سجلت أسعار النفط ارتفاعا قياسيا، خلال تعاملات أمس، لتنهي الأسبوع على مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي، وتؤكد رجاحة التوقعات باقتراب أسعار الخام من 100 دولار قريبا.
وخلال دقائق من تعاملات أمس، تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت 95 دولارا للمرة الأولى منذ أكثر من سبعة أعوام بعد تزايد المخاوف المتعلقة بغزو روسيا لأوكرانيا.
ووفقا لـ”رويترز”، ارتفع خام برنت لتسليمات نيسان (أبريل) بنسبة 4.11 في المائة، ليبلغ 95.49 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس تسليم آذار (مارس) بنسبة 4.72 في المائة، ليباع بسعر 94.12 دولارا للبرميل في نفس الوقت.
وجاءت الارتفاعات رغم زيادة التضخم في الولايات المتحدة الذي أذكى المخاوف بشأن رفع كبير لأسعار الفائدة، فيما يترقب المستثمرون نتيجة المحادثات النووية التي قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من الخام.
وتأتي قفزة الأسعار لتستكمل مسيرة المكاسب، وسط توقعات بأن يتجاوز الاستهلاك العالمي للنفط مائة مليون برميل يوميا في الربع
الثالث من العام.
وتوقعت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” ارتفاع الطلب على النفط خلال العام الجاري، مع تعافي النشاط الصناعي الذي يزيد بدوره الطلب على الديزل، إضافة إلى انتعاش حركة النقل بشكل ملحوظ، ولا سيما النقل الجوي.
وعلى أساس سنوي كانت آخر مرة استهلك فيها العالم أكثر من مائة مليون برميل يوميا من النفط في 2019 على أساس سنوي.
وقالت المنظمة في تقرير أمس الأول، “إن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل أكثر حدة هذا العام مع تعافي الاقتصاد العالمي بقوة من تبعات الجائحة، وهو تطور من شأنه أن يدعم الأسعار التي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها منذ سبعة أعوام”.
وأظهر التقرير أن المنظمة رفعت الإنتاج أقل من المستوى الذي تعهدت به في كانون الثاني (يناير) بموجب اتفاقها مع حلفائها.
وقالت أوبك “إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 4.15 مليون برميل يوميا هذا العام”، دون تغيير عن توقعاتها الشهر الماضي في أعقاب ارتفاع حاد حجمه 5.7 مليون برميل يوميا في 2021.
وورد في التقرير الذي أصدرته، تعليقا على توقعات الطلب في 2022 “تسود إمكانية تعديل التوقعات بالزيادة استنادا إلى استمرار تعاف اقتصادي قوي وبلوغ الناتج المحلي الإجمالي بالفعل مستويات ما قبل الجائحة”.
وذكرت “أوبك” في تعليق منفصل على توقعات الطلب لـ2022 “نظرا إلى أنه من المتوقع أن تحقق معظم اقتصادات العالم نموا أقوى فإن توقعات الطلب العالمي على النفط في المدى القريب في الجانب الإيجابي بالتأكيد”.
وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 4.8 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 4 شباط (فبراير)، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، على خلاف توقعات الخبراء ارتفاعا بنحو 1.5 مليون برميل.
وعلى حسب تلك البيانات، انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 410.5 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2018. وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى في أطول من ثلاثة أعوام، في علامة شديدة الإيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وبالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي ارتفع الأسبوع الماضي بنحو مائة ألف برميل في أول زيادة أسبوعية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ليرتفع إجمالي الإنتاج إلى 11.6 مليون برميل.
وانتعشت أسواق النفط العالمية، العام الماضي بموازاة تحسن الاقتصاد العالمي والطلب، بعد أن تراجعت أرباح شركات النفط والغاز في 2020 في وقت تسببت فيه جائحة كوفيد – 19 في انحسار الطلب على الطاقة وانخفاض الأسعار.
وشهدت أسعار النفط والغاز قفزات في الأشهر القليلة الماضية نتيجة لتعاف سريع للنشاط الاقتصاد العالمي مع انحسار قيود كوفيد – 19 وأيضا تراجع الاستثمارات في إمدادات الطاقة الجديدة.
وأعلنت شركة أدنوك للحفر في أبوظبي أمس، نمو صافي الربح 6.1 في المائة العام الماضي، مع تعزيز الإيرادات بسبب أنشطتها البرية وخدمات حقول النفط.
وبلغ صافي الربح 603.9 مليون درهم في 2021، ارتفاعا من 569 مليون دولار في العام السابق، بينما زادت الإيرادات إلى 2.27 مليار دولار في 2021 من 2.10 مليار في 2020.
وأوضحت الشركة في إفصاح إلى الجهات التنظيمية أن الإيرادات زادت بدعم خدمات حفر إضافية لمصلحة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” الحكومية وأنشطتها البرية والبحرية.
وقالت “أدنوك للحفر”، “إن أنشطتها البرية كانت أكبر محرك لنمو الإيرادات مع دعمها لبرنامج مجموعة أدنوك لزيادة طاقتها الإنتاجية”.
وأعلنت شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال إنرجي، تحقيق أرباح ضخمة في 2021 مدفوعة بارتفاع أسعار الغاز والنفط، مسجلة انتعاشا عقب تكبد خسارة في العام السابق عندما سددت الجائحة ضربة إلى الاقتصاد العالمي.
وسجلت الشركة أرباحا صافية بلغت 16 مليار دولار “14 مليار يورو”، هي الأعلى في 15 عاما على الأقل، عقب خسارة بلغت 7.2 مليار دولار في 2020 على وقع انهيار أسعار النفط.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 91.84 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 92.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، “إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 90.18 دولار للبرميل”.
Follow Us: