الأحد, نوفمبر 24
Banner

في سابقة لم يشهدها البقاع منذ سنوات توقيع حاشد لكتاب أغاني القلب في علي النَّهري

 

برعاية معالي وزير الثقافة القاضي د. محمد وسـام المرتضى – وبدعوةٍ من مديـر عام دار الأمـير د. محمد حسين بــزِّي وقَّــــع الشاعر والأديب د. علي رفعت مهدي كتابه : أغـــاني الــقــلب – رؤى البوح والوجدان في شعر السيِّد محمَّد حسين فضل الله، في ثانوية علي النَّهري، التي غصّت قاعتها الكبرى بالحضور في سابقة لم يشهدها البقاع اللبناني منذ سنوات، وذلك عصر الجمعة الواقع فيه 1/4/2022.
وقـــد حضر حفل التَّــوقيع الأستاذ المحامي سليمان علُّوش ممثِّلًا وزير الثَّقافة، والأستاذ هاني علي عبد الله ممثِّلًا سماحة العلَّامة السيد علي محمد حسين فضل الله، والأستاذ أحمد مصطفى المذبوح رئيس المجلس البلدي في علي النَّهري، والأستاذ سليمان محمود جمعة رئيس منتدى الرَّبيع الأدبي، الأستاذ فوزات دلُّول ممثِّلًا معالي الوزير والنائب والوزير السابق محسن دلُّول، جمعية إنماء علي النَّهري، د. عمَّار حسني مهدي المسؤول التربوي المركزي لحركة امل في البقاع، مدير عام دار الأمير الدكتور محمد حسين بزي وحــشد من الفعاليَّات البلدية والتربوية والتعليميَّة والثقافيَّة والطبية والاجتماعية والأدبيَّة والاختيارية، والمهتمِّين بالشَّأن الثقافي والمعرفي والأدبي وأسرة ثانوية علي النهري.
قدَّمت حفل التوقيع الإعلاميَّة جيهان دلول، الذي استُهِلَّ بالنشيد الوطني اللبناني، ثمَّ بعرض لوحة فنيَّة مسموعة من قصائد المرجع الراحل السيِّد محمَّد حسين فضل الله، بعدها كانت كلمة معالي وزير الثقافة القاها الأستاذ سليمان علُّوش ومِمَّا جاء فيها: “ما أنبل انْ يكونَ لقاؤنا هذه الأمسيَّة نابضًا بنبض قلبِ السيِّد وإشراقات أغانيه وصلوات أدعيته الشعريَّة وجمالات روحه الرساليَّة التي أغنت الحياة، وغنَّت القلب كي تبقى انطلاقاتُ حياته روحًا تسمو سموَّ الملائك، وأدبًا رساليًّا إنسانيًّا كونيًّا عالميًّا يجب على كل مريديه ومحبِّيه أنْ يطلقوه للحياة والعالم والإنسان والوجود كما أطلقَ السيِّد العلامة عبق فكرِه الإنساني السَّماوي في آفاقِ وجودنا ومسامات جلدنا، حيث شكَّل هذا الفكر والأدب والثقافة والشعر والمعرفة وكلّ ما أطلقه السيِّد فضل الله ركيزةَ حواراتنا، ومفتاح المغاليق من أقفال أدبيَاتنا، ما جعلنا ننفتحُ على الإنسان والحياة … كلّ الإنسان وكلّ الحياة .
وأضــاف المحامي علُّوش: إنَّه من دواعي سروري وعظيم سعادتي انْ أكونَ هنا في البقاع المتنوِّع في وحدته والوحدويّ في تنوُعه ، وفي علي النَّهري البلدة التي حاضر فيها وعلى منابرها عملاقا الفكر الرِّسالي الحواري المنفتح الخلَّاق المبدع السيدان الإمامان موسى الصدر ومحمد حسين فضل الله، في حفل توقيع كتاب أغاني القلب الذي نأمل أنْ يكون نشيد دعاء لله أن يهبَ وطننا الرسالة لبنان الأمن والأمان والاستقرار، لبنان الذي قال فيه العلامة الراحل السيد فضل الله: “أيها الأحبة لبنان جميل جدًّا … جميلٌ في سهله وفي شاطئه وجبله … ولكنَّ الإنسانَ في لبنان هو الأجمل “. وختم قائلًا: “فليكن إنسانُ لبناننا هو الأجمل والأنبل من خلال الإبداع في مجال الكتابة عن عمالقتهِ في الفكر والثقافة والمعرفة والأدب كما كان كتاب أغاني القلب رؤى البوح والوجدان في شعر السيد محمد حسين فضل الله “.
ثم كانت كلمة العلاَّمة السيِّد علي فضل الله القاها ممثِّله الحاج هاني عبدالله التي جاء فيها: “أخي علي، كانت الرحلة معك في كتابك الأول: “أهل البيت في شعر السيد فضل الله” الذي أردته أن يتوج مسيرتك الشبابية مع سيدنا وحصلت فيه على الشهادة القصوى منه: عزيزي علي لقد درست شعري بأسلوبك الفني المبدع فأوحى لي الكثير من إيحاءاته التي لم أكن قد التفت إليها فشكراً لك… محبتي ودعائي ثم عبرت إلى الاتجاه الروحي في شعر السيد فضل الله، وبشهادة من أراد لك أن تتجه في الدراسة نحو المغمورين، فقال بعدها: لقد أطلعتني على المكنون من الشاعر المبدع محمد حسين فضل الله: وها أنت اليوم توقع على أغاني القلب… تلك الأغاني التي كنا نسرح بها في تيهنا العربي والإسلامي ونبصر أمامنا الأمل في العقل والجسد الذي أبدعها وهو الذي كان ينظر إلى واقعنا برؤيته التي لا تزال تفرض نفسها قائلاً: ونبقى نلُفُّ ونبقى ندُورُ ونحنُ نُفتِّشُ عنْ قافِيَهْ ألا قُتِلَ الضَّعْفُ فينا فقدْ أضَاعَ الرَّعيَّةَ والرَّاعيَهْ هكذا عبرت أخي علي بأغانيك وأغاني السيد إلى القلب مجدداً بعد كل هذا التطواف من الحب العاقل الذي جمعنا بالشخصية الرؤيوية التي ملأت الدنيا فراغاً بغيابها. وختم عبدالله: “أيها الأحبة: وسط كل هذا الزحام الانتخابي والضجيج السياسي والطائفي وهذا التصحر الأخلاقي، وهذا الجوع الذي يغزو واقعنا المعيشي والفكري في آن يحلو لنا أن نفيئ إلى واحة الحب هذه وأنشودة الحياة بطيب أغانيها ورحيق معانيها، لنردد مع سيِّدِنَا:
أنا مَـا ليْ ولِلْمُحيطِ فَكَمْ يَجْني على فِكْرَتيْ ويقْسوْ عَليّا “.
بعدها كانت كلمة رئيس بلديَّة علي النهري الحاج أحمد مصطفى المذبوح والتي قال فيها: “إنَّ قلبا إنفتح على الارض وساحاتها.. يجوب أعماق اسرارها، ولا ينوء بأثقال أحمالها.. فيضرب بالضوء أدبار الظلام، وإن قلبا انفتح على الانسان وقضاياه.. فأيقظ الفجر في عيون النائمين.. وأشعل الوعي في عقول الغافلين .. وحمل هموم الفقراء والمتعبين.. هو قلب يغني وأغاني القلب المفعم بالإيمان والتقوى.. والفوَّاض بالمحبة والرحمة.. هي دائما.. تسابيح ليل.. وتراتيل صبح.. وترانيم صلاة.. وليس أجمل.. من وقوف الحروف.. قناديل خاشعة في محاريب العشق الإلهيّ المقدَّس.. وتابع المذبوح: “نعم لهذا القلب أن يغنِّي .. وله أن یغنَّی، ولو کانت لا تبلغ روحَها الكلماتُ العاجِزات ولا تختصرُ قيثارتها دفّتا کتاب .. ولو كان عنوانه “أغاني القلب “. هو قلب سماحة الراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله الذي غنّى الحياة كلّ الحياة.. والذي طاف حوله الدكتور علي رفعت مهدي طواف الفراشة الهائمة حول السراج المشتعل ؛ طاف حتى الاحتراق .. وكان له في كل احتراق ألف انبعاثٍ وانعِتاق .. غرف منه ما اتسعت له يداه وأفاض قدر ما انبسط له مداه ؛ عشقه حتى ذاب فيه ذوبان الجدول الرقراق في بحره الدفّاق . الدكتور علي رفعت مهدي.. نفتخر بك صديقًا صدوقًا .. وأخًا وفيًّا .. ومتعلِّمًا نهِمًا .. ومعلِّمًا مجدًّا .. وخادِمًا مخلصًا … وحاضِرًا في كلّ الميادين التي تحتاج إلى الرجل حين الويلات والأزمات .. ونعتزّ بك كاتبًا وأديبًا وشاعِرًا وخطيبًا .. ومن أغاني القلب إلى كلّ الأغاني وإلى كلّ القلوب .. بالتوفيق والسداد” .
ثم كانت كلمة وقصيدة لرئيس منتدى الرَّبيع الأدبي الشاعر سليمان جمعة حول مفهوم الشِّعر والإبداع، وممّا جاء فيها: “أيها الأحبّة..
أكرمْ بحرف صاغه لدفئه الوفاءُ..
كزهرةٍ كفلها وجد السنى والماءُ..
أكرم به أغنية القلب
شدت ..
وسع شذاها قلبها الغناءُ..
لفكرها أصل ..من السمو قيم..
مخضوضر مزهوهر وضاءُ..
يا قلمًا خطّ ربيعًا ثامرًا
بورك خطٌ ..نبضه كفكره
نعمى له ..معطاءُ.
لا وقت لأي حلم
أقفل الدرب
والمزلاج أضخم كثيرًا من باب الخيال ..
فمن أين تنطلق الأحلام ..والفكر شجرة عاقر ..
لا تحلم أغصانها ببراعم الزهر وجذور الغلال..
وتابع جمعة: “لمن نكتب في هذا الضياع واللاهوية واللادولة واللانظام ..إلا الفساد والاستبداد والظلم وأكل الحقوق .. لنكتب فنتجاوز كل هذا اليباب برؤى تلملمنا عن دمارنا ..لنتعرف إلينا وننبعث من رقادنا ورمادنا .. الكتابة هي مشاريع تغيير وتجاوز وابتداع حركة حياة للمعنى .نكتب فنبدع عالمًا لغويًا جديدًا..تلك المشاريع نرفعها منصات حوار مع الواقع ..وهذا ما شعرنا به في كتابات السيد فضل الله ومحاولة د. علي رفعت مهدي الجادة في تبيان فضاءاتها.. تلك مهمة المثقف العضوي الواعي وقضيته في قراءة أثر المبدعين. ثمَّ كانت كلمة د. فؤاد طالب باسم ثانوية علي النَّهري، أعقبها كلمة شكر من د. علي رفعت مهدي لدار الأمير التي أصدرت الكتاب وللحضور الكريم على تشريفهم، ثم كانت الدعوة إلى التَّوقيع الذي أختُتِم به الحفل.

Leave A Reply