فادي عيد – الديار
تنقّلت اللقاءات والإجتماعات والمواقف السياسية على خلفية إطلاق القوى السياسية ساعة الصفر لتشغيل ماكيناتها الإنتخابية، وذلك، مع اقتراب موعد الإستحقاق الدستوري وبعدما تبيّن بشكل واضح للمرجعيات السياسية والحزبية إن الإنتخابات ستحصل في موعدها المحدّد في منتصف أيار المقبل. وثمة معلومات في هذا الإطار، عن أجواء وصلت إلى بعض المرجعيات السياسية، تؤكد أن عليهم الإسراع في ضرورة انطلاق العملية الإنتخابية، على الرغم من كل الأجواء الضبابية التي تخيّم على لبنان سياسياً واقتصادياً، إلى قلق وهواجس أمنية بدأت تتسرّب إلى بعض الجهات التي لديها صداقات في الخارج عن إمكانية تمدّد الحرب في أوكرانيا إلى دول المنطقة، ومن خلال قيام إسرائيل بعمليات عسكرية وتصعيد من سوريا إلى لبنان على خلفية استغلال الوضع القائم في أوكرانيا، فكل هذه المخاوف، وبحسب مرجع سياسي فاعل، لن تؤدي إلى تأجيل الإستحقاق الإنتخابي.
ولهذه الغاية، لوحظ أن معظم القوى السياسية والحزبية الرئيسية أطلقت ماكيناتها الإنتخابية وأعلنت عن أسماء مرشحيها في كل الدوائر، وعلى امتداد مساحة البلد، ومن هنا، أيضاً يتّجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد مؤتمر صحافي يوم غد الإثنين لإعلان أسماء مرشحي كتلة “التنمية والتحرير”.
وفي هذا السياق أيضاً، فإن بعض الذين عادوا من العاصمة الفرنسية والتقوا ببعض أصدقائهم من المسؤولين الفرنسيين، ومنهم المولجين بمتابعة الملف اللبناني، لمسوا بأن فرنسا لا زالت على موقفها بضرورة حصول الإستحقاق الإنتخابي النيابي في موعده المحدّد، لا سيما وأنهم كانوا في طليعة الذين دعوا إلى عدم تطيير الإنتخابات، محذرين من العقوبات المحتملة، وبالتالي، عدم عقد أي مؤتمر للدول المانحة لمساعدة لبنان. وبالتالي، فإن باريس منشغلة إلى حدّ كبير بالحرب الأوكرانية، في ضوء معلومات تشير بأن هذه الحرب طويلة الأمد، وهذا ما سبق وأن أكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ممّا يعني أن الفرنسيين، وإن كانوا متفرّغين لما يحصل في أوروبا، ولكنهم يوجّهون برسائل إلى معظم الأطراف اللبنانية محذّرين من أي خطوة لتطيير الإنتخابات، لأن عواقبها ستكون وخيمة.
من هنا، انطلقت العملية الإنتخابية حول هذه القاعدة، أي أن التأجيل لن يحصل، وثمة من يشير إلى مقاربة من الداخل إلى الخارج، إذ، ووفق المعلومات، بأن المناهضين الدوليين لأي تمديد للمجلس النيابي، لم يغيروا مواقفهم، وبالتالي، فإن أي تعديل في موعد الإنتخابات، يشكّل خطورةً على الوضع العام، وعلى هذه الخلفية، هبّت القوى الرئيسية من الحزب التقدمي الإشتراكي و”القوات اللبنانية”، وحتى رئيس المجلس نبيه بري، للإعلان عن انطلاق القطار الإنتخابي وإعلان اللوائح وأسماء المرشحين قاطعين الطريق على طرح يؤدي للتفكير بالتأجيل أو التمديد، ولذا” من المتوقّع خلال الأسبوع المقبل، أن تكون غالبية القوى السياسية والحزبية قد أعلنت عن تحالفاتها ولوائحها ومرشحيها، وإن كانت إمكانية حصول مفاجآت في تطيير بعض الأسماء ودخول أسماء جديدة لا تزال قائمة، وكذلك، على خطّ بعض التحالفات التي اهتزّت قبل أن يتم الإعلان عنها، مما يدلّ على إعادة خلط أوراق إنتخابية.
ولعلّ العنوان الأبرز يتمثّل بعزوف مرجعيات رئاسية وسياسية عن المشاركة في هذا الإستحقاق، وربما لديهم ظروفهم الشخصية، ولكن ثمة اعتبارات سياسية وانتخابية، أملت عليهم العزوف عن المشاركة في الإستحقاق المقبل.