السبت, أكتوبر 5

“الرشاوى الانتخابية” لا يطالها القانون.. كهرباء وبنزين وأكثر!

تكثر الشكاوى التي يطلقها سياسيون لبنانيون ومرشحون للانتخابات البرلمانية المقبلة من “الرشاوى الانتخابية” بشكل غير مسبوق، نتيجة تأزُّم الأوضاع الاقتصادية. ويستفيد المرشحون للانتخابات الذين يلجأون إلى نوع كهذا من الإغراءات لحث الناخبين على التصويت لهم، مما يقول قانونيون إنه “التباس” في القانون الحالي، كما من الأحوال الصعبة التي يرزح تحتها أكثر من 60 في المائة من الشعب اللبناني، الذي تحدر إلى ما دون خط الفقر في السنوات القليلة الماضية، بسبب الأزمتين المالية والاقتصادية، اللتين تعصفان بالبلد.

ولعل أبرز الرشاوى التي تم تسجيلها مؤخراً لجوء المرشحين إلى تقديم مستلزمات وخدمات طبية: مولدات كهربائية، محروقات (بنزين ومازوت) وقسائم شرائية، فيما جرت العادة أن تكثر الشكاوى من الرشاوى المالية قبل ساعات من موعد الانتخابات، وفي يوم 15 أيار، التاريخ المحدد للاستحقاق النيابي.

وتحدث تقرير لـ”الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات”، صدر قبل أيام، بالتعاون مع مؤسسة “مهارات” عن انتشار عملية شراء الأصوات التي تندرج تحت إطار “المساعدات العينية والنقدية”، التي “ازدادت بكثرة على كافة الأراضي اللبنانية قبيل انتخابات 2022”.

وتشير الجمعية إلى أنه مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، “ينشط المال السياسي بهدف تأمين الفوز من خلال تقديم الولاء والامتنان عبر صناديق الاقتراع”. ويعتبر المدير التنفيذي في الجمعية، علي سليم، أن “كل المساعدات العينية والنقدية تُعتبر رشوة قبل الانتخابات، علماً بأنه من الصعب كشف الرشاوى النقدية؛ كونها لا تحصل علناً بخلاف باقي أنواع الرشاوى التي وثَّقناها، كالقسائم الشرائية، وقسائم البنزين، وهبات للبلديات ومؤسسات الدولة وغيرها، وكلها تساهم في ترسيخ شراء الأصوات والزبائنية”.

ويؤكد سليم في تصريح لـ”الشرق الأوسط” أنه “مقارنة بالأعوام الماضية ازدادت كثيراً الرشاوى الانتخابية، نظراً للتدهور المالي والاقتصادي”.

ولم يأتِ القانون اللبناني على تعريف “الرشوة الانتخابية” بصورة واضحة، وفق رئيس منظمة “جوستيسيا” الحقوقية بول مرقص، “إلا أنه يمكن الاستنتاج من المادتين 62 و65 من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب أن الرشوة الانتخابية هي صرف الالتزامات والنفقات التي تتضمن تقديم خدمات أو دفع مبالغ للناخبين من قبل المرشحين، ومنها التقديمات والمساعدات العينية والنقدية إلى الأفراد والجمعيات الخيرية والاجتماعية والثقافية أو العائلية أو الدينية أو سواها أو النوادي الرياضية وكل المؤسسات الرسمية”.

ويوضح مرقص في تصريح لـ”الشرق الأوسط” أنه “يعود لهيئة الإشراف على الانتخابات ملاحقة من يلجأون للرشاوى الانتخابية، على أن تطال العقوبة الراشي والمرتشي على حد سواء”، لافتاً إلى أنه “لا يمكن لهذه الهيئة تحقيق رقابة شاملة على عملية الإنفاق الانتخابي وضبط عمليات الرشوة التي تحصل نظراً إلى أن بعض المرشحين يعمدون إلى الإنفاق على حملاتهم الانتخابية من حسابات مصرفية خاضعة للسريّة المصرفية، أو تعود إلى أشخاص مقرّبين منهم، الأمر الذي يحدّ من دورها الرقابي والملاحقة”.لبنان

Leave A Reply