كتبت صحيفة “الديار” تقول: كما هو متوقع بدأت الأحداث الكبيرة التي يشهدها العالم من بوابة الحرب الروسية على أوكرانيا والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة تنعكس مباشرة على الوضع اللبناني الداخلي. فزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الامارات كما استعداد مجلس التعاون الخليجي لدعوة الحوثيين لإجراء مشاورات في الرياض، والاهم اعلان أكثر من طرف عن الاقتراب أكثر من اي وقت مضى من توقيع اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي، مستجدات كبيرة لا يمكن ان تمر مرور الكرام والا يكون لها وقعها في الساحة اللبنانية التي تتأثر بمحيطها وبخاصة بلاعبين دوليين متل ايران وسوريا والسعودية وغيرها من الدول.
السعودية تعود الى لبنان؟
وخرق ترحيب وزارة الخارجية السعودية بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من «نقاط ايجابية»، الجمود القاتل الذي تشهده العلاقات اللبنانية – الخليجية منذ الازمة التي نتجت عن تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي. وقال البيان الذي صدر مساء أمس عن الرياض انها تأمل بأن يُسهم ما صدر عن ميقاتي في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً. وأكدت الخارجية السعودية على «تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني بالاستقرار والأمان في وطنه والانماء والازدهار».
وكان ميقاتي قد جدد في بيان أصدره يوم الاثنين الماضي إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي، مشدداً على ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان.
وعلقت مصادر سياسية واسعة الاطلاع على التطورات الاخيرة قائلة ان «بيان ميقاتي لم يحمل جديدا وهو جدد موقفا يطلقه منذ فترة وتتبناه حكومته كما تتبناه رئاسة الجمهورية الى حد كبير، لذلك فان الايجابية السعودية والتي تمثلت في البيان الذي صدر عن خارجية الرياض غير مرتبطة بما صدر عن ميقاتي انما ما حصل يبدو بمثابة تخريجة لعودة الرياض الى بيروت، خاصة في ظل المعلومات التي تتحدث عن امكانية عودة السفير السعودي قريبا الى لبنان وعن قرب وصول مساعدات سعودية إلى لبنان بالتنسيق مع الفرنسيين على ان توزع مباشرة على اللبنانيين وليس عبر الدولة». وقالت المصادر لـ»الديار»:»يبدو واضحا ان الرياض ايقنت ان كل آدائها تجاه لبنان كان خاطئا في المرحلة الماضية وانه بدل ان تضر حزب الله اضرت كل اللبنانيين الا الحزب وجمهوره لذلك هي بصدد العودة تدريجيا على ان تحاول لعب دور ما قبل الانتخابات النيابية خاصة وان نتائج استطلاعات الرأي التي تصلها ووصلت الدوائر الاميركية محبطة لجهة ان حلفاءهما لن يتمكنوا من تحقيق اي تسونامي يذكر بل بالعكس فان نتائج الانتخابات ستصب لصالح حزب الله الذي سيتوسع حجم الكتلة النيابية الداعمة له».
عون: المقاومة ليست ارهابا
وفي مواقف عالية النبرة أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من روما، أكد ان حزب الله لا يؤثر بأي طريقة على الواقع الامني للبنانيين في الداخل، مشددا على ان الحزب الذي قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي مكون من لبنانيين عانوا من الاحتلال و»مقاومة الاحتلال ليست إرهابا».
وردا على سؤال، أوضح الرئيس عون الذي أشار الى ان لبنان ليس دولة تحب الحروب، «ان هناك اجزاء من اراضي لبنان وسوريا لا تزال محتلة. وعندما نتوصل الى تحريرها، لن تبقى هناك من مشاكل في ما يتعلق بنزاع عسكري، ويمكن الانطلاق بمسيرة مفاوضات سلام مع اسرائيل، لحفظ الحقوق والسيادة الوطنية وتحرير الارض والمياه».
واعتبرت مصادر سياسية معارضة لعون انه «بمواقفه هذه يرد الجميل لحزب الله الذي قرر دعم حليفه «التيار الوطني الحر» بالانتخابات النيابية من دون سقف، كما انه يقرأ المتغيرات في المنطقة التي يعتبر انها تصب لصالح محور المقاومة لذلك لن يكون مستغربا ان يعمل يوما بعد يوم أكثر فأكثر على ترتيب علاقته بحزب الله والتي مرت في الاشهر الماضية ببعض الطلعات والنزلات»، مشددة في تصريح لـ»الديار» على ان الحسابات الرئاسية للنائب جبران باسيل تحتم التقرب اكثر من الحزب خاصة في ظل عدم تجاوب واشنطن مع كل محاولاته التودد اليها سواء بملف الحدود البحرية او غيرها من الملفات».
«الاستئناف» تنتصر لـ «فرنسبنك»
قضائيا، أبطلت محكمة الاستئناف المدنية في بيروت برئاسة القاضي حبيب رزق الله، قرار محكمة التنفيذ الذي صدر الأسبوع الماضي، وقضى بإقفال مصرف «فرنسبنك» بالشمع الأحمر، وأمرت محكمة الاستئناف بوقف العمل بالمعاملة التنفيذية فوراً وإعادة الأمور في المصرف إلى ما كانت عليه قبل إقفاله. ولم تستبعد مصادر مطلعة على ملف النزاع القضائي – المصرفي ان يكون القضاء خطا بقرار «الاستئناف» خطوة الى الوراء للتخفيف من حدة النزاع الذي سيطال اول من يطال بتداعياته المودعين بعكس ما يتهيأ لكثيرين، والا كيف يكون المودع والمواطن استفاد من اضراب المصارف يومين وتلويحهم باضراب مفتوح؟ وكيف سيستفيد هؤلاء في حال انهيار القطاع المصرفي وعدم تسديد المتوجبات للمودعين وما سيلحقه ذلك من ضرر هائل بالاقتصاد اللبناني الذي يقوم بشكل اساسي على هذا القطاع؟» وقالت المصادر لـ «الديار»:»اي قرار بالمضي بهذه المواجهة يضع البلد برمته على كف عفريت وعلى المتحمسين من كبار المسؤولين في هذه الدولة مراجعة قراراتهم وآدائهم الذي يجر البلد الى أبعد من جهنم»!
وبعد تبلغه قرار «الاستئناف» أعلن «فرنسبنك» انه سيعمد إلى «تلبية حاجات عملائه من سحوبات عبر صرافاته الآلية في كافة الفروع التي سيتم تغذيتها من سائر صناديق الفروع الأخرى التي لم تختم بالشمع الأحمر وذلك بالقدر اللازم ريثما يصار إلى البت بالطعن الذي سيتقدم به المصرف بشأن قرار القاضي ماريانا عناني برد طلب فض الأختام».