الأحد, نوفمبر 24
Banner

مواقف لاهبة وإعلان لوائح… والعين على الناخبين

كتبت صحيفة النهار تقول: بدأت معظم المناطق اللبنانية انخراطها في الأجواء الانتخابية من خلال تعاقب اعلان اللوائح الانتخابية في المهلة المتبقية لإقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية منتصف ليل غد الاثنين. ومع تصاعد المناخ الانتخابي اتسمت الساعات الأخيرة بتصاعد محموم مماثل للمواقف السياسية سواء ما يتصل منها بالأوضاع الراهنة وملفاتها المفتوحة على التجاذبات والتباينات حتى داخل صفوف مكونات الحكومة والسلطة أو ما يتعلق بالتحالفات الانتخابية التي ستتبلور في صورتها النهائية مع إقفال باب تسجيل اللوائح بما يطلق العنان للسيناريوهات والتقديرات الاستباقية لنتائج الانتخابات. المهم في هذا السياق أن مجمل المعطيات المتعلقة بمسار العد العكسي للانتخابات يشكل خطاً بيانياً يتأكد معه أن الاستحقاق حاصل في موعده ما دامت الأمور على هذا النحو بل إن تصاعد المواقف السياسية والقيادية يعكس جدية تامة لدى جميع الافرقاء في الاتجاه الحاسم نحو خوض الانتخابات من دون أي تردد بما يعني ان المخاوف من إسقاط الانتخابات أو إطاحتها تراجعت الى حدود الانحسار التام. ولذا بدأت الحسابات الانتخابية والحملات الانتخابية التي ستتصاعد وتيرتها بقوة كبيرة اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل تحتل واجهة المشهد اللبناني من دون منازع وسترخي بكل ظلالها على كل التطورات من الآن فصاعداً.

ولكن ما يبدو لافتاً في هذا السياق أن السباق الانتخابي لا يزال محصوراً ضمن دائرة إعلان اللوائح والتحالفات ولم تظهر بعد أي مؤشرات إلى حجم ومستوى الحماسة الشعبية التي يمكن على أساسها استقراء علامات ومؤشرات المشاركة في الانتخابات. وهو الأمر الذي يرصده الجميع بعين الحذر الشديد إذ يكاد القلق من نسبة اقتراع محدودة ومتراجعة يطغى على كل القوى وكل المناطق ولذا ستشهد البلاد تباعاً حملات كثيفة للغاية أعد لها الجميع لتحفيز الناخبين على المشاركة.

وفي إطار إعلان اللوائح الانتخابية أعلن رئيس “حركة الاستقلال”، المرشح عن المقعد الماروني عن دائرة الشمال الثالثة ميشال معوض خلال إعلان “لائحة شمال المواجهة” أمس “أننا نريد استرجاع أموالنا ونريد إعادة تكوين طبقتنا الوسطى ونريد إنماء وكرامة ونريد بناء مستقبل ونريد النجاح في لبنان ولكن كيف؟ هذه المعركة هي معركة استرجاع هويتنا ومعركة وجود بوجه سلاح حزب الله الذي لا يشبهنا”. واعتبر أن “هذه المواجهة التي سنبدأها في الشمال ستكون عابرة للطوائف والمناطق لذلك شبكنا يدنا بيد مجموعات وقوى ثورية ومعارضة”.

وتوجه للقوى الثورية التي رفضت التحالف معه، قائلًا: “معركتنا ليست ضدّكم”. وأضاف: “المعركة ليست شخصية مع جبران باسيل أو سليمان فرنجية، لكن معركتنا وطنية بامتياز بوجه باسيل وفرنجية، ومشكلتنا مع الغطاء المسيحي الذي يؤمنه هؤلاء لحزب الله”.

من جهته، شدد المرشح مجد حرب على أن “من السهل الخروج بمشروع شعبوي وتأمين لقمة العيش وجذب استثمارات خارجية، دون ان نتحدث عن المشكلة الاساسية لكنها ستكون شعارات فارغة”. وتابع : “كيف سيأتي أي مستثمر إذا لم يعرف أن كان النيترات تحته، أي خطة دعم سنضع وكل الدعم كان يهرب الى الخارج، من يريد معالجة المشكلة يجب أن يعالج أسبابها، نحن نريد مواجهة من ذل الشعب ونفتخر أننا بنفس الصوت أن يكون عنواننا الأول السيادية وألا نكون نبيع الناس مجرد كلام”.

وفي دائرة كسروان جبيل، أبصرت لائحة “صرخة وطن” النور في في نموذج تحالفيّ لمختلف قوى التغيير.اللائحة ضمّت ثلاث نساء إلى جانب شخصيات من المستقلّين والحزبيين، والحراك الشعبي ومن المجتمع المدني، وفيها عن قضاء كسروان: نعمة جورج إفرام وسليم بطرس الصايغ وجولي فوزي الدكاش ووجدي خليل تابت وجوزفين أنطوان زغيب، وعن قضاء جبيل: نجوى فيكتور باسيل وأمير محمد عبد الكريم المقداد ونوفل يوسف نوفل.

وقبل ظهر اليوم يعلن النائب السابق فارس سعيد من قرطبا اللائحة الانتخابية “الحرية قرار” التي تضمه إلى النائب السابق منصور غانم البون والمحامي مشهور حيدر عن المقعد الشيعي والممثل أسعد رشدان ونائب رئيس “سيّدة الجبل”، العضو المؤسّس في “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” بهجت سلامة.

وقال سعيد إن ” هذه اللائحة ليست حزبية بل لائحة مستقلين، وتضم شخصيات من كوكبة الفكر والنضال والحريات. والهدف من المعركة تثبيت حرية القرار لدى أبنائها وتحريرهم من كل القيود، وبالتالي الدفاع عن مصلحة المنطقة وتحديد هويتها الثقافية والفكرية والاجتماعية. هذه هي طبيعة المعركة التي سنخوضها في وجه من يريد أن يضع يده على قرار المنطقة والتي هي بطبيعة الحال معركة وطنية وليست تحديد أحجام كما تراها الأحزاب التي ستخوض معركتها الانتخابية في هذه الدائرة”.

وفي المواقف البارزة أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أنه “في نيسان لا نستطيع أن ننسى أن قلّة قليلة من أبطال “القوات اللبنانية” مع أهالي زحلة بتلاحمٍ بطولي واسطوري تصدّوا لآلة القتل والتدمير الأسدية في 2 نيسان 1981 وحولّوا زحلة من عروسة البقاع، إلى عروسة الثورة، الثورة على الظلم والقهر والاحتلال في لبنان في ذاك الزمان، وانتفاضتهم على المحتل سبقت بشوط كبير بقية اللبنانيين، في 2 نيسان لا نستطيع أن ننسى أيضًا أن النظام السوري اعتقد “إنو بكم عسكري وبكم دقيقة بينتهي من موضوع زحلة ولكنه أخطأ في ظنه فهو من انتهى وغادر وبقيت زحلة”، مشبهاً مقاومة زحلة في وجه الأسد في العام 1981 بمقاومة الأوكرانيين اليوم”.

واستذكر جعجع الست الزحلاوية المسنة التي تتمتع بعنفوان كبير، في أحد ملاجئ زحلة في نيسان 1981، حين قالت للأسد بكل شجاعة “خود جماعتك وفل من هون، إنت أرنب بالجولان ما تعمل حالك علينا أسد بزحلة وبلبنان” مضيفاً: “أما نحن فنقول لا يمكننا نسيان هذا “الأرنب في الجولان” فكم وكم من أرنب صغير “فقّس” في لبنان، أرانبه تستمر بالتنقل هنا وهناك لتضييع “شنكاش” المعركة الأساسية بحركاتهم ويأكلون الغلة والمحصول ويعبثوا الأرض فوضى وفساداً، وكما أخرجت زحلة أرنب الجولان الكبير، حان الوقت لإخراج مخلّفاته الصغار في أقرب فرصة، وتاريخها في 15 أيار”.

كما أكد أن “خطر التجويع والتفقير والاذلال وطمس الهوية وتهديد المصير والكيان يدق، في هذه المرةّ، أبواب زحلة وكل لبنان ومصدره محور الممانعة المتمثل بـ “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وحلفائهم، وكما في كل مرة و”متل كل تاريخن بالحزّات”، سيبقى أهل زحلة أمينين لأنفسهم ومعتقداتهم وتاريخهم، وفي 15 أيار “ما فيون إلا ما يصوّتوا قوات” .

من جانبه استغرب رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط أن المسؤول الأول الذي أقسم اليمين على حماية الدستور وصون المؤسسات، يستمر عوض ذلك في خلق المبررات تارة والتلميحات المختلفة طوراً للهروب من الواقع المؤلم الذي أغرق هذا العهد لبنان فيه، ومن ذلك التلميح لتطيير الاستحقاق الانتخابي الذي يشكّل محطة أساسية في طريق تحصين الدولة واستعادة سيادتها، وفي مواجهة التحديّات المفصلية التي يجب التصدّي لها بالصمود والثبات على مبادئنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة.

وأكد النائب جنبلاط أن “الناس ينتظرون الانتخابات لتحديد خيارهم بأي دولة يريدون، وهي فرصة محاسبة من قاد بلدهم نحو جهنّم ودمّر مؤسساته”. متوجهاً للقائلين بأن الجبل سيشهد أمّ المعارك الانتخابية بالقول: “لم يعتدّ جبل الكرامة والعنفوان والوطنية أن ينحني يوماً بوجه العواصف مهما كان نوعها ومصدرها، وسيخوض أبناؤه المواجهة الوطنية المشرّفة، حفاظاً على كيان الدولة ودفاعاً عن التنوع والحرية ونهج التلاقي وقيم الاعتدال، وعن سيادة لبنان وحقوق المواطنين ومطالبهم دون أي تمييز”.

ودعا جنبلاط امام وفود شعبية عدة زارت قصر المختارة ضمن استقبالات السبت “الشباب تحديدًا من أجل المشاركة في الانتخابات المقبلة وصناعة القرار، للوصول الى التغيير المنشود”.

وبدوره اعتبر النائب المستقيل نديم الجميل خلال لقاء من أمام بيت الكتائب أن: “من الجميزة إلى بيت المركزي الى حرب المئة يوم، واليوم نتذكر حرب زحلة التي نحن أولاد الأشرفية والمدور والرميل ومن كل لبنان واجهنا ليبقى لبنان حراً”.

وأضاف: “نخوض معارك في كل لبنان لكي يبقى حراً لأن القضية والمبادئ التي حملتموها نحن نحملها اليوم لأن المخاطر ليست فقط على وجود لبنان بل الخطر الاساسي على هوية لبنان”.

وتابع: “الصعوبات التي مررتم بها كانت من الأصعب لكن وقفتم وواجهتم، حاولوا كسر إرادتنا وثقتنا بلبنان كما يفعلون اليوم، فجروا بيروت والجميزة والمدور والرميل والجعيتاوي والأشرفية وساسين أكثر من 200 قتيل والمنازل تدمرت أكثر من 30 ألف جريح”.

وقال: “هذه اليد تحاول يومياً كسر إرادتنا وأحلامنا وأحلام أولادنا والجيل الصاعد، لكن رغم الصعوبات سنواجه الرميل والأشرفية والرميل والمدور عادت وتعمرت كما وعدنا وسنكون أقوى مما كنا هكذا علمنا بشير، هذا الشعب لا يركع ولا يعيش مذلولًا”.

وأكد أن “هذه الانتخابات مصيرية ومحطة أساسية، والقانون وضع لأخذ الاكثرية وإسقاط آخر قلعة صامدة في لبنان. علينا أن نعرف أن هذه الانتخابات أساسية لأننا على المهوار وأما ننتخب فشة خلق ونوصل لبنان إلى نقطة لا رجوع أو نتكاتف مع بعض لنحصل أكبر عدد ممكن من النواب الأحرار، وهي استفتاء لمعرفة اي لبنان نريد. أخذ المجلس في 2016 خيار انتخاب مرشح إيران لرئاسة الجمهورية وحتى اليوم ندفع الثمن باقتصاد مشابه لاقتصاد إيران وسوريا. نحن أمام خيار وضع لبنان على السكة الصحيحة لبنان الثقافة والحضارة والسياسة والديمقراطية والعدالة لنعيد بناء اقتصاد حر ويعيد التجار فتح أبوابهم في كل هذه المناطق، وأن نكون بلداً حراً”.

Leave A Reply