تمكن فريق من الباحثين من جامعة كامبريدج من تطوير أنسجة مدمجة تحتوى على ألياف إلكترونية، وأجهزة استشعار ذكية، تم تضمينها في الخيوط أثناء عملية تصنيع النسيج. ولجعل هذه التكنولوجيا متوافقة مع النسيج وتحسين موثوقيتها ومتانتها، قام الباحثون بتغطية كل مكون من مكونات الألياف بمواد يمكنها تحمل التمدد الكافي، كما قاموا بتجديل هذه المكونات باستخدام مواد لاصقة موصلة وتقنيات اللحام بالليزر.
ثورة في «أجهزة المنسوجات»
ويقول البروفيسور جونغ مين كيم، الأستاذ بكلية الهندسة بالجامعة، إن نهجهم فى تطوير هذا النسيج نتج عنه أولاً تطوير شاشة عرض ذكية من النسيج، تشكل ملامح بداية ثورة كبيرة قادمة فى مجال «أجهزة المنسوجات»، حيث يمكن تصنيع لفافت كبيرة من هذه الأقمشة، وتصميم ستائر منها تعمل كجهاز تلفزيون، أو سجاد يقوم بتخزين الطاقة، أو ملابس وأقمشة عادية تتفاعل مع الأجهزة الإلكتروية المحيطة بها.
ونشر فريق البحث تفاصيل هذا النسيج الجديد فى مجلة «Nature Communications»، حيث يقول الدكتور لويجي أوتشيبنتي، من كلية الهندسة بجامعة كامبريدج: إنه من التطور الهائل فى صناعة المنسوجات، تمكنا من دمج الوظائف الإلكترونيات القائمة على الألياف، والوظائف الضوئية، والاستشعار والطاقة مع الأنسجة، لنصل إلى إمكانية تطوير جيل جديد من الأجهزة والأنظمة الذكية المدمجة يعتمد فى الأساس على النسيج العادي.
دمج الألياف
ويقول الباحثون إن دمج الألياف المتخصصة في المنسوجات من خلال عمليات النسيج أو الحياكة التقليدية يفتح الباب أيضاً أمام مجموعة كبيرة من التطبيقات المحتملة، حيث إن نموذج العرض الأولي الخاص بالشاشة يمهد الطريق أمام استخدام تطبيقات الجيل الثاني من النسيج الإلكتروني في قطاعات مثل المباني الذكية والموفرة للطاقة، والتي يمكنها توليد وتخزين الطاقة الخاصة بها أوتوماتيكاً، كما يمكن استخدام هذا النسيج في إنترنت الأشياء، والعروض التفاعلية، وشبكات الاستشعار التي يمكن ارتداؤها، ويمكن تحويلها إلى بطاريات ومكثفات طاقة فائقة وألواح شمسية وأجهزة أخرى.