تلعب الأجهزة الذكية دوراً في الانتقال من الطاقة غير النظيفة إلى الطاقة النظيفة، وفقاً لتقرير جديد ومهم عن المناخ صادر هذا الأسبوع، حسبما قال موقع The Verge. ويحتاج الناس إلى أدوات تساعدهم على فهم من أين تأتي طاقتهم، ورؤية مقدار ما يستخدمونه من الطاقة.
التقنيات الرقمية
وقال التقرير الذي أصدرته اللجنة الحكومية الدولية لتغير المناخ (IPCC)، التابعة للأمم المتحدة إن التقنيات الرقمية يمكن أن تساهم في مكافحة التغير المناخي، ويمكن أن تشمل هذه المساهمة الأجهزة الذكية التي تجعل المنازل أكثر ترشيداً لاستهلاك الطاقة أو الألواح الشمسية على الأسطح والتي تعمل جنباً إلى جنب كمحطات طاقة افتراضية، وتتمتع تلك التقنيات بالقدرة على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتحويل الشبكة الكهربائية.
ولتجنب تغير المناخ الشديد الذي من شأنه أن يجعل البشر والأنظمة البيئية تعاني من أجل التكيف حسبما قال التقرير، يحتاج البشر إلى خفض التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض خلال نصف هذا العقد. ودعا المئات من علماء المناخ البارزين الذين كتبوا التقرير إلى أن وصول هذه الانبعاثات إلى ذلك الحد المطلوب قبل عام 2025 ثم ستختفي افتراضياً بحلول عام 2050. وسيعني تحقيق هذه الأهداف تغييرات كبيرة في كيفية تزويد منازلنا وأجهزتنا بالطاقة، ولا نحتاج فقط إلى استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة، بل علينا أيضاً أن نستخدم قدراً أقل من الطاقة في المقام الأول.
الأجهزة الذكية
ويأتي هنا الدور الذي ستلعبه الأجهزة الذكية، وفي حال اتصالها بشبكة أذكى في المستقبل – أي شبكة تعمل بالطاقة النظيفة – فيمكنها أن تعمل مع الشبكة للتقليل من استهلاك الطاقة وكذلك التلوث.
من المرجح أن تحتاج الشبكة النظيفة إلى أن تكون ذكية، ويمكن أن تكون الشبكة الذكية على اتصال مستمر مع الأجهزة الذكية في منزلك، مثل أجهزة تنظيم الحرارة، وبهذه الطريقة لا يهدر منزلك الطاقة، مثلاً عند تدفئة الغرف الفارغة أو تبريدها، يمكنها أيضاً جدولة شحن سيارة كهربائية أو أجهزة أخرى، على سبيل المثال، إلى أوقات في اليوم تكون فيها الطاقة المتجددة أكثر وفرة، مثل ساعات الظهيرة إن كان النظام يعمل بالطاقة الشمسية.
هذه ميزة مفيدة بشكل خاص لتحقيق التوازن بين الطلب والعرض على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتي تنحسر وتتدفق مع الطقس، ويمكن لهذه الأنظمة الذكية أن تجعل الشبكة أكثر موثوقية لأن الطلب الزائد على الطاقة وعدم كفاية العرض يمكن أن يؤديا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وسيحتاج المستهلكون أولاً إلى أن يكونوا مستخدمين لهذا النظام طبعاً، ولكن إذا تمكنت العديد من الأسر على نفس الشبكة من العمل معاً، يمكن لهذه التغييرات الصغيرة في المنزل أن تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة مع جعل الشبكة أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ.
محطات طاقة إضافية
من المهم أن يكون الشخص مستعداً بشكل أفضل في حال انقطاع الكهرباء، حيث تضع الكوارث المتعلقة بالمناخ مثل حرائق الغابات والعواصف ضغطاً أعلى على الشبكة، وفي حال ظلت سيارتك الكهربائية على اتصال منتظم بالشبكة، يمكن أن تتواصل الشركات المزودة للخدمات لتسأل عما إذا كانت بطارية السيارة قادرة على إرسال الطاقة عكسياً إلى الشبكة من أجل عميل آخر بحاجة إليها.
والأفضل من ذلك، يمكن لأساطيل المركبات الكهربائية أن تتحد معاً لتصبح محطة طاقة افتراضية، ويمكن أن تكون الطاقة التي تخزنها بطارياتها، مجتمعة، مورداً تلجأ إليه الشبكة في أوقات الكوارث، كما يمكن أيضاً فعل الأمر ذاته باستخدام الألواح الشمسية والبطاريات المنتشرة في جميع أنحاء الأحياء ولكن لا تزال في محادثة افتراضية مع بعضها ومزودي الخدمات، علاوة على ذلك، يمكن لمحطات الطاقة الافتراضية هذه أن تحل محل محطات «الذروة» التي تعمل بالبنزين غير النظيف والتي كانت حاضرة تاريخياً لتوفير الطاقة الزائدة عند الحاجة.
النفايات الإلكترونية
لكن هناك تحذيرات يشير إليها تقرير المناخ الجديد، فقد قال كاتبو التقرير: «تدعم التكنولوجيا الرقمية التخلص من الكربون فقط إذا تم التحكم فيها بشكل مناسب». وتمثل النفايات الإلكترونية مشكلة متنامية، ولا تزال العديد من البلدان تفتقر إلى سياسات لمنع الأجهزة القديمة من التحول إلى أكوام من النفايات السامة، ويجب أيضاً تصميم الأجهزة لتكون أطول عمراً من أجل تقليل كل من النفايات الإلكترونية والتلوث الناتج عن الغازات الدفيئة المرتبط بشحن السلع الجديدة وتصنيعها.
Follow Us: