أقام نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في لبنان سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب حفلاً تكريمياً للجامعة الإسلامية في لبنان ورئيسها معالي الدكتور حسن اللقيس حضره جمع من العلماء والشخصيات وعمداء ومدراء الجامعة .
وألقى مساعد رئيس مجلس الأمناء د. غازي قانصو كلمة ترحيبية قال فيها: نحتفل اليوم ببعض تميّز هذه الجامعة حيث تولى رئيسها المميز البروفيسور الدكتور حسن اللقّيس النيابة الأولى للرئيس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، وذلك في المؤتمر المنعقد هذا الأسبوع في الأردن، إنّه الرئيس الذي تميّز بجهوده الحقيقية في إعادة السمعة الطيبة للجامعة الإسلامية ومكانتها المرموقة ولتصنيفها العالي بين الجامعات، فاسمحوا لي أن أقول: الى سماحة رئيس مجلس الأمناء العلامة الشيخ الخطيب والى حضرة الرئيس الدكتور حسن اللقيس، بوركت جهودكما، وبانت ثماركما، فدتما ذخراً للجامعة ولأهلها من أساتذة وطلاب وأهل كرام لتستمر المسيرة، في حمل راية العلم حيث المنعة والقوة التي لا تلين.
وألقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: يسرني اليوم وفي مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن أقيم هذا التكريم للجامعة الإسلامية بمدرائها وعمدائها وأساتذتها وعلى رأسهم الأخ رئيس الجامعة الدكتور حسن اللقيس، فهذه الجامعة التي لم تكن الأمور ميسرة لبنائها ولأخذ التراخيص لها، وانما احتاجت الى جهد كبير بذله الامام المؤسس السيد موسى الصدر ثم تابعه ونفّذه الإمام المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين وعلى نفس الطريق سار الامام المرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان. الى جانب مرحلة التأسيس والعقبات الكبيرة التي كانت خلفيتها سياسية لمنع قيام هذه الجامعة، كان هناك العديد من الجنود المجهولين بعد بنائها وتأسيسها سواء من الكادر العلمي او بالجهد المالي من الذين تحسّسوا الواقع الذي تعيشه هذه الطائفة المباركة والتي هي جزء أساسي من النسيج اللبناني، وبكل حماس وفي أوقات صعبة جدا أعطوا ما اعطوه لهذه الجامعة حتى تكون صورة لمجتمعنا وحتى نكون أيضاً مشاركين لسائر اللبنانيين في بناء الكوادر العلمية والطاقات التي تشارك في بناء هذا الوطن. والحمد لله أن الجامعة بإدارتها وبكلياتها وعمدائها وأساتذتها الذين اخلصوا لها وبذلوا جهوداً كبيرة لرفع مستواها العلمي وتميزها، ووصلت الى هذه المرتبة التي استحقت أن يكون رئيسها اليوم هو نائب رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، وهذه مرحلة متقدمة جدا ان تكون الجامعة الإسلامية في هذا الموقع وفي هذه المرتبة ولأساتذتها ولكوادرها وللعاملين فيها من رئيسها الى أصغر موظف فيها. والجامعة الإسلامية أهم مشروع بناه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهي تحتل قبل هذا التصنيف مرتبة كبيرة في نفوس اللبنانيين وليس فقط في نفوس أبنائنا من الطائفة الشيعية.
واكد سماحته أن توجّه الجامعة لم يكن توجهاً طائفياً أو تعصبياً وإنما انفتاحياً، وهي لكل اللبنانيين ومنفتحة على الجميع، وهي على نفس المسار الذي سار عليه الامام السيد موسى الصدر بانفتاحه على جميع اللبنانيين والعمل على بناء دولة المؤسسات، دولة العلم والمعرفة، واؤكد أن الطائفة الشيعية في لبنان ليس لها مشروع خاص، وأهم شعار للطائفة الشيعية هو وحدة لبنان وبناء نظام يحفظ كرامة اللبنانيين ويجمع بينهم على أساس الكفاءة وألا يفرق بينهم على أساس طائفي ، وأن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ليس مؤسسة طائفية وانما هو مؤسسة وطنية كما ان الجامعة كانت وستبقى على صورة المجلس، الجامعة وطنية وليست جامعة طائفية، وأؤكد اليوم أنّ الجامعة الإسلامية لها رسالة، رسالة بناء الانسان، و أكثر ما يحتاجه اللبنانيون اليوم الى جانب الاختصاصات العلمية هو الجانب القيمي والأخلاقي والتربوي ، ونحن نرى في المرحلة الأخيرة انحداراً كبيراً في الالتزام بالقيم، يساهم في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الاعلام للأسف يساهم في تدني الحالة الأخلاقية وفي كيفية التعاطي بين القوى السياسية والحزبية في لبنان، هناك تحلل اجتماعي كبير، ومن هي المؤسسة التي يمكن ان تقوم بهذا الهمّ؟ اليوم المجتمع اللبناني خصوصاً في هذه اللحظات المصيرية التي يواجه فيها شعبنا أقسى أنواع الحروب وهي الحرب الناعمة التي تتسلل الى بيوتنا وأسرنا و أبنائنا، واذا بقى الامر على هذا النحو حينئذ هناك ازمة كبيرة جدا، هناك نهاية لمجتمعاتنا، لذلك الجامعة الإسلامية تتحمل في هذا المجال مسؤولية كبيرة، كما تتحمل المؤسسات التربوية المسؤولية، و للأسف الدولة اللبنانية غير موجودة ، ولكن الذي يسد هذا الخلل هو المؤسسات الأهلية والمجتمع الأهلي، ونعتقد ان هذه الجامعة تحظى بالكثير من الاهتمام، ويتطلع اليها أهلنا بكثير من الامل أن تكون الركيزة الأساسية في الموضوع التربوي والأخلاقي، لأن العلم من دون تربية ومن دون أخلاق هو شيطان، والعالم من دون اخلاق هو شيطان، الاخلاق والتربية والدين والتوجيه هو الذي يرشد الانسان الى الطريق الصحيح باستخدام هذا العلم، وللأسف أن الجانب التعليمي الرسمي في لبنان فقد أهميته والدولة تخلت عن مسؤوليتها في الاعتناء به، وخصوصاً الان في هذا الوضع الاقتصادي الصعب وسقوط العملة اللبنانية، من الذي يفتح أبوابه للناس الذين يحتاجون للقمة العيش ورغيف الخبز، نحن نتحمل مسؤولية كبيرة، الجامعات هي التي تخرج الكوادر التي توجّه المجتمع والتي تعتبر الكنز الذي نملكه لأجيالنا.
وختم بالقول.. اشكر دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري على رعايته الدائمة لهذه الجامعة ولكل ما قدّمه ولكل ما يمكن أن يقدّمه أيضاً لهذه الجامعة في المستقبل، ونأمل الكثير منه في هذا المجال، و المزيد من الرعاية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والجامعة الإسلامية في لبنان، وأجدد التبريك لمعالي رئيس الجامعة وانا على يقين من ان هذه الجامعة ستخطو خطوات متقدمة وان تحقق الهدف الذي أنشأت من اجله.
والقى د. اللقيس كلمة توجه من خلالها بالشكر الجزيل لراعي هذا المقام وهذا الصرح الكبير فضيلة العلامة الشيخ علي الخطيب على هذه المبادرة الطيبة الكريمة بتكريم أحد ابنائه بمهمة قام بها بناءً لتوجيهاته ورعايته المباشرة ورعاية كريمة من أخي الكبير دولة الرئيس نبيه بري الذي تابع امور الجامعة بتفاصيل تفاصيلها. ولقد أتينا إلى رئاسة هذه الجامعة منذ أربع أشهر تقريبا وفعلياً منذ شهرين و هناك الكثير من المشاكل والعقبات و”السمعة الإعلامية” التي طالت هذه الجامعة، و كان الاستحقاق والمهمة كبيرة وجليلة وكان المطلوب أن يكون الجهد مضاعفا للخروج من هذا النفق المظلم والخروج من هذا المأزق بأقل الأضرار عبر جميع الاخوة العمداء وبرعاية مباشرة من سماحة الشيخ الخطيب وأخي دولة الرئيس بري، وكان العمل ليل نهار للخروج من هذا النفق، بمعنى آخر بالجانب الأكاديمي وبالجانب الإعلامي في آن واحد، و كان لا بدّ من إعادة النظر بالكثير من القرارات والأمور الإدارية داخل الجامعة وكان السباق المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى برعاية مباشرة من رئيس مجلس الأمناء بالتغييرات التي حصلت والعمل الإداري المباشر الذي قمنا به داخل الجامعة بالإضافة الى العمل الاعلامي من خلال اللقاءات والظهور الاعلامي والبيانات والقرارات التي ظهرت بالإعلام لتخفيف مشكلة الجامعة التي كانت فيها.
واردف د. اللقيس… كان لا بد من خطوات أسرع وأبعد من ما هو متوقع أي أن الحصار الداخلي الذي تعرضنا إليه كان ظالما من قبل زملائنا في الجامعات الأخرى ورابطة الجامعات في لبنان ، ورأينا أن نأتي بالرد من الخارج ، وأتينا بهذا اللقب الذي هو رسالة إلى الداخل أكثر من أي شخص اخر، نحن لم نناقش مع الداخل أي قرار اتخذوه، نحن ناقشنا معالي وزير التربية والتعليم العالي الذي كان إيجابيا جدا بالنظرة الايجابية للجامعة ولظلم الجامعات الأخرى، و كان له حساب آخر، فكان هذا المنصب لرئاسة الجامعة الإسلامية وليس لشخصي بالمباشر ، بأن النيابة لرئاسة المجلس التنفيذي لإتحاد الجامعات العربية الذي يضم أكثر من أربع مائة جامعة رسمية وخاصة على امتداد الوطن العربي، وكما ظهر في الإعلام بأن هذا الموضوع رئاسة المجلس التنفيذي هي للبلد المضيف حكما فكان اختيار الجامعة الإسلامية كنائب رئيس أول. هذا الموضوع يعيد للجامعة هيبتها ويعيد للجامعة مكانتها ويعيد للجامعة حقها الذي سلب منها في فترة زمنية بسيطة وتعرضت لما تعرضت له .
وتابع… نحن في مقام علماء وأساتذة كبار لا نستطيع الكلام أكثر ونعطي دروساً، ولقد أعطى سماحة الشيخ الخطيب توصيفا دقيقا لظروف إنشاء هذه الجامعة وما هي عليه اليوم ، ونحن كمهندسين نستطيع معالجة الموضوع بطريقة أخرى، الطريقة التي نستطيع العمل من خلالها هي أن نهتم بالطالب ولا نزيد عليه الأقساط في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وأن نهتم بالأستاذ كي يستطيع الوصول إلى الجامعة وتوفير احتياجات منزله وعائلته عند العودة، ونقوم بالاهتمام بالمستوى العلمي كي لا تنحدر الجامعة وتتراجع، و نهتم بتطوير الجامعة عبر أفق جديد من خلال الاختصاصات و الفروع و الاتفاقيات ومن خلال العديد من الأعمال الإدارية والأكاديمية المطلوبة في مثل هذه الحالة، أكرر شكري الجزيل لفضيلة الشيخ علي الخطيب وللحضور الكريم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله.