اي تطرف او تفجير للساحة السنية امنياً، وللحفاظ على نَفَس الاعتدال والوسطية داخل الطائفة ولتنظيم العلاقة مع المكونات الوطنية الاخرى.
ويؤكد الحوت، ان الامور لا تزال في إطار التشاور، ولم ترق الى مستوى مبادرة متكاملة، ولها بنود او مهلة زمنية،ولكنها كفيلة بتحريك المياه الراكدة ولتبديد المخاوف من فراغ سني سياسي او انتخابي، رغم ان الطائفة السنية زاخرة بالطاقات والقدرات، وليست حكراً على فئة او حزب.كما يكشف الحوت ان حراك «الجماعة» السياسي سبق اعلان الحريري عزوفه، وهو همّ دائم للجماعة لتوحيد الموقف والصف السني. ويشدد على ان التشاور ليس متعلقاً بالانتخابات وتوحيد الساحة السنية، ولا يعني خوض الانتخابات بلوائح واحدة او حصرية، فللانتخابات حساباتها وتحالفاتها، و»الجماعة» على غرار باقي القوى السياسية لم تحسم بعد تحالفاتها او اسماء مرشحيها.
من جهة ثانية، ورداً على المعلومات التي تفيد ان هناك تواصلاً دورياً بين «الجماعة» وحزب الله، يؤكد الحوت وجود لجنة فرعية بين الحزبين، وهي مستمرة في اجتماعتها ولقاءتها لتنظيم الخلاف والتباينات على العديد من القضايا.ولكن الحوت، يؤكد ان الانتخابات لم تطرح بين الحزبين ولم تتطرق اليه اجتماعات اللجنة المذكورة.
في المقابل، ومع وجود توجه طرابلسي جدي لخوض الانتخابات على مستوى الاحزاب والمستقلين والحراك المنضوي في تحالف 17 تشرين الاول 2019، تُغرّد العشائر السنية خارج سرب الاحزاب بعد عزوف الحريري، وهي التي كانت تصبّ «بلوكاً واحداً» لصالح «المستقبل».
وتؤكد اوساط طرابلسية معنية، ان العشائر في الشمال وعكار والبقاع الاوسط وحتى خلدة والناعمة، لا تخرج عن الرغبة السعودية والتحالف معها. وبالتالي قد تسير بتوجيهات السعودية الانتخابية، اذا ما اعتمدت مرشحين معينين سُنّة او غير سُنّة، وبالتالي قرارها ليس مرتبطاً بباقي القوى السنية او دار الفتوى.