السبت, نوفمبر 23
Banner

النفط مرشح لتجاوز 100 دولار خلال أشهر ..

ارتفعت أسعار النفط الخام أمس، محافظة على المسار الصعودي للسوق المبني على التوقعات بأن العرض سيستمر في التقلص، لتكمل مسيرة المكاسب القياسية السابقة التي بلغت أعلى مستوى في ثمانية أعوام.

ويقول لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن بنوكا استثمارية تتوقع تسجيل مستويات قياسية في الارتفاع في الشهور المقبلة إلى ما فوق مائة دولار للبرميل”، مشيرين إلى أن هدف زيادة إنتاج المجموعة مستمر رغم صعوبات الاستثمار ومشكلات ضخ إمدادات جديدة.

وأوضح المختصون أن شح الإمدادات مقابل تعافي الطلب بقوة قد يتطلب من المنتجين الذين لديهم طاقة فائضة أكبر زيادة الإنتاج بشكل أسرع، لكن هذه الخطوة قد لا يقبل عليها المنتجون بسبب حرصهم على وحدة المنتجين وتوافقهم في إدارة السوق في الفترة المقبلة.

وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة “إن المكاسب السعرية من المتوقع استمرارها على الرغم من زيادة إنتاج “أوبك +”، حيث تشير بعض التقارير الدولية إلى أن مصافي التكرير الآسيوية كانت تتطلع إلى قيام “أوبك +” بزيادة الإمدادات بما لا يقل عن 800 ألف برميل يوميا.

وأشار إلى أن المستهلكين تطلعوا إلى أن الزيادة الأخيرة من “أوبك +” قد تهدئ وتيرة صعود أسعار النفط التي تدور حاليا حول 90 دولارا للبرميل، لكن الشكوك تتنامى مع وصول بعض المنتجين إلى قيود الطاقة الإنتاجية.

من جانبه، يوضح فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، أن أسعار النفط الخام سجلت بالفعل أعلى مستوى لها في ثمانية أعوام بنهاية كانون الثاني (يناير) الماضي نتيجة تقلص المعروض في مقابل نمو الطلب بشدة، الذي تجاوز بالكامل تداعيات أزمة متغير أوميكرون، لافتا إلى أن قرار مجموعة “أوبك +” قد يضيف بعض الاسترخاء إلى السوق.

ونوه بأن أغلب التكهنات تصب في مصلحة تسجيل الأسعار مائة دولار للبرميل أو أكثر من مائة دولار للأشهر القليلة المقبلة.

ويشير ألكسندر بوجل المستشار في شركة “جي بي سي إنرجي” الدولية إلى أن موجة المكاسب السعرية الواسعة التي تحققت الشهر الماضي وربح فيها خام برنت نحو 17 في المائة على الأرجح ستستمر في فبراير المقبل، مشيرا إلى قناعة السوق بأن تأثير متغير أوميكرون من فيروس كورونا في الطلب الآسيوي على النفط أقل حدة نسبيا مقارنة بالسلالات السابقة، مع استمرار تحرك عديد من الدول نحو إعادة فتح الاقتصادات بسبب ارتفاع معدلات التطعيم وبقاء العبء على القطاع الطبي ووحدات العناية المركزة معتدلا.

وأشار إلى أن أحدث تقديرات نمو الطلب تشير إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب الآسيوي على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في 2022 مقارنة بـ1.2 مليون برميل يوميا في 2021.

بدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية “إن تحالف (أوبك +) الذي يضم 23 دولة يدير العرض بكفاءة ويبث رسائل ثقة بالسوق كلما اجتمع في مطلع كل شهر لتقييم مستجدات السوق، حيث يهدف إلى تقليص تخفيضات الإنتاج التاريخية البالغة 9.7 مليون برميل يوميا التي فرضها خلال أسوأ فترات الوباء في أيار (مايو) 2020 وذلك بحلول أواخر 2022”.

ونوهت باستمرار تحالف “أوبك +” في التمسك بالزيادات الحذرة في الإنتاج والتركيز بشكل كبير على موازنة الإمدادات مع الارتفاع المتوقع في الطلب على النفط عن طريق تغذية السوق تدريجيا بواقع 400 ألف برميل يوميا كل شهر.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، محافظة على المسار الصعودي للسوق المبني على التوقعات بأن العرض سيستمر في التقلص حتى بعد تمسك منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك “أوبك +”، بزيادات معتدلة في الإنتاج مقررة سلفا.

وعزز شح الإمدادات العالمية والتوتر السياسي العالمي أسعار النفط بنحو 15 في المائة منذ بداية العام، ولا يزال الطلب في تصاعد، إذ أدت سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا إلى خفض الاستهلاك مؤقتا في الاقتصادات الكبرى.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 47 سنتا أو 0.5 في المائة، إلى 89.87 دولار للبرميل الساعة “16:37 بتوقيت جرينتش” أمس. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 88.76 دولار للبرميل. وتوقع محللو بنك جولدمان ساكس أن يتجاوز سعر خام برنت 100 دولار للبرميل في الربع الثالث.

وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها بقيادة روسيا في إطار التحالف المعروف عالميا باسم “أوبك +” أمس الأول، الإبقاء على سياسة الإنتاج دون أي تغيير، مع الالتزام الكامل بسقف الإمدادات الحالية.

وارتفع مؤشر الدولار أمس، بأكثر من 0.2 في المائة، ليستأنف مكاسبه التي توقفت على مدار الأيام الثلاثة السابقة ضمن عمليات تصحيح، عاكسا انتعاش مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسة والثانوية.

وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية الأربعاء انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 كانون الثاني (يناير)، في أول انخفاض أسبوعي في غضون الأسابيع الثلاثة الأخيرة، على خلاف توقعات الخبراء انخفاضا بنحو 1.8 مليون برميل.

وبالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي انخفض الأسبوع الماضي بنحو مائة ألف برميل في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، لينزل إجمالي الإنتاج إلى 11.5 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

من جانب آخر، سجلت سلة خام “أوبك” 90.18 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 90.46 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 89.35 دولار للبرميل”.

Follow Us: 

Leave A Reply