مصطفى الحمود ـ
أوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن الإلتزم باتفاق الطائف كان نظريًا وأنه تم تعديل الدستور ليتناغم مع وثيقة الوفاء الوطني ، مشيرا إلى أن العبرة كانت عند التطبيق ، حيث أن أول أمر كان مطلوبا من أول مجلس نيابي منتخب بعد الطائف هو تشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية لكنه لم تم رفض تشكيل هذه الهيئة ، وسأل من هو من لم بقبل ؟! ، وقال إن بعض الطوائف لم تقبل ذلك ، ولذلك عدنا إلى معزوفة التمييز الطائفي والمناطقي والإنمائي حتى بات الأمر مدخلًا لأزمة عميقة في هذا البلد .
أضاف رعد إننا لا نريد تبديلاً في الدستور والوثيقة ، لكننا نريد إصرارًا على تطبيق الوثيقة والدستور ، هذا كل ما نطلبه ، وهذا محل توافق كل اللبنانيين ، ونحن نضمن أن الإلتزام الجدّي بتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني والدستور رغم الملاحظات التي للبعض ولنا عليهما ، لكننا نستطيع من خلال الإلتزام الجدّي أن نوفر إستقرارًا وسيادةً ، وأن نبني قوّةً ، وأن نحقّق تنميةً مستدامةً وشاملة ، وأن نؤمّن الدواء والغذاء وأن نحسّن أوضاع المستشفيات والمؤسسات الخدماتية في بلدنا ، وأكد أن كل هذا نستطيع أن نفعله ، لكن علينا أن لا نكون “ديماغوجيين” بمعنى أننا لا نلتزم بما نقرّر وإذا توافقنا لا ننفّذ ما اتفقنا عليه ، مشدداً على أن هذه كل أسباب المشكلة في البلد .
تابع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أننا اتفقنا على أن يكون الناس سواسية أمام القانون ، لكن اسألوا الناس والرأي العام ، هل هم يطمئنون إلى أنّ المتّهمين يمثلون بالتساوي أمام القانون ؟ فإذا استدعي فلان يخرج من يضع خطًا أحمرًا لاستدعائه ، وإذا لم يمثل فلان أمام المحكمة تقوم الدنيا ولا تقعد وهذه ما يعني “صيف وشتاء تحت سقف واحد” .
وأكد رعد أنّ هذا التمييز لا يصُح ، بل هو الذي خرّب سياسات الحكومات السابقة ، وهو الذي خرّب اقتصاد البلد ، وهو الذي خرّب حتى الموازنات التي تُقرّ وفقًا لاحتمالات أنّ فلان بيزعل وفلان بيرضى ، منصير “نطبّش” الميزان لمصلحة فلان ونخسّر الميزان على حساب فلان .
وختم رعد بالقول إنّ ما ننشده هو تحقيق العدل والإنصاف ورفع الحرمان والإهمال عن كل مناطق الحرمان ، ولا نطالب برفع الحرمان عن بعض المناطق في الجنوب أو في البقاع ، نحن نطالب برفع الحرمان في عكّار لأننا متساوون معهم بل هم سبقونا بالحرمان ، سبقونا لأنّ في الجنوب قامت أنشطةٌ إنمائية وبُذلت جهود مخلصة من أجل رفع الإهمال عن بعض المناطق الجنوبية ، لكننا ما زلنا بحاجة للكثير في قطاعات مختلفة ليس فقط على مستوى الطرقات والمدارس ، لكن في قطاعات أساسية يجب أن تكون حاضرة في الجنوب تتّصل بأمننا الغذائي والصحي ، وتتّصل أيضًا بتشغيل معاملنا ومصانعنا الإنتاجية وتوفير ما يلزم لهذا الإنتاج ، وهذا ما يجب أن نواصل جهودنا من أجل إنشائه .
كلام رعد جاء خلال رعايته حفل افتتاح مستوصف للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة المروانية بحضور نائب المدير العام في الهيئة الصحية الإسلامية مالك حمزة وشخصيات وفعاليات وأهالي البلدة .