يواجه 13 مليون شخص في جميع أنحاء منطقة القرن الإفريقي خطر الجوع الشديد، بحسب ما أعلنه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي دعا إلى تقديم مساعدة فورية لتجنب تكرار المجاعة التي حدثت قبل عشرة أعوام وأزهقت أرواح مئات الآلاف.
وبحسب “رويترز”، أدى عدم هطول الأمطار لثلاثة مواسم إلى إيجاد أكثر الظروف جفافا منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهناك تنبؤات بهطول الأمطار بكميات أقل من معدلاتها الطبيعية ما من شأنه أن يزيد من المعاناة خلال الأشهر المقبلة.
وقال مايكل دانفورد، المدير الإقليمي في المكتب الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا “دمرت المحاصيل وتواجه الماشية خطر النفوق، ويتنامى خطر الجوع مع ما تحمله مواسم الجفاف المتكررة من أثر سلبي في القرن الإفريقي”.
وتسببت الظروف الحالية في هلاك الماشية، مجبرة الآلاف في منطقة يعيش فيها عديد من المزارعين على النزوح إلى المخيمات.
والوضع يتطلب تحركا إنسانيا فوريا” لتجنب تكرار أزمة مثل تلك التي شهدتها الصومال في 2011، حيث توفي 250 ألف شخص من الجوع خلال فترة جفاف طويلة. وتوزع المساعدة الغذائية في مناطق قاحلة من كينيا وإثيوبيا والصومال حيث ترتفع معدلات سوء التغذية. ويحتاج نحو 5.7 مليون شخص إلى مساعدة إنسانية في جنوب وجنوب شرق إثيوبيا بينهم نصف مليون طفل وأم يعانون سوء التغذية.
وفي الصومال من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المصنفين على أنهم يعانون جوعا شديدا من 3.5 مليون شخص إلى 4.6 مليون بحلول أيار (مايو) إلا في حال حصول تدخل عاجل.
وفي جنوب شرق وشمال كينيا حيث تم إعلان حالة طوارئ مرتبطة بالجفاف في أيلول (سبتمبر)، يحتاج 2.8 مليون شخص إضافي إلى مساعدة.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن مبلغ 327 مليون دولار ضرورية لتلبية الاحتياجات الفورية على مدى الأشهر الستة المقبلة ومساعدة المجتمعات على أن تصبح قادرة أكثر على مواجهة الصدمات الغذائية المتكررة.
في 2011، أدى نقص الأمطار إلى أكثر الأعوام جفافا منذ 1951 في المناطق القاحلة في كينيا والصومال وإثيوبيا وجيبوتي وأوغندا.
وبحسب الخبراء فإن الأحوال المناخية القصوى تحدث بوتيرة وحدة متزايدة بسبب التغير المناخي وإفريقيا هي التي تدفع الثمن أولا فيما تعد القارة الأقل مساهمة في ظاهرة الاحترار المناخي.
وقال محمد آدم من إثيوبيا في مقطع فيديو تابع لبرنامج الأغذية “لم نشهد ظروفا كهذه من قبل مطلقا، ولا نرى الآن سوى عواصف ترابية. ونخشى من أن تغطينا تلك العواصف جميعا وتكون مقبرتنا”.
وأظهرت لقطات صورت من الجو من مكان قريب أراضي شاسعة مغطاة بالغبار وهياكل ماشية نافقة.
وقال ليجيسي تولو المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، “على الرغم من أن الأمر ليس خارجا عن نطاق السيطرة، إلا أن ثمة جفافا شديدا في مناطق في الصومال وأجزاء من أوروميا والولايات الإقليمية الجنوبية … لذا فإن تحذير برنامج الأغذية العالمي يأتي في محله تماما”.
وتمتد موجة الجفاف أيضا إلى مناطق في كينيا وجنوب وسط الصومال وإريتريا.
وفي الإفادة الصحافية نفسها، حذر محمد فال من منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن عديدا من الأطفال سيواجهون خطر الوفاة أو سيعانون اعتلالات إدراكية وجسدية مدى الحياة إذا لم تتخذ إجراءات سريعة لتجنب وقوع المجاعة.
وقال عبر الهاتف من العاصمة الكينية نيروبي “نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات الآن من شأنها منع الكارثة”، مضيفا أن 5.5 مليون طفل في الدول الأربع مهددون حاليا بسوء التغذية الحاد.