شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على أننا في كل يوم نطمئن إلى أنه في الاستحقاق الانتخابي وفي غيره، يستحيل على من خبِر المقاومة وعرف قضيتها وقدم شهيداً في سبيلها وعرف صدقها وصدق قيادتها، أن يتخلّى عنها، وسيُثبت أهلنا وشعبنا من جديد أن خيارهم الدائم هو المقاومة والدفاع عنها.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال رعايته حفل توقيع رواية “قالها محمود” تكريماً وتمجيداً للشهيد المجاهد محمود توفيق ديب، وذلك في حسينية السيدة الزهراء (ع) ببلدة ميس الجبل، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات الإعلامية والاجتماعية والثقافية والبلدية والاختيارية والتربوية، وجمع من الأهالي.
وقال السيد صفي الدين صحيح أن أميركا تضغط، ولكن الأصح، أن الذي فتح الأبواب مشرعة أمام الأميركي، هو بعض الداخل المرتبط بالأميركي ويحمل نفس أفكاره وأهدافه، أو بعض الداخل الجبان والخائف من أميركا أكثر مما يخاف من شعبه وناسه.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن لبنان يعيش أزمة خانقة على مستوى فقدان المحروقات التي إن وجدت تكون بأسعار مرتفعة جداً، وكذلك لا يوجد كهرباء ولا مياه، وبالتالي فإن الخطر الحقيقي الآن هو على الأمن الغذائي كالقمح والاحتياجات الضرورية مثل الدواء، وهذه مشكلة في العالم كله وليس فقط في لبنان، ومضافاً إلى مشكلة العالم هي مشكلة لبنان القائمة، حيث أنه يعيش هذه الضائقة التي تضغط على كل اللبنانيين، والحكومة لأسباب عديدة متعثرة في خياراتها التي تعالج المشكلة الاقتصادية، وقد تكون المعالجات إن وجدت نظرياً تحتاج إلى وقت وزمن.
وأوضح السيد صفي الدين أنه حينما يأتي العرض الإيراني ليؤمن الكهرباء للبنان مع تسهيلات كبيرة، ويؤمن المعونات بدون أن تطلب إيران في السياسة شيئاً مقابل هذا العرض، ثم يرفض بعض المسؤولين خلافاً لمصلحة الناس والدولة هذا العرض، ويقبلون أن يبقوا في ظل العتمة والفشل والضعف والهوان، فهذا يعني أن البعض في لبنان يخشون من أميركا، وعليه، فإن كل من رفض العرض الإيراني في تأمين الكهرباء، والمساعدة في تأمين المواد الغذائية، هو المسؤول الأول والمباشر عن كل ما يصيب اللبنانيين اليوم.
وأضاف السيد صفي الدين للأسف يبدو أن بعض اللبنانين لم يدركوا إلى اليوم حجم الكارثة التي يواجهها لبنان، ويجب أن نصارح اللبنانيين، بأن لبنان قادم على كارثة اجتماعية وإنسانية وحياتية في كل الأبعاد، وهذا يستدعي استنفاراً وتعاطياً جريئاً وشجاعاً ومواقف جديدة، وإعادة قراءة للمواقف والقرارات السابقة، ولكن يبدو أن البعض في لبنان إلى اليوم غير مدرك طبيعة هذه المشكلة.
ورأى السيد صفي الدين أن البعض الذي لا يدرك المشكلة والكارثة الغذائية الموجودة في لبنان اليوم، ليس بسبب أنه غارق في الانتخابات والشعارات والأحلام والوعود التي تأتيه من الخارج فقط، وإنما لأنه قاصر في كثير من الأحيان، فلدينا طبقة سياسية لا تدرك وليست قادرة على أن تدرك حجم المخاطر التي تحدق بنا، وهؤلاء لا يعوّل عليهم، وإن بقوا على هذا المنوال، سوف ينتهي أمرهم في الانتخابات وفي السياسة، لأن مواقفهم أصبحت من الزمن الماضي.
وشدد السيد صفي الدين على أن العالم اليوم قد تغيّر، والمعطيات تبدّلت، والمنطقة تغيّرت وتبدلت، والمعادلات في العالم تتبدل وتتغير، ولبنان حتماً سيكون متأثراً بكل ما يحصل في العالم، وقد تأثر بكل ما حصل في المنطقة، ولذا نحن كنا وسنبقى على يقين، أن الذي يكتب مستقبل لبنان في إطار التغيّرات العالمية والدولية والإقليمية هو القوي وليس الضعيف، فالضعفاء ليس لهم مكاناً، لا في معادلة إقليمية، ولا في معادلة دولية، وليس لهم أي مكان على مستوى المستقبل، وهؤلاء الذين ما زالوا يأتمرون بأوامر الخارج، عليهم أن يعرفوا أن الخارج الذي يعتمدون عليه سوف يصل إلى وقت وزمن يقول لهم إنه ليس قادراً على فعل أي شيء أبداً.
وقال السيد صفي الدين إن العدو الإسرائيلي لا يشن حرباً على لبنان اليوم لأنه ليس مطمئناً للنتيجة، ولأنه أصبح يائساً من إمكانية القضاء على هذه المقاومة، التي لا خوف عليها على الإطلاق، فالبعض يحيك ويتآمر ويأتي بمشاريع جديدة من خلال السياسة والإعلام والضغط والحصار كي يتعب هؤلاء الناس ويئنوا ويضعفوا ويتراجعوا وينفضّوا عن دعمهم للمقاومة ونهجها، ولكن هؤلاء الناس الذين أعطوا أبناءهم شهداء، وصمدوا وصبروا طوال كل الحروب الماضية، ووقفوا كالجبل الشامخ في عام 2006، وكانوا مملوئين ببصيرتهم وثقافتهم ووعيهم وإيمانهم في حرب سوريا، لم ولن يتخلوا عن المقاومة في كل المواسم والمناسبات.
وختم السيد صفي الدين بالقول إن الأسباب التي اجتمعت لتأسيس هذه المقاومة وانطلاقتها وانتصاراتها، أرادها الله عز وجل أن تكون في خدمة قضية كبيرة وإنجاز عظيم، وفي خدمة انتصارات سيكتب التاريخ أنها تحققت على أيدي هؤلاء الشهداء والمجاهدين الذين اصطفاهم الله تعالى، والذين ما واجهوا عدواً إلا وهزموه.