علي ضاحي-
مع إنتهاء المرحلة الثانية من غربلة المرشحين، ودخول كل القوى السياسية والحزبية ومكونات المجتمع المدني في «معركة» التحالفات وانجاز اللوائح، بدأت تتضح معالم المعركة الانتخابية على بعد اقل من 40 يوماً من الانتخابات.
واذا كانت «البانوراما» الاخيرة، والتي نتجت عن انتهاء مهلة تسجيل اللوائح ليل امس الاول، لم تؤشر الى مفاجآت غير متوقعة، الا ان اوساطاً سنية واسعة الإطلاع على المشهد الانتخابي، تقرأ دلالات المشهد الانتخابي في دائرتي الشمال الاولى (عكار) حيث سجلت 8 لوائح، كما تتوقف بتمعن عند تسجيل 11 لائحة في الشمال الثاني ( طرابلس المنية الضنية).
وتكشف الاوساط ان «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري خسرا معركة «الحُرُم الانتخابي» في عكار والضنية والمنية وطرابلس، حيث انضوى معظم نوابه الحاليين والسابقين في لوائح، من النواب وليد البعريني وهادي حبيش ومحمد سليمان في عكار، الى سامي فتفت ونجل النائب محمد كبارة، في الضنية وطرابلس، وصولاً الى ترشح عضوين من المكتب السياسي لـ «المستقبل» بعد استقالتهما، وهما مصطفى علوش وفهد المقدم (نقيب المحامين الاسبق في طرابلس) وصولاً الى مرشحين دائمين على لائحة «المستقبل» لبلدية طرابلس.
وتوزع هؤلاء على لوائح الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي، و «المتمردون الزرق»، بالاضافة الى لائحة تحالف 8 آذار والسنة و «الثنائي الشيعي»، وهو ما اوصل اللوائح في الشمال الثانية لـ 11 لائحة، يعني ان المعركة ستكون على رفع الحاصل. وتكشف الاوساط ان عدد ناخبي طرابلس في 2018 الفعليين، والذين صوتوا في الصندوق كان 200 الف صوت.
هذا يعني ان التنافس سيكون على «المنخار» بين اللوائح الـ 11 مع تدني الحاصل الى الفي صوت للائحة، وسيكون هناك مفاجآت سنيّة مدوية مع اخراج «المستقبل» – الحريري من المعادلة الطرابلسية، وتوزع قاعدته الحزبية والشعبية على 6 او 7 لوائح بالحد الادنى.
اما في بيروت ، خصوصاً الثانية حيث الثقل السني الاكبر، فسجلت 10 لوائح ولوحظ انكفاء «المستقبل» والوجوه البارزة فيه، بينما برز المرشحون الاسلاميون كمرشحي «الاحباش»
و «الجماعة الاسلامية» وتحالف 8 آذار والسنة و «الثنائي الشيعي» و «التيار الوطني الحر» بالاضافة الى لائحة النائب فؤاد مخزومي.
اما اللائحتان ذات «الصبغة الزرقاء»، فتوزع مرشحوها على لائحتي نبيل بدر، ولائحة السنيورة برئاسة الوزير السابق خالد قباني. ولا يبدو وفق الاوساط ان اللائحتين تحوزان على تأييد «المستقبل» وقاعدته الشعبية والحزبية والتي سيقاطع قسم منها الانتخابات، بينما تتعرض لائحة قباني الى «محاربة قوية» لمنع الاخير من الوصول الى الندوة البرلمانية، ولكونه مرشحاً بيروتياً دائماً لرئاسة الحكومة.
اما في البقاع الغربي، فلا يبدو ان هناك حركة سنيّة على هامش «المستقبل»، فباستثناء ترشح النائب محمد القرعاوي، لم يسجل حركة ترشح بارزة و»متمردة» على قرار الحريري بالعزوف، رغم وجود توجه لعدم تصويت مناصري «المستقبل» ل «القوات» ومرشحيها.
اما في صيدا (الجنوب الاول) فبرز تسجيل 7 لوائح واحدة، منها تضم وجوهاً تدور في فلك «المستقبل»، ولا تحظى بدعمه شعبياً وحزبياً ، خصوصاً ان الوجه الذي يمثل «المستقبل» هي النائبة بهية الحريري.
وتشير الاوساط الى ان الحريري وبيته السياسي الصغير والكبير الخاسران الاكبر انتخابياً مع العزوف والانكفاء في البقاع وبيروت، حيث كان يترشح سعد الحريري وفي صيدا عمته كانت تترشح. بينما كسر الشمال القاعدة ،خصوصاً ان من يخوض الانتخابات الشمالية هم من «اهل البيت الازرق».
وعلى صعيد حركة السفير السعودي وليد البخاري، وتأخر عودته الى بيروت رغم الاعلان انها ستكون في بداية شهر رمضان المبارك، فتؤكد الاوساط ان التأخير «تكتيكي» ولوجستي، سببه رغبة السعودية بعدم «فتح الصندوق المالي»، قبل الانتخابات بفترة طويلة، تجنباً لصرف مبالغ كبيرة. فالميزانية ستكون محدودة كما يتردد في المجالس المقربة من السفير السعودي في بيروت، وان حراكه سيكون على مستوى لبنان عندما يعود (ربما نهاية الاسبوع الجاري)، وسيركز حركته على توفير الدعم السني والاصوات اللازمة لرفع حواصل لوائح «القوات اللبنانية»، ولحصدها اكبر عدد ممكن من النواب السُنّة ، وكي لا يكونوا من حصة حزب الله وحلفائه.