السبت, نوفمبر 23
Banner

مشروع كمال جنبلاط يبقى الحل بعد 45 عاماً على استشهاده.. لإنقاذ ما تبقى من ‏لبنان

كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : نسترجع في 16 آذار من كل عام ذكرى المعلّم الشهيد كمال جنبلاط. نقرأ في ‏كتبه، ونستذكر طروحاته العصرية التي كان هدفها الأول والأخير الإنسان، ‏وتطوير طريقة عيشه، والتي لم تتوقف على السياسة فحسب رغم نشاطه في هذا ‏الميدان على وجه الخصوص، بل تعدّت ملعبها لتصل إلى الاقتصاد والاجتماع ‏والفلسفة والدّين وغيرها من المجالات‎.‎

ورغم مرور 45 عاماً على استشهاده، إلّا أنّ أفكاره ما زالت تشكّل مخرجاً ‏واضحاً للبنان من الدوامة التي غرق فيها إبّان انطلاق الحرب الأهلية، وفشلت ‏مختلف المساعي من انتشاله من أزمته. ففي سبعينيات القرن الماضي، أطلق ‏كمال جنبلاط ورفاقه في الحركة الوطنية برنامجاً إصلاحياً شاملاً سُمّي آنذاك ‏بالبرنامج المرحلي، وتطرّق إلى مختلف الحقول المتعلّقة بالسياسة، والتي من ‏شأنها تحسين معيشة المواطنين‎.‎

وبموازاة طروحاته، كان كمال جنبلاط رجل اعتدال ولقاء بين مختلف الأقطاب ‏السياسية والطائفية، ورجل سلام وقضية وحق. ناصر القضية الفلسطينية، ‏وطالب بالدولة العلمانية، ورفض إلغاء الآخر. إلّا أنّ المتربصين بلبنان رأوا في ‏كمال جنبلاط خطراً على مشاريعهم التي بدأ لبنان يعاني بسببها منذ الحرب ‏الأهلية وحتى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يتجلّى اليوم، فقرّروا حينها ‏اغتيال كمال جنبلاط اعتقاداً منهم أنّ تصفية جسده سوف تنهي أفكاره، إلّا أنّ ‏إرادة كل لبناني حر بالخروج من السجن الكبير ونضال اللبنانيين المتواصل في ‏هذا المجال، أثبت فشل الغرف السوداء في أقبية النظام السوري التي حاكت ‏عملية الاغتيال ونفّذتها‎.‎

من قرأ كمال جنبلاط يعلم أنّ إنقاذ لبنان ليس مستحيلاً، والحلول موجودة في ‏سياق برنامجٍ كامل متكامل، وما المطلوب اليوم إلّا اعتماده كهيكلية للشروع في ‏الإصلاحات المطلوبة في مختلف الميادين، والتي من شأنها انتشال لبنان من ‏الحفرة التي وقع فيها، وإعادته إلى السكّة الصحيحة، ولا شكّ أنّ ذلك يبدأ بإلغاء ‏الطائفية السياسية، والانتقال إلى الدولة المدنية، ومنها إلى العلمانية‎.‎

الوزير السابق عبّاس خلف، الذي عاصر كمال جنبلاط، أشار إلى أنّ “واقع ‏لبنان ما كان ليكون كما هو عليه اليوم لو أن المعلّم ما زال حيّاً بيننا، فهو كان ‏قائداً وقدوةً، وقائداً يعطي الرأي الصواب دائماً ويتولّى القيادة، وقدوةً للغير ‏بتصرفاته وأخلاقه وفكره واحترامه للآخر، ونفتقد حضوره بشدّة في ظل غياب ‏صفات المعلّم عن أي من سياسيّي السلطة في الوقت الراهن‎”.‎

وفي حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت خلف إلى أنّ، “مشكلة البلد ‏الرئيسية تكمن في غياب الأخلاق عن العمل السياسي، كما والإلتزام، إذ يتطلّب ‏هذا الميدان من أهل السلطة المشاريع والبرامج الإصلاحية التي بدورها تنقل ‏لبنان من الطائفية – وهي مرضٌ مريب وأحد أهمّ أسباب الفشل – إلى الدولة ‏المدنية والعلمانية التي تحدّث عنها كمال جنبلاط‎”.‎

وفي هذا السياق، شدّد خلف على أنّ “برنامج الحركة الوطنية الإصلاحي يصلح ‏اليوم. وكل طروحات وأفكار المعلّم كمال جنبلاط تصلح، وهي مطلوبة وبشدّة ‏دون استثناء، وهي قادرة على الانتقال بالبلاد نحو الأفضل‎”.‎

وختم خلف حديثه متوجّهاً إلى روح المعلّم، “وهو كان شهيد لبنان والعروبة. ‏كمال جنبلاط القائد والقدوة، الرفيق والصديق الذي ستبقى ذكراه في ضميري ‏إلى الأبد‎”.‎

وفي ذكرى استشهاد كمال جنبلاط يبقى التحدي الأكبر هو إنقاذ لبنان، وما تبقى ‏منه، قبل القضاء على كامل سيادته واستقلاله وذوبانه في لعبة المحاور. ‏فالمصالح الإقليمية والدولية أكبر بكثير من لبنان الغارق في أزماته، وكل ما ‏يحتاج إليه هو حبل نجاة يصنعه أبناؤه، لا مستقبلاً ترسمه طاولات التفاوض‎. ‎

Leave A Reply