أعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الإصلاحات المالية والاقتصادية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة، حاجة وطنية يجب المبادرة إليها وعدم انتظار أي مطالب أو شروط خارجية، وعلينا كلبنانيين القيام بها، بمعزل عن شروط الآخرين، متسائلاً لماذا دائماً هناك من ينتظر الخارج ليفرض عليه شروطه.
وقال في احتفال تأبيني في بلدة رامية الحدودية: نحن نتعاطى مع ما يطرحه صندوق النقد الدولي حسب كل بند من البنود، فلا موافقة شاملة ولا رفض لمبدأ التوافق معه، ومعيارنا هو مصلحة البلد وسيادته، واستعادته لعافيته، وأن لا تكون أي إجراءات على حساب عموم الناس، ولذلك لم ننتظر هذا الصندوق أو غيره للعمل من أجل إقرار قوانين إصلاحية صار يتحدث عنها صندوق النقد الدولي، فقد كنا السباقين لإنجاز قانون المنافسة وإلغاء الوكالات الحصرية، وإقرار قانون الشراء العام من أجل شفافية المناقصات العامة، وكتلة الوفاء للمقاومة بذلت جهوداً كبيرة من أجل إقرار قانون الكابيتال كونترول بما يحفظ أموال المودعين، ووقفت إلى جانب قانون واضح لإلغاء السرية المصرفية، فضلاً عن تأييدها لإعادة هيكلة المصارف، فمثل هذه الإصلاحات يحتاجها البلد، سواء كان هناك اتفاق مع الصندوق أو لم يكن، ونحن مع مناقشتها لنقدم وجهة نظرنا ومن ثم إنجازها وعدم ربطها بالانتخابات أو بأي أمر آخر.
وأضاف نحاول في الموازنة توفير أكبر قدر ممكن من التقديمات الاجتماعية والصحية والتربوية، مع إقرار إصلاحات أساسية، وفي الوقت نفسه رفض أي ضرائب ورسوم تطال عموم الناس، وبالمقابل فإننا نحث الحكومة على تقديم خطة تعافٍ وطنية لا تحمّل فيها الشعب والمودعين نتاج السياسات المالية والاقتصادية الخاطئة على مدى عقود من الزمن.
وأشار إلى أننا في الوقت الذي نؤمّن من خلال معادلة المقاومة الحماية للبنان وبالأخص هذه المناطق الحدودية ونوفر الحد المستطاع من الرعاية، ونسعى للتخفيف عن كاهل المواطنين وإيجاد الحلول، فإن خصوم هذه المقاومة لا يجدون من شعاراتهم الانتخابية سوى استهدافها، ولا يقدمون أي برامج لمعالجة الأزمات الحقيقية للناس، لأن من تسبب بهذه الأزمات لا يمكنه تقديم الحلول، ولذلك لا شغل لهم سوى تقديم أوراق اعتماد للخارج، وباستهدافهم للمقاومة إنما يستهدفون الناس باستقرارهم وتاريخهم وتضحياتهم، لأن المقاومة ليست حزباً أو جهة، فهي تمثل غالبية الشعب الذي قدم الشهداء، وزرع أرضه أغلى الدماء وأعز الرجال، ولذلك سيتصدى لأي استهداف لسيادته وهويته وحريته وأمنه، وهذا الشعب يدرك أن الحملة على المقاومة ليست لأسباب داخلية، فهي لا تنافس على مقاعد أو سلطة أو مكاسب، بل حملة خارجية، لأنها هزمت مشروعاً إسرائيليا وأميركياً، وكرست معادلات جديدة في لبنان والمنطقة.