علي ضاحي-
لن يكون النائب حكمت ديب الاول والاخير الذي يغادر صفوف «التيار الوطني الحر» بعد تولي رئيسه ومؤسسه العماد ميشال عون مقاليد رئاسة الجمهورية وتحوله الى «زعيم التيار» و «ايقونته» بالنسبة لكثير من الجيل القديم او «الحرس القديم». ويعتبر هذا الحرس ان هناك اليوم «حالة عونية» رمزية ومؤسَسَة، وحاول عون الحكم من خلال مرتكزاتها خلال ولايته التي تنقضي سريعاً وتنتهي خلال اشهر، لكنه لم ينجح في تظهيرها. كما يرى «الحرس القديم» ان هناك حالة «باسيلية» في مقابل الحالة العونية تنشد السلطة، وليس آخرها رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.
واذا كانت قيادة «التيار» الحالية والتي تواكب رئيسه النائب جبران باسيل، وترى فيه استمرارية لنهج الرئيس عون ترفض هذا المنطق السالف الذكر، وترى فيه تشويشاً على مسيرة باسيل ومحاولة للانتقاص من دوره الوطني والنيابي والحزبي والمسيحي، وحصره بكرسي او مقعد نيابي او استحقاق نيابي ورئاسي، الا ان هذا الرفض لا يعني وفق احد قيادات «الحرس القديم» ان لا وجود لحالة اعتراضية حزبية ونيابية على اداء ودور وتوجهات باسيل.
ويستشهد القيادي المذكور بخروج العديد من القيادات من «التيار» لخلافات مع الرئيس عون على غرار اللواء عصام ابو جمرا، وقبله كل: من الياس الزغبي وبسام الآغا وسمير سكاف وروجيه عزام، وبعد انتخاب عون رئيساً خرج من «التيار» نعيم عون ورمزي كنج وزياد عبس وغيرهم.
ويربط القيادي بين حادثة خروج النائب حكمت ديب امس من «التيار»، بتسريب عبر وسيلتين اعلاميتين، بما جرى قبل انتخابات العام 2009 وقبل انتخابات العام 2018.
في المقابل، نقل عن ديب اعلامياً انه قدم استقالته من «التيار الوطني الحر» بسبب ما يعتبره تراكمات داخلية ومحاولات قطع الطريق عليه في الاستحقاقات، والبحث عن متمولين بدلا عن المناضلين. كما حاولت «الديار» الاستفسار من ديب عن حقيقة ما يجري، لكنه امتنع عن التعليق وتذرع بوجوده في اجتماع.
وفي اول تعليق لـ «التيار الوطني الحر»، يؤكد مسؤول كبير في «التيار»، ومعني بملف الانتخابات، ان ديب لم يستقل من «التيار» وهو اوضح اللغط بتسجيل صوتي «فويس واتس اب» امس، وتم تعميمه للمناصرين والقياديين وحتى القاعدة الشعبية، ويؤكد ديب فيه انه لا يزال في «التيار» ولم يستقل وهو ملتزم به!
ويكشف المسؤول المذكور ان الاستفتاء النهائي لغربلة مرشحي «التيار» مستمر ولم ينته. وهو يتطلب وقتاً لكونه دقيقاً وحساساً، فلن نغش انفسنا بأرقام وهمية. ويضيف: كل مستحق للترشح وله حيثية سيأخذ حقه، والعكس صحيح، فالمشكلة ليست تصفية حسابات مع اشخاص او محازبين او نواب او «ثأر شخصي»، بل القصة كلها استفتاء داخلي اولاً ولاحقاً عام لناخبي الدائرة للوصول الى اسماء مرشحين، لديهم القدرة على تحقيق الحاصل والاصوات التفضيلية وتمثيل «التيار» وجمهوره خير تمثيل. ويؤكد ان ديب يبدو منزعج من عدم ترشيحه مرة جديدة وهو راغب بذلك، رغم ان الاحصاءات لم تنته، وهناك اسبوع اضافي لاعلان النتائج.