علي ضاحي –
الحماوة الانتخابية تزداد في بيروت الثانية مع اتضاح الصورة اكثر فأكثر. ويشكل انسحاب عدد من مرشحي بيروت الثانية الُسنّة، وبعضهم كان يعول الدخول في لائحة تحالف «الثنائي الشيعي» و»التيار الوطني الحر» و»القومي» امس، بداية لانجاز لائحة «الثنائي» و»التيار» و8 آذار خلال يومين. كما يعلن «الاحباش» لائحتهم غير المكتملة غداً السبت مع ترشيح شيعي وحيد عليها، وترك مقعد شاغر بينما ستكون لائحة «الثنائي»- «التيار» بثلاثة سُنة وليس ستة.
وتؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار، ان حزب الله حريص على حلفائه السُنة ويتفهم خصوصياتهم، وهو يصر على عدم «تحسس السنّة» في بيروت من انصار «المستقبل» او غير «المستقبل» منه وحتى من حلفائه، ولسان حاله انه لا يريد ان يحتكر تمثيل بيروت السنّي في لائحته، والمجال مفتوح لمن يملك تمثيلاً وحاصلاً واصواتاً تفضيلية.
وتكشف الاوساط ان المعايير التي اعتمدت في اختيار المرشحين غير الحزبيين او المستقلين على لائحة الثنائي و8 آذار والتيار، هي الحضور الشعبي والجيد في الاوساط البيروتية وعائلات العاصمة في الدائرة الثانية، وان يكون من اصحاب المقبولية الشعبية والسنية.
وتشير الاوساط الى ان 9 لوائح تتنافس في بيروت الثانية على 11 مقعداً، وهي ذات خصوصية وثقل سني بوجود 6 مقاعد سنية و2 مقاعد شيعية ومقعد ارثوذوكسي ومقعد انجيلي ومقعد درزي.
وبالاضافة الى لائحة «الثنائي» «التيار»- ارسلان – القومي والمرشحين السنّة المستقلين، هناك لائحة لـ «الاحباش»، وثالثة للرئيس فؤاد السنيورة، ورابعة للنائب فؤاد مخزومي، وخامسة لرئيس «نادي الانصار» نبيل بدر وخامسة للمجتمع المدني وقوى «ثورة 17 تشرين الاول».
وتشير اوساط سنية مطلعة على اجواء انتخابات بيروت الثانية ، الى دخول عامل اضافي على خط الانتخابات مع وجود افتراق بين الناخب الكردي الممثل بالعائلات الكردية وحزب «الولاء» و»جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» (الاحباش). وفي حين يصر الاكراد على مقعد لهم، يرفض «الاحباش» الحلفاء الاساسيون للاكراد ان يضموا هذا المرشح اليهم، مما سيوجه الاصوات الكردية الى مرشحهم بدل لائحة المشاريع.
في المقابل، يؤدي الناخب السنّي الملتزم بقرار الرئيس سعد الحريري ايضاً دوراً في تخفيف الاقبال السني في هذه الدائرة، مما سيصعب مهمة المستقلين والحراك وكذلك اللوائح الصغيرة وغير الحزبية، كما سيزيد الضغط على لائحة «الثنائي الشيعي» و»التيار» و»الاحباش»، وايضاً لن تكون مهمة لائحة السنيورة سهلة مع مقاطعة الحريري للانتخابات، وعدم وضوح التوجه السعودي في بيروت، لعدم «ثبوت» تدخل السفير وليد البخاري حتى الساعة لا فوق الطاولة ولا تحتها، لا مع السنيورة ولا مع دار الفتوى. وهذا ما يخلق ضبابية سنية في وسط «المستقبل» والسنيورة وخصومهما على حد سواء.