الأحد, نوفمبر 24
Banner

توقيع مبدئي محتمل مع «الصندوق» الخميس وتفاؤل حذر من البنك الدولي بالإصلاحات

كتبت صحيفة “الديار” تقول: على الرغم من محاولة نفي مقاصد كلامه، او «تلطيفه»، فان تراجع نائب رئيس مجلس الوزراء، ​سعادة الشامي​ عن اعلانه ان الدولة اللبنانية مفلسة، وكذلك مصرف لبنان، لا يغير من واقع الامر شيئا، فالخبر في الاصل لم ينزل «كالصاعقة» على احد في الخارج او في الداخل فالكل يعرف هذه الحقيقة، سواء من المسؤولين او المواطنين المدركين انهم تعرضوا «لسرقة العصر» في بلد بلغت فيه الوقاحة حد خوض كل المسؤولين عن السرقات معركة انتخابية، بشعارات كاذبة، وعناوين «كبرى»، غير قابلة للمس او التغيير لارتباطها بظروف اقليمية ودولية تعتبر المؤثر الوحيد في التوازنات السياسية، ومع اقفال «باب» تسجيل اللوائح بالامس والتي وصلت قبل منتصف الليل الى نحو 100 لائحة، وفيما سجل رئيس الجمهورية ميشال عون اول تدخل علني في الانتخابات من «بوابة» جزين، تبدا مرحلة «كباش» سياسي اكثر وضوحا بدءا من اليوم بعدما جرى الفرز العملي للتحالفات التي بمعظمها «مصلحية» وعلى «القطعة» لدى معظم قوى السلطة الممثلة في البرلمان الحالي، فيما تخوض «المعارضة» التي تدور حول بعضها علامات استفهام كبيرة، معركتها مشتتة دون طموحات كبيرة باحداث اي تغيير، تعرف الدول الغربية انه غير ممكن التحقق على الرغم من دعمها الواضح «لخصوم» حزب الله. هذه المعضلة تشكل محور خلاف جديد اضيف الى سلسلة من الخلافات المستجدة بين الولايات المتحدة الاميركية والسعودية على خلفية الحرب الاوكرانية ورفض الرياض زيادة الانتاج النفطي، فواشنطن وفق معلومات «الديار» تحمل القيادة السعودية جزءا من مسؤولية اضعاف المعارضة من خلال الضغط على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للخروج من السباق الانتخابي، فيما ترفض المملكة التدخل هذه المرة «تمويلا» كما سبق وفعلت في المراحل السابقة لانها تعتقد بان ما سيحصل في لبنان لن يغير في الاكثرية الحالية وسيمنح حزب الله «الشرعية» الشعبية مجددا، ولهذا فهي سبق وطلبت من واشنطن تاجيلها وعدم حصولها في موعدها، الا ان الادارة الاميركية رفضت ذلك.

الرياض مع تاجيل الانتخابات

هذا الخلاف، تحدثت عنه مصادر دبلوماسية عربية امام شخصية لبنانية بارزة في مؤتمر عقد خارج لبنان مؤخرا، لفتت فيه الى ان الرياض لم تكن متحمسة اصلا لاتمام هذه الانتخابات في موعدها، وكانت تروج لفكرة تاجيلها الى حين «انقشاع» الصورة الضبابية في المنطقة، سواء لجهة الاتفاق النووي الايراني،ونتائج مفاوضاتها مع ايران التي ستشمل اضافة الى ملف الامن الجماعي في المنطقة، ملفي اليمن ولبنان. ووفقا لوجهة النظر السعودية فان حصول الاستحقاق الانتخابي بعد هذه التفاهمات سيمنح فريقها السياسي اللبناني حصة متوازنة مع حلفاء طهران، ودون ذلك ستكون النتائج مخيبة، ولن تحدث التغيير المطلوب، ما سيعقد اي تفاوض مستقبلي حول الملف اللبناني لان «يد» الايرانيين ستكون» العليا»..ووفقا لتلك المصادر، السعودية كانت تعتقد ان التاجيل سيكون مفيدا ايضا في زيادة الضغوط على «خصومها» لان الانهيار السياسي المفترض عقب الاستقالة المتوقعة لكتل «المستقبل» «والاشتراكي» «والقوات اللبنانية» من المجلس النيابي سيضع الجميع امام فوضى كبيرة تضاف الى الانهيار الاقتصادي، وهو ما سيدفع الطرف الاخر الى «التواضع» على «طاولة» التفاوض!

غضب اميركي من المملكة

لكن الاميركيين والفرنسيين، لم يوافقوا على هذا «الاستنتاج» السعودي، ووفقا للمعلومات، وصف دبلوماسي اميركي كبير الاستراتيجية السعودية بانها «قصيرة النظر» «وغبية»، لانها ستسمح لحزب الله بالسيطرة على البلاد في حال عمت الفوضى لان الحزب هو الاقدر على التحكم بزمام الامور على الارض. كذلك فان اي فوضى قد تكون دون «كوابح»، ولن تكون هناك اي ضمانات بعدم انتقال التوتر الى الحدود الجنوبية، وهو امر لا تريده واشنطن، فهي بغنى عن حرب جديدة بين اسرائيل وحزب الله في منطقة «الحروب التي لا تنتهي». ولهذا كانت واشنطن ولا تزال مصرة على اجراء الانتخابات في موعدها مهما كانت النتائج، مع قناعة راسخة لدى الادارة الاميركية بان خيار الرياض الانسحاب من الساحة اللبنانية اضر كثيرا بفرص «الحلفاء» على استعادة الاكثرية النيابية، فالاستغلال المفترض لتراجع شعبية التيار الوطني الحر مسيحيا، سيعوضه حزب الله سنيا بعد بقرار السعودية ضرب الحالة الاكثر شعبية المتمثلة «بتيار المستقبل». لكن لا مفر من اجراء الانتخابات اذا كان البديل هو الفوضى بنظر الاميركيين.

لا اموال سعودية

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متابعة الى ان كل ما يحكى عن مال سعودي لتمويل الانتخابات اللبنانية غير»دقيق»، فسواء عاد السفير السعودي الوليد البخاري الى بيروت قريبا ام لم يعد، فالامر لن يغير شيئا في المشهد الانتخابي، او في القرار السعودي، والدليل اللوائح «المشتتة» في الدوائر السنية الرئيسية والتي تتنافس فعليا على «وراثة» «التيار الازرق» لا مقارعة حزب الله، على عكس الشعارات «السخيفة» التي تطلق من المرشحين. وحتى يوم امس، فان احدا من كل هؤلاء، بمن فيهم رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، لم يحظ باي «مظلة» مالية سعودية، وكل ما يصرف في بعض الدوائر من «مساعدات» عينية يبقى من «عدة الشغل» المقدور عليها من «الموازنات» المعتادة من مصادر مختلفة، فيما تتولى القوات اللبنانية «الصرف» في اكثر من منطقة كونها الطرف الوحيد الذي لم تنقطع عنه «المعونة» المالية السعودية.

معركة «وراثة» المستقبل

وفي هذا السياق، سيتضرر جميع حلفاء «المستقبل» المسيحيين والدروز سلبا في كافة المناطق من عزوف ناخبي «المستقبل»، والكل يبحث عن كيفية تحفيزهم على التوجه الى «صناديق الاقتراع»، خصوصاً وأن استطلاعات الرأي تجمع حتى الساعة على أن نسبة الاقتراع السني ستكون متدنية ومنخفضة عما كانت في دورة الانتخابات السابقة. ولعل اكثر الدوائر دلالة على هذا «التشتت» دائرة بيروت الثانية، فمع انتهاء المهلة المحددة لتسجيل اللوائح بأسماء المرشحين لخوض الانتخابات النيابية لدى وزارة الداخلية امس، تشهد هذه الدائرة منافسة لملء الفراغ النيابي المترتب على عزوف تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات للمرة الاولى منذ العام 1996.

فالمواجهة الانتخابية تدور بين 6 لوائح بعضها مكتملة والأخرى ناقصة ومن ضمنها لائحتان، الأولى «بيروت تواجه» برئاسة الوزير السابق القاضي خالد قباني والتي عمل على تاليفها السنيورة والثانية «هيدي بيروت» بإشراف رئيس نادي الأنصار نبيل بدر المتحالف مع الجماعة الإسلامية. ولائحة «بيروت في القلب» المكتملة ويتراسها النائب فؤاد مخزومي إضافة إلى لائحة غير مكتملة برئاسة «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، وأخرى تضم مرشحين من المجتمع المدني التي واجهت عقبات كبيرة.وكل هؤلاء، ما عدا «الاحباش» وبدل التوحد في مواجهة لائحة «الثنائي الشيعي»، سيأخذون الاصوات من «الصحن» نفسه، وهذا ما يحول المعركة الى «وراثة دور» لا مواجهة مشروع حزب الله السياسي.

العلاقة في مستوى متدن

والخلاف الخليجي الاميركي لا يقتصر على الساحة اللبنانية، فالتقارير الدبلوماسية الغربية، اكدت ان التوترات الراهنة، أوصلت علاقات الولايات المتحدة مع حليفين كبيرين في الشرق الأوسط إلى مستويات متدنية. ولفتت الى ان الرئيس الأميركي جو بايدن تحرك لإخراج كميات من احتياطي النفط الأميركي لمواجهة زيادة أسعار النفط التي تسببت بها الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد ان رفضت كل من السعودية والامارات زيادة الانتاج على الرغم من ارتفاع الاسعار.

«نهاية الطريق»

وفيما باتت ابو ظبي والرياض تتساءلان عن معنى وأساس التعاون مع الولايات المتحدة، نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن دبلوماسي سعودي قوله»هذه هي نهاية الطريق بيننا وبين بايدن وربما الولايات المتحدة». ويبقى السؤال المطروح لماذا يجب على حلفاء أميركا الإقليميين مساعدة واشنطن على احتواء روسيا في أوروبا، في وقت تقوي واشنطن روسيا وإيران في الشرق الأوسط؟

تصفية النفوذ الايراني ؟

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «اسرائيل هايوم» الاسرائيلية عن اخفاق جديد في مواجهة حزب الله وايران، وقالت ان الاتفاق النووي لم يكن وحده هو ما اهتم به المشاركون في قمة النقب الاخيرة، فإلى جانب القلق الناشئ عن تداعيات الاتفاق، بحثت فكرة تصفية الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا ولبنان لكن تبين ان هذه الفكرة ليست عملية وغير قابلة للتحقق على الرغم من حماسة الدول الخليجية التي تعتقد ان التهديد الأساس عليها من جانب إيران سيشتد بعد التوقيع على الاتفاق النووي.

فشل «الصفقة»

ووفقا للصحيفة، كان يجري العمل على «صفقة» إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، في مقابل اخراج «القوات الاجنبية»من سوريا، الجميع يؤيد الصفقة المقترحة لكنهم اكتشفوا أن هذه الفكرة ليست عملية، على الأقل ليس في هذه المرحلة. وقد تبين ان الاسد ليس بوسعه أن يطلب خروج الإيرانيين وحزب الله، الذي يسيطر أيضاً على منطقة الحدود بين سوريا ولبنان. كما ان احتمال تنسيق المواقف بين موسكو وواشنطن في موضوع إبعاد الإيرانيين عن سوريا في وقت تضج فيه المدافع في أوكرانيا، احتمال يقترب من الصفر. وفي خلاصة يائسة تختم الصحيفة بالقول، «على إسرائيل الاستعداد كي تقلص آثار الاتفاق النووي، دون التخلي عن جهود تقليص النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بكل سبيل ممكن». لكن لا شيء واضح!

عون يتدخل في جزين؟

انتخابيا، توالى اعلان اللوائح قبل اقفال الداخلية منتصف ليل امس الباب على تسجيلها، ليتظهر اليوم بوضوح من سيخوض المعركة الانتخابية ومن خرج من السباق طوعا او قسرا نتيجة عدم انضمامه الى لائحة وفق القانون الحالي. وقد شهدت دوائر الداخلية زحمة تسجيل لوائح منذ الصباح الباكر، ناهزت قبيل منتصف الليل 100 لائحة، وكان العدد في الانتخابات الماضية 77فقط. وفي سابقة علنية، فرض رئيس الجمهورية ميشال عون التفاهم «القسري» في دائرة و جزين – صيدا بين مرشحي التيار الوطني الحر، زياد اسود وامل ابو زيد وتم تسجيل اللائحة السابعة في الانتخابات النيابية عن دائرة الجنوب الاولى صيدا – جزين، مساء امس وهي تضم، اضافة الى ابو زيد واسود، عن المقعدين المارونيين، سليم خوري عن المقعد الكاثوليكي، محمد القواس وعلي الشيخ عمار عن المقعدين السنيين.ووفقا لمصادر متابعة، تبقى الاسئلة مفتوحة حيال قدرة التيار الوطني الحر على ادارة المواجهة الانتخابية في ظل «العداء» الكبير بين مرشحيه، وفيما فشل في الحصول على حليف سني في صيدا، ستصب اصواب الناخبين الشيعة المحسوبين على حركة امل في جبل الريحان لصالح المرشح ابراهيم عازار، فيما لم يعرف بعد كيف سيوزع حزب الله اصوات ناخبيه؟!

تحالف مع «السيىء الذكر»!

وكان النائب السابق أمل أبو زيد قد تراجع عن اعلان عزوفه عن الانتخابات بعد تدخل مباشر من رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو يضطر اليوم للتواجد على لائحة واحدة مع المرشح زياد اسود بعد ان وصفه نهارا «بالسيىء الذكر»، وقال ابو زيد في بيان انه «نزولاً عند رغبة واصرار فخامة رئيس الجمهورية وبعد إلحاحٍ من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومطالبات كثيفة من أهلي وأحبائي ورفاقي في التيار الوطني الحرّ في منطقة جزين، وبعدما كنت قرّرت العزوف عن الترشح عن أحد المقعدين المارونيين في دائرة صيدا جزين للأسباب التي باتت معروفة، فإنني اعلن صرف النظر عن قرار الانسحاب من المعركة الانتخابية…

افلاس او لا افلاس؟

اقتصاديا، وبعد «اللغط» الذي ساد لساعات، عقب اعلانه ان الدولة اللبنانية مفلسة، وكذلك مصرف لبنان، خرج نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي عن «صمته» مصححا تصريحاته، واعلن ان العبارة التي قالها تم اجتزاؤها، وهو قصد ان الدولة والمصرف المركزي عاجزان عن تعويض الخسائر المقدرة ب72 مليار دولار، اي لا توجد سيولة للدفع. واشار الى ان العمل مع صندوق النقد للوصول الى خطة تعاف مستمر، وتوقع التوصل الى اتفاق «مبدئي» في نهاية هذه الجولة، لكن اكد ان لا شيء نهائي.

سلامة وميقاتي ينفيان ايضا

من جهته نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان يكون المصرف المركزي مفلسا، واشار الى انه يمارس دوره ويستمر بذلك. وكذلك نفى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما نقل عن الشامي وقال انه مجتزا، وما قصده نائب رئيس الحكومة السيولة وليس الملاءة.! من جهة اخرى اعلم ميقاتي بعد زيارته النائب السابق وليد جنبلاط في كليمونصو، ان التعيينات لن تطرح على جلسة الحكومة الاربعاء. وقد جاءت الزيارة كمبادرة من ميقاتي بعد فترة من الفتور بالعلاقات بينهما.

التوقيع مع «الصندوق»!

ووفقا لمصادر حكومية، لا معوقات اساسية امام التوقيع الاولي مع «صندوق النقد» نهاية هذا الاسبوع، وتسعى الحكومة لاتمام الامر يوم الخميس قبل مغادرة الوفد الجمعة، وسيتم عرض الاتفاق على الحكومة يوم الاربعاء، لكن «الصندوق» ابلغ المعنيين ان لا توقيع نهائيا قبل الالتزام بعدة شروط اساسية وهي اعادة هيكلة المصارف، الكابيتال كونترول، اقرار الموازنة، قانون جديد للسرية المصرفية، واتمام التدقيق الجنائي.علما ان الحكومة ينقصها التمويل اللازم للدفع للشركات التي تدقق، ولا يزال الحصول على نحو مليون ونصف المليون دولار «متعذرا» من مصرف لبنان الذي يصر على تقييد منح الحكومة من الاحتياطي الالزامي بمدة زمنية لرد المبلغ، وكذلك بتغطية قانونية من هيئة الاستشارات.

الازمة الاسوأ

وعقب الاجتماع الرابع لـ»إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار» اعتبر مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، ساروج كومار جاه أن «هذه الأزمة هي أزمة لبنان الأسوأ، وهي من ضمن ثلاث أسوأ أزمات في العالم»، قائلاً إن الوضع الاقتصادي مريع، فقد بلغ حجم الانكماش الاقتصادي نحو 60% لغاية عام 2021وأشار إلى أنه «متفائل ببرنامج الإصلاحات الوطنية التي يقودها الرئيس ميقاتي، ولكن اذا لم يصل هذا البرنامج بشكل جيد، فسيشكل ذلك انكماشاً أكبر للاقتصاد وسيؤدّي إلى تأزّم أكبر في الظروف الاقتصادية والاجتماعية».

Leave A Reply