السبت, نوفمبر 23
Banner

زيارة تضامنية لعون مع دريان…واستعادة لعرف توقف منذ العام 1996!

علي ضاحي-

لم يبق احد في الجمهورية اللبنانية الا و»سحب يده»، ونفى علمه بالتمديد لمجلس النواب سنتين وبالتالي التمديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون لنصف ولاية، او سنتين، ومن منطلق ان الامور ضبابية في المنطقة وجلاء الصورة في حاجة الى الوقت.

وعليه كل الاطراف غير مستعجلة ومضطرة الى صرف مليارات الليرات على الانتخابات والنتائج ستبقى نفسها لـ»الثنائي الشيعي»، بينما سيخسر مقاعد كل من «التيار الوطني الحر» و»الاشتراكي» وتشتت لائحة «المستقبل» بتعليق الرئيس سعد الحريري لعمله النيابي والسياسي له ولحزبه، وبالتالي كل القوى تستفيد من التاجيل!

هذه الاجواء التي نوقشت في مختلف المجالس السياسية، واصبحت مصدر احراج لبعض القوى التي سمعت الفكرة وتبنتها «ضمنياً» ان فكرة التأجيل للانتخابات وترحيلها، قد تتحقق اذا ما اعلن السُنة ودار الفتوى مثلاً مقاطعة الانتخابات لوجود غبن سني او ضعف في التمثيل السني.

وتشير المعلومات الى ان هذه الصفحة طويت «موقتاً»، بعد تحرك سفراء اميركا وفرنسا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وسمع هؤلاء خلال لقاء الرؤساء الثلاثة وبعض المرجعيات الدينية والسياسية والحزبية في الايام الماضية، كلاماً حاسماً، ان كل ما يتردد عن تأجيل للانتخابات النيابية غير وارد، وان عزوف الحريري لا يعني مقاطعة السنة.

وتكشف معلومات ايضاً، ان اوساط النائب السابق وليد جنبلاط استغربت بشدة الترويج لفكرة انه سيعلن عزوف «الاشتراكي» عن خوض الانتخابات تضامناً مع الحريري، وانها لا تعرف من هي الجهة مصدر هذه الشائعات. وتقول ان جنبلاط اصلاً اوضح في مقابلته المتلفزة في اليوم التالي عدم صحة كل هذه «الخبريات» للتشويش على المختارة.

في المقابل تؤكد اوساط سنية ومقربة من دار الفتوى، ان تحرك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في اتجاه السراي ولقاءه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، هو للتأكيد ان دار الفتوى والسراي هما المرجعيتان السنيتان السياسية والدينية للطائفة، ولا يعني خروج الحريري الموقت من الحياة السياسية والنيابية ان ليس للسُنة اب او دار تحتضنهم او مرجعية. كما هو تأكيد على عدم صحة او توجه السُنة لمقاطعة الانتخابات بعد عزوف الحريري.

وتغمز الاوساط من بعض الاصوات السنية وبعض «التطرف» والانعزال واصحاب «الكانتونات» (تلميحاً الى سمير جعجع)، والحالم بوراثة الحريري والطائفة السنية نيابياً ومن دون الوقوف على رأي وتوجه الطائفة السنية.

كما تلمح الاوساط الى ان ظهور بهاء الحريري امس الاول وتعيينه ممثلاً منذ يومين وبعد ايام على مغادرة شقيقه لبنان وعزوفه النيابي والسياسي ليس مصادفة، وهناك من يريد اعادة سيناريو العام 2017 حيث اجبر سعد الحريري على الاستقالة، واحتجز وتردد ان السعودية تريد بهاء الحريري ليكمل مسيرة ابيه في لبنان ولمواجهة مشروع حزب الله –عون.

وتقول من المبكر الحكم على مشروع بهاء الحريري لكونه غامضاً، ولكن حركته ليست من العدم ومنفردة بل منسقة اقليمياً ودولياً، وقد تكون سعودية-اميركية-فرنسية وتهدف الى مشاركته في الانتخابات النيابية الى جانب سمير جعجع واشرف ريفي لتأمين غطاء سني لجعجع، مماثل لغطاء جبران باسيل لحزب الله المسيحي، وبالتالي يصبح لدى محور جعجع – بهاء الحريري-ريفي كتلة نيابية وازنة لمواجهة حزب الله بغطاء سني!

كما تكشف الاوساط ان ليس واضحاً بعد اذا كان مشروع بهاء سيُفرض على السُنة ليكون هو البديل لمشروع رفيق الحريري. وقد تكون التحركات الاخيرة لاحتواء الفراغ وقطع الطريق على اي مشروع بديل لسعد الحريري، لا يمر بدار الفتوى وبـ»نادي الاربعة» ولا يحظى بغطاء واجماع سني كان يحوزه الحريري الاب والابن.

وعن زيارة عون الى دريان، تكشف الاوساط ان عون استعاد عرفاً كان موجوداً ايام الرئيس الراحل الياس الهراوي، عندما كان يزور دار الفتوى للمعايدة بعيد الفطر (العيد الصغير) وتوقف العرف في العام 1996.

كما تشير الاوساط المقربة من دار الفتوى الى ان عون حط بشكل مفاجىء في الدار ولم يكن هناك اي ترتيب بروتوكولي في الجلوس والزيارة ككل كانت خارج البروتوكول الرسمي.

وتصب زيارة رئيس الجمهورية الى دار الفتوى امس، وفق اوساط قيادية بارزة في «التيار الوطني الحر»، في إطار التضامن مع دار الفتوى والطائفة السنية، ومساندتها في المحنة والازمة التي خلفها عزوف الحريري من فراغ.

وتقول ان كل ما تردد من سيناريوهات تمديد رئاسي ونيابي مختلق وعون اكد امام السفراء وزواره الداخليين ان الانتخابات في وقتها، ولن يقبل أي تمديد. كما دعا الى مشاركة الجميع في الانتخابات من دون اي استثناء كما لا يرى مبرراً للحديث عن اي مقاطعة سنية للانتخابات.

كما تلفت الاوساط ان عدم الالتزام بالبروتوكول امر شكلي، وهذا يؤكد ان النيات الرئاسية وطنية وتضامنية مع الطائفة السنية، كما وقف عون والعهد الى جانب المقاومة وحزب الله والمكون الشيعي.

Leave A Reply