الجمعة, سبتمبر 20

سيادة المطران شكرالله نبيل الحاج الجزيل الإحترام.. سنوات من العطاء والكلمة السواء

يغادر اليوم المطران شكرالله نبيل الحاج موقعه الرسمي من المشهد الروحي في مدينة صور وقرى الجنوب الذي كان راعياً وأسقفاً لها من خلال رعايته الأبوية والروحية النبيل إسماً ووسماً، صاحب الوجه المستبشر دائماً والمتفائل بعطاء الله والشاكر لخيرات الربّ ، أعطى الأمان و الإطمئنان والسَكينة في قلوب أبناء المدينة، وزرع روحَ التعايش والمحبَّة بين أبناء الوطن الواحد مارَسَ أدواراً متعددةً منذ تولِّيه رئاسة أساقفة مدينة صور وتوابعها في العام ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا، غادرنا اليوم لبلوغه السن القانوني، تاركاً خلفه السيرة المضيئة بالعمل الدؤوب والمشاركة الواسعة والأثر الجميل على كلّ منبرٍ ارتقاه ومكان كان فيه وما زلنا نرى ذلك في زرعه الذي أنْبَتَ ورداً وياسميناً .

سيادة المطران شكرالله الحاج عايش أبناء مدينة صور لسنوات كثيرة وفي كل الظروف والأحداث دون ملل أو تعب أو هروب من مواجهة ، يترك اليوم موقعه كرئيس أساقفة صور وتوابعها المارونية ويسلم الأمانة لَخَلَفِهِ المونسنيور شربل عبدالله ليبدأ رحلة مختلفة من العطاء في خدمة الله والإنسان والوطن ، اعتدنا على لقائِه الدائم في المحافل والمناسبات كان وسيبقى في كل زوايا المدينة والجنوب، هو الحاضر الأول في كل ميادين العطاء الإنساني والإجتماعي والنشاطات المتعددة ، الذي كان السَّبَّاق فيها لزرع روح الإلفة والمحبة، هو الخطيب في المساجد والحسينيات كما الكنائس بكلمة الجمع ورفض التفرقة ، سنفتقده في ميادين عمله، ستشتاقه المناسبات، ستشتاقه الأماكن والقاعات التي كان ينثر عبير وجوده وبركة حضوره فيها.

كان بصمة الخير وكلمة السواء وصادق الحرف والعبارة وصوت التوعية من أجل لبنان، تنقّل بين صلاةٍ وقدّاس ودعاء، ناهيك عن الكلمات والإرشاد والمشاركة مع أبناء رعيته وأبناء المنطقة في أفراحهم وأحزانهم مهتماً بالشأن العام والأوضاع السياسية والصحية والإقتصادية مشاركاً في المناسبات المختلفة الفنية والثقافية والسياسية.

شاركنا الأحزان والأفراح، والمناسبات بكل عناوينها ، كان أول القاصدين دائما لذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، هو المتكلم بفخر عن سيرة الإمام ومدرسته في أغلب الندوات التي شارك فيها، هو الصديق المقرب من دولة الرئيس نبيه بري والمحب له، يراه صمام الأمان وعنوان التلاحم والتعايش في الوطن الحبيب لبنان .

المطران شكرالله الحاج تاريخٌ جميل في مدينة صور مكلل بالعطاء وحسن العشرة والسيرة الطيبة ، وكان لي معه العديد من المواقف والمشاركات واللقاءات العامة والخاصة فترك في نفسي أجمل المشاعر والعناوين التي تحبب وتقرب الإنسان من أخيه الإنسان ، ستبقى صورة المطران شكرالله الحاج مثال للأب الصالح الساعي لمصلحة أبنائه جميعاً دون تمييز ، وستبقى مدينة صور تردد كلماته واسمه يتناقل لحفظ ما زرعه من محبة وتآخي بين أبناء المنطقة ، يترك اليوم سيادة المطران الحاج كرسي الأبرشية المارونية في صور ليبدأ برحلة التفرغ والتنسك والقرب من الخالق العظيم مخلفاً الأثر الطيب والصورة التي لن تفارقنا ، على أمل التواصل الدائم واللقاءات المستمرة في مناسبات الخير والسرور، نقول لك إلى اللقاء وليس وداعاً، وكلنا أمل وإطمئنان أن يكون خلفك سيادة المطران شربل عبدالله خير سلف لخير خلف وأن نكون في تعاون دائم لأجل مصلحة الإنسان وكرامته وحفظ وطننا الحبيب لبنان ، وختاماً أظن أن المطران الحاج يستحق منا جميعاً حفل تكريم يليق بعطاءاته لكن الظروف التي تحيط بنا من انتشار وباء كورونا سوف يؤجل ما كنا نسعى لإقامته ، كل المحبه لحضرتكم الموقرة وندعو لكم بالصحة والعافية 《لسنين طويله يا سيد》، وأن تقبل مني هذه الكلمات البسيطة عربون محبة وسلام وإحترام .

بقلم الشيخ ربيع قبيسي

مدينة صور في 16/11/2020

Leave A Reply