عبد الكافي الصمد – سفير الشمال
تكفي إطلالة سريعة على السّجال غير المباشر الذي دار أمس بين كلّ من رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميل، والنائب السّابق سامر سعادة، للوقوف على مدى ما تسبّبت به الإنتخابات النيابيّة المرتقبة في 15 أيّار المقبل من إنقسامات في حزب “الله والوطن والعائلة”.
خلفية السّجال دارت بين الرجلين بعد تبنّي حزب الكتائب دعم مجد بطرس حرب من أجل التنافس على أحد المقعدين المارونيين في قضاء البترون، في دائرة الشّمال الثالثة، واستبعاد سعادة، الذي أعلن تمرّده على قرار حزبه، وأنّه مستمر في الترشّح والمنافسة حتى النهاية، رافضاً إلغاء نفسه وحزب الكتائب من المعادلة السياسية، وإنهاء وجود الحزب في الشمال كله بشكل يبدو وكأنّه إنتحار ذاتي.
ولم يكن خافياً أنّ قرار حزب الكتائب يهدف لإسقاط رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل بمعقله في البترون، إنطلاقاً من حسابات كتائبية تقول بأنّ فوز حرب بأحد المقعدين والقوات اللبنانية بمقعد آخر يعني خسارة باسيل، ومن أجل هذا الهدف كان لا بدّ من التضحية بسعادة، وهو ما أشار إليه الجميل أمس من أنّ “التغيير يتطلّب تضحية، ومن يريد أن تربح القوى التغييرية عليه أن يُضحّي”، معتبراً أنّ “الوقت ليس للولدنات والنّظر إلى ما سنحصل عليه، فإن كنّا سنبقى في لبنان أم لا هو السؤال، والوقت ليس لتكبير الرأس والأنا”.
غير أنّ سعادة ردّ بأنّ قيادة حزبة “تخوض مغامرات غير محسوبة”، وأنّها “اتخذت قرارات متجاوزة آراء الكتائبيين وإرادتهم في البترون”، كاشفاً أنّه “أبلغت القيادة أنّي أؤيد ترشيح أي رفيق كتائبي سواي من إقليم البترون، لكن لا حياة لمن تنادي”.
ما سبق ليس سوى نموذجاً لما أصاب الأحزاب قبل 3 أشهر من الإستحقاق الإنتخابي المرتقب، من إنقسامات وتشرذم إمتد من القيادة إلى القاعدة، لأسباب إنتخابية وسياسية وشخصية وتضارب مصالح وغير ذلك، وهو أمر لم يقتصر على حزب الكتائب فقط، بل امتد إلى أحزاب أخرى.
فالحزب السّوري القومي الإجتماعي يسير على المنوال ذاته، ولو لأسباب مختلفة، إذ أدّت الخلافات السياسية والشخصية الداخلية فيه إلى انقسام الحزب على نفسه قسمين: الأول برئاسة رئيس الحزب ربيع بنات، والثاني يرأسه النائب أسعد حردان، وهو إنقسام بات القوميون ينظرون إليه على أنّه يشكل خطراً كبيراً على حظوظهم في الإنتخابات المقبلة، ويُعرّض إرث مؤسّسه أنطون سعادة لانتكاسة.
Follow Us: