علي ضاحي-
لا تزال تداعيات بيان وزارة الخارجية المنحاز لاوكرانيا وضد روسيا تتفاعل في صفوف «الثنائي الشيعي» وتحالف 8 آذار، وسط رفض لهذا البيان جملة وتفصيلاً.
وتؤكد اوساط بارزة في «الثنائي الشيعي» ان هذا البيان غير المفهوم وغير المبرر وهو سيىء الى درجة كبيرة ويحاول «تلبيس» كل اللبنانيين موقف غير منطقي ولا يخدم ما يسمى ببدعة «النأي بالنفس». وتسأل الاوساط كيف يكون المطلوب النأي بالنفس في ملف المعارضة السعودية وما يجري في اليمن من قتل ومجازر، وممنوع ان يكون هناك اي نشاط للمعارضة البحرانية في لبنان؟ ولكن مسموح ان تنحاز الى دولة اوكرانيا وتُجرّم روسيا ويطلب منها مغادرة اوكرانيا ووقف اجتياحها فوراً.
وتشير الاوساط الى ان «تخريجة» البيان بصدوره عن وزير الخارجية هو لـ «تهريبه»، وألا يُسأل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عنه، اي انه صدر عن وزير الخارجية ولم يصدر عن رئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعاً.
وتشير الاوساط الى ان بو حبيب «الذي عاش فترة طويلة في الولايات المتحدة لا يزال متأثراً بالادبيات الاميركية ويراعي خواطر الدبلوماسية الاميركية»، اكان لجهة تبنيه الخط 23 دون الخط 29، وصولاً الى استعمال ادبيات اميركا في ادانة الاجتياح الروسي لاوكرانيا، رغم ان دولا كبرى عربية وخليجية باستثناء الاتحاد الاوروبي واميركا كانت اكثر «حذراً» من عبارات بو حبيب.
وتؤكد الاوساط ان البيان صدر بعد التشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ولم يوضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في صورة مضمونه، وخصوصاً ان لبنان تربطه علاقات مميزة مع روسيا ولا مصلحة له ولا بشكل من الاشكال اصدار بيان مماثل.
وتلفت الاوساط الى ان حزب الله حدد موقفه من الازمة الروسية – الاوكرانية بوقوفه الى جانب روسيا، كما دان كل من الوزيرين محمد المرتضى المحسوب على حركة امل ووزير العمل مصطفى بيرم المحسوب على حزب الله خلال مجلس الوزراء امس، كل ما جاء في بيان بو حبيب مؤكدين ان بيان بو حبيب خالف «النأي بالنفس» ويتعارض مع مصلحة لبنان والذي كان يجب اقله ان يوازن في موقفه بين الدولتين والا يكون طرفاً.
وتلمح الاوساط الى ان ازدياد «دوز» مسايرة الاميركيين وتقديم مواقف مجانية من قبل عون وميقاتي لهم، لا تصرف سياسياً في الحكومة وخارجها، لن يؤدي الى نتيجة ويوتر العلاقة الداخلية بين المكونات الوطنية ويضع مصير الحكومة على المحك كلما وضعت امام استحقاق مماثل.
وتكشف الاوساط ان تمسك «الثنائي الشيعي» بالحكومة ومحاولة تحييدها عن اي خلاف يمس بوحدتها، لا يعني الاسترسال في تقديم اوراق اعتماد للاميركيين في ملف الترسيم الحدودي وحتى في ملف الازمة الروسية- الاوكرانية، والتي لا يبدو انها ستحل قريباً، وسيكون لها تداعيات على لبنان وكل المنطقة.