علي ضاحي –
بعد إزاحة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة ومن مجلس النواب وإجباره على العزوف عن الترشح للانتخابات وقبل أشهر من الاستحقاق النيابي في 15 ايار 2022 ، وقطع السعودية اتصالاتها بمعظم سُنّة لبنان، فاجأت القيادة السعودية في بيروت عبر سفيرها وليد البخاري امس العديد من الشخصيات السنية الرفيعة، عبر تلقيهم اتصالات هاتفية للمعايدة من قبل القيادة السعودية وعلى لسان البخاري بعيد الاسراء والمعراج.
ووفق اوساط سنية علمائية بارزة، فإن هذه الاتصالات المفاجئة للبخاري، وان اتخذت طابع المناسبة الدينية والمعايدة، الا انها تؤشر الى توجه سعودي جديد لـ»تطرية» الاوضاع، خصوصاً مع شخصيات سنية بارزة نالت نصيبها من «الغضب» السعودي وبشكل مفاجىء، اذ قطعت الرياض علاقتها بهم ، وحتى البروتوكولية والمعايدات كانت ممنوعة، بأمر من البلاط الملكي المحيط بولي العهد السعودي.
وتشير الاوساط الى ان البخاري اكتفى بالعموميات والمجاملات والكلام الديني، لكن الاتصالات والمروحة التي اجراها توحي بأن هناك توجهاً سعودياً جديداً مع بعض القيادات السنية والتي تعتبر انها وازنة في بيئتها.
في المقابل، تكشف اوساط مطلعة على الملف الانتخابي، عن اتصالات انتخابية يجريها الرؤساء السابقون للحكومة «نادي الاربعة»، وتحولهم انتخابياً الى «نادي الثلاثة»، خصوصاً مع عزوف الحريري وعدم تجاوبه مع اي سيناريو انتخابي يطرحه الرئيس فؤاد السنيورة وغيره من كوادر «المستقبل»، والذين يعتبرون ان اخلاء الساحة السنية خطر ويُذوّب ارث «المستقبل» ويدفع انصاره ومحازبيه الى الاحباط واللامبالاة.
وتشير الاوساط الى انه يتردد في الحلقة الضيقة من «نادي الثلاثة» عن توجه السنيورة الى قيادة لائحة كاملة في بيروت، ومن دون الجزم حتى الساعة بامكان ترشحه او فقط ترؤس اللائحة من دون ترشح، ويتردد ان تمام سلام ونواف سلام ليسا بعيدين عن جو التعاون مع السنيورة في لائحة بيروت.
اما في طرابلس، فالرئيس نجيب ميقاتي ايضاً يستعد لقيادة لائحة متكاملة، ووفق الاوساط نواتها هي: كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة والنائب سامي فتفت ومرشح من آل الخير. ولكن فرص ترشح ميقاتي مساوية لفرص عدم ترشحه.
اما في صيدا وعكار، فلا تزال الصورة ضبابية وسط توجه لانشاء لائحة تضم نواب «المستقبل» غير الحزبيين كوليد البعريني وهادي حبيش وطارق المرعبي، ومدعومة من «نادي الثلاثة»، ولكن مصير هذا التحالف واللائحة لا يزال ضبابياً في انتظار اكتمال كل الترشيحات.
وفي المقلب الآخر، بلغت الحماوة الانتخابية اشدها في طرابلس مع توافر معلومات عن اتصالات يجريها النائب فيصل كرامي في طرابلس، وباتت اتصالاته في مرحلة متقدمة بعد التحالف مع جهاد الصمد و»الاحباش» ، وقد تواصل في اليومين الماضيين ليكون على لائحته اكثر من مرشح سني، ونجح حتى الساعة في ضم مرشحين سنيين في طرابلس.
اما في صيدا، فلا تزال «القطبة المخفية» في ملعب «المستقبل» وبيئته، مع تردد ان هناك توجهاً لترشيح بديل للنائبة بهية الحريري ومن اصدقاء «التيار الازرق» وليس من محازبيه، ولكن لا حسم بعد في هذا الامر.
وتشير الاوساط نفسها الى ان المساحة الزمنية لاعلان الترشح وتنفيذه في «الداخلية» لم تعد طويلة، فلا بد من تسريع الاتصالات لبت التحالفات على الساحة السنية او خارجها.