كتبت “البناء” تقول: نهاية الأسبوع الأول من الحرب الأوكرانية، حملت حصاداً عسكرياً بتحقيق مئات الأهداف الروسية لجهة تحييد منشآت استراتيجية وحيوية وتدمير معدات عسكرية اوكرانية ثقيلة، لكنها ميدانياً أتاحت إحكام السيطرة للقوات الروسية على 100 ألف كلم مربع من الأراضي الأوكرانية، أي ما يعادل عشر مرات مساحة لبنان من أصل 600 ألف هي مساحة أوكرانيا، أكملت خلالها حصار ست مدن أوكرانية منها العاصمة كييف، والعاصمة التاريخية خاركيف، بالإضافة الى ماريوبيل جنوباً وميكولايف في الوسط بعد الدخول الى خيرسون والسيطرة عليها، وزابوريجيا حيث المحطة النوويّة التي تم تحييدها، وأوديسا التي باتت شبه محاصرة.
وفقاً لمصادر روسية، الخطة العسكرية تسير بالسرعة المرسومة، وما أنجز خلال الأسبوع الأول سيجعل إنجازات الأسبوع الثاني أسرع، خصوصاً أن روسيا نجحت باحتواء الصدمة الأولى للحملة الإعلامية والدبلوماسية من جهة، ولمفعول العقوبات المالية من جهة ثانية، وبدأت مفاعيل النجاحات العسكرية الروسية تفرض حضورها على المواقف الغربيّة بدرجة أعلى من التعقل واختيار أدق للمفردات، وصياغة حذرة للمواقف والبيانات، بينما يقف الغرب أمام مأزق عنوانه أن المزيد من الضغط على روسيا يساوي تفجير الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الغرب، خصوصاً في أوروبا، لأن البوابة الوحيدة للضغط المالي هي وقف استيراد أوروبا للنفط والغاز من روسيا، فيما حملت أنباء الأمس دون حظر صادرات النفط والغاز الروسية ارتفاعاً في الأسعار بلغ نسباً قياسية تجاوزت التوقعات التهديدية التي أطلقها رئيس الحكومة الروسية السابق ديمتري ميدفيديف الذي قال للأوروبيين انتظروا الألف متر مكعب من الغاز بـ 2000$، يوم كان السعر بـ 1200 $، فإذا به يسجل سعر الـ 2400 $ ويواصل الارتفاع، ويتوقع ان يقفز الى 5000$ اذا تم حظر الاستيراد من روسيا، ومثل الغاز كان سوق النفط ولو بدرجة أقل فواصل سعر برميل النفط الصعود مسجلا سعر الـ 120 $ للبرميل بعدما كان اول الأزمة نهاية العام الماضي بـ 80$، وقالت مصادر في سوق النفط والغاز إن مبيعات روسيا خلال يوم الخميس وحده سجلت مليار $ بدلاً من 300 مليون $ في الأيام العادية، والسبب زيادة الطلب وارتفاع الأسعار معاً.
في لبنان تواصل السجال حول الموقف الذي اتخذته الحكومة من الحرب في أوكرانيا، وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنه موقف مبدئي من دخول جيش دولة الى دولة أخرى، ما استدعى تساؤلاً نيابياً عن كيف يمكن على هذه القاعدة، تبرير الموقف الحكومي المؤيد التوغل السعوديّ الإماراتيّ في الأراضي اليمنيّة؟
حكومياً، تم تأجيل الانتخابات البلدية لمدة عام بموجب مشروع قانون سيرسل الى مجلس النواب، بينما تمّ إرجاء البتّ بمصير اعتماد الميغاسنتر في الانتخابات النيابية الى الأسبوع المقبل، وطفت على السطح أزمة تأمين الموارد الغذائية والنفطية في ظل الأزمات التي نتجت عن الحرب.
أعلن مجلس الوزراء تأجيل البحث بـ «الميغاسنتر» إلى الجلسة المقبلة، التي تم تحديدها يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، وقرر المجلس تشكيل لجنة مؤلفة من وزراء العدل والثقافة والداخلية والمال والسياحة والاتصالات والتربية لتقديم تصور عن «الميغاسنتر» يبحث في الجلسة المقبلة.
وأقر مجلس الوزراء في جلسته العادية في بعبدا والتي عقدت برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك ويقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب.
وخلال الجلسة طرح ميقاتي ووزير الاقتصاد من خارج جدول الأعمال موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية. وفي السياق، قرّر تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الاقتصاد وعضوية وزراء الصناعة والزراعة والدفاع والثقافة لمعالجة أزمة الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار. وعلم أن وزير الاقتصاد سيتّخذ مطلع الأسبوع المقبل قراراً يقضي بتوقيف أذونات التصدير لعدد من المواد الأولية المهمة التي يصدرها لبنان وذلك إفساحاً في المجال أمام الاكتفاء الذاتي وحماية الاكتفاء المحلي.
ووفق المعلومات، سجل وزراء الثنائي الوطني اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية فقط لجهة ما سمّوه «وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها».
وتجدر الإشارة إلى أن خطة الكهرباء التي أضاف إليها وزير الطاقة وليد فياض بعض الكلمات في بعض البنود وصلت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولكن جدول الأعمال كان قد صدر، فلذلك لم تدرج عليه، وينتظر وزير الطاقة الآن تحديد موعد لجلسة تقر فيها الخطة بشكل نهائي.
وأجرى وزير العمل مصطفى بيرم مداخلة داخل جلسة مجلس الوزراء سأل فيها: «لماذا تتكرّر التجربة في موقف لبنان من الحرب بين روسيا وأوكرانيا بانحياز لبنان الذي لا يقدّم ولا يؤخّر إلا أضراراً على وضعنا الصعب والمعقد؟ ألا يستحق هذا الموقف أن يناقش في مجلس الوزراء لإخراجه بطريقة صحيحة، خصوصاً أننا اعترضنا على تصرّف وزير الخارجية سابقاً؟ وها هو الأمر يتكرر في تصويت الأمم المتحدة من دون أن يناقش في مجلس الوزراء؟ ألسنا معنيين جميعاً كمجلس وزراء في اتخاذ المواقف السياسية اللبنانية تجاه المواقف المختلفة؟».
وردّ ميقاتي: «روسيا ليس مقصودة ولا مستهدفة من البيان. نحن ضدّ أي تدخل دولي في أي دولة أياً تكن الدولة المتدخلة».
فقال بيرم لميقاتي عندما برّر بيان «الخارجية» «ما بلعتها» لماذا نتحدث عن نأي بالنفس بمواضيع ونغفل عنه في مواضيع أخرى؟
وكان ميقاتي عرض في مستهل مجلس الوزراء «الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي – الأوكراني»، وقال: «إن هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علماً أن موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها».
كما عرض الرئيس ميقاتي «المداولات مع وفد وزارة الخزانة الأميركية والنقاط التي أثيرت خلالها، لا سيما لجهة مكافحة الفساد وتفعيل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تشكيلها، وذلك في أسرع وقت لتأكيد جدية الدولة اللبنانية في مكافحة الفساد».
ولفت إلى أن «المساعدات الاجتماعية سيبدأ توزيعها الأسبوع المقبل»، منوّهاً بـ «جهود وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار للإسراع في تحقيق هذه الخطوة المهمة لمساعدة العائلات التي تعيش في ظروف صعبة جداً».
وأشار رئيس الجمهورية، في مستهل الجلسة، إلى أن «وفد صندوق النقد الدولي سلط الضوء على ضرورة إقرار خطة التعافي في أسرع وقت ممكن على أن تشمل الخطة إعادة هيكلة مصرف لبنان والمصارف، وتوحيد سعر الصرف، وتوزيع الخسائر، والإصلاحات المالية البنيوية اللازمة، وخطة لشبكة الأمان الاجتماعي»، وقال: «لقد شدد وفد صندوق النقد الدولي على ضرورة تأمين التوافق السياسي لإقرار خطة التعافي». وأكد أن «الوضع المالي دقيق جداً، ولا يحتمل أي تأجيل»، وقال: «أضع الجميع أمام مسؤولياتهم».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد خلال استقباله في قصر بعبدا وفد «الاتحاد الاوروبي» برئاسة السفير رالف طراف «أن العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأن اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنب أية تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً والدول المجاورة خصوصاً».
وأشار الى «أن موقف لبنان كان دائماً ولا يزال ضد أي عمل حربي او اعتداء موجه ضد أية دولة حرة ومستقلة»، لافتا الى «أهمية اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الازمات والحروب».
وفي موسكو، التقى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل ابو زيد، الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وتميّز اللقاء بـ»الودّي»، وتناول كل الجوانب المتعلقة بالأزمة الروسية الاوكرانية وتداعياتها على المستوى الدولي وتحديداً على منطقة الشرق الاوسط.
وتخلّل اللقاء بحث مطوّل حول موقف لبنان من الازمة بين روسيا واوكرانيا.
هذا عادت فجر أمس، دفعة جديدة من لبنانيي اوكرانيا إلى بيروت، من خلال تسهيلات قدمها أحد رجال الاعمال اللبنانيين هناك، الذي استضاف اعداد اللبنانيين الهاربين من القصف مجاناً في أحد الفنادق وأمّن لهم بطاقات سفر عودة الى لبنان، وذلك بالتنسيق مع الامن العام والهيئة العليا للإغاثة.
في اتصال أجراه مع الرئيس سعد الحريري، تقدم نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق «مصطفى علوش باستقالته من تيار المستقبل، وقد قرر الرئيس الحريري اليوم اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها»، بحسب بيان صادر عن تيار المستقبل.
واضاف البيان: بذلك يتحرر علوش من أية التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول أن يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية.
وكان الحريري التقى في مقر إقامته في الإمارات النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري وجرى البحث في القضايا المتصلة بتيار المستقبل وفي ملف الانتخابات النيابية لا سيما في الشق المعني بخيارات الناخبين في المناطق ذات الاغلبية السنية والتوجه الذي يجب أن يتبلّغوه لمن يريد المشاركة في عملية الاقتراع، فضلاً عن أهمية العمل للحد من المساحة التي يتنقل بها السنيورة، وبالتالي العمل على تطويقه. واشارت مصادر مطلعة في تيار المستقبل لـ «البناء» إلى أن تصويت جمهور تيار المستقبل سيكون للمرشحين السنة الذين سيلتزمون ثوابت دار الفتوى ولا يعملون على سحب البساط من تحت قدمي الحريري، مشيرة إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة تبلغ من المفتي عبد اللطيف دريان منذ أيام عدم الترشح في دائرة بيروت الثانية، معتبرة أن الشخصيات السنية التي سوف تتحالف مع القوات لن تحظى بأية أصوات تفضيلية، وشدد على أن السنيورة يسعى الى خلق كتلة نيابية في البرلمان وهو يحبذ أسوة بالنائب السابق احمد فتفت والدكتور علوش تشكيل لوائح مشتركة مع حزب القوات للوصول الى ما يبتغيه محلياً وعلى مستوى تحسين علاقته بالسعودية. وأفادت المعلومات ان النائب الحريري وضعت فور عودتها من الامارات الرئيس نبيه بري ي في أجواء لقائها بالرئيس الحريري وبحثت في المستجدات الراهنة. هذا ويترأس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم جلسة للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، في دار الفتوى، للبحث في الشؤون الاسلامية والوطنية.
هذا ويتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في الثالثة والنصف عصر يوم الثلاثاء في 8 الحالي، بمناسبة «يوم الجريح المقاوم».
واعلنت وزارة الخزانة الأميركية امس، عن فرض عقوبات على مموّلين لحزب الله في غينيا، وذلك بهدف تعطيل شبكة أعماله في غرب أفريقيا.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الأميركي، إن وزارة الخزانة تواصل كشف رجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار من خلال الرشى وأنشطة الفساد الأخرى.
كما أعلن عن إدراج رجلي الأعمال اللبنانيين علي سعادة وإبراهيم طاهر على قائمة عقوبات لتقديمهما مساعدات مادية ومالية لحزب الله.