كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : “ويك أند” انتخابي بامتياز في لبنان، لا يعلو فيه صوتٌ على صوت هدير الماكينات والخطابات السياسية. المشهد هذا، سيسود البلادَ من الآن فصاعدا، وسترتفع حماوتُه كلّما اقتربنا من 15 ايار، تاريخ الاستحقاق الكبير. التحضيراتُ للاستحقاق تتواصل في العلن والكواليس، والاستعداداتُ تسير على قدم وساق خصوصا في خندق 8 آذار، حيث يبدو ان العودة الخليجية الى بيروت والخشيةَ من مفاعيلها السياسية والانتخابية والشعبية، استدعتا خطواتٍ من الصنف الكبير النوعي الثقيل، من قِبَل مايسترو الفريق “حزب الله”، وتدخّلا مباشرا منه بين أهل البيت الداخلي الواحد المتخاصمين، لرصّهم وتأمين أفضل حظوظ الربح في المعركة المنتظرة والتي ما عادت تحتمل “الصبيانيات والحسابات الصغيرة”، في نظر الضاحية.
السيد جمعهما
في هذا السياق، ولأن الوضع دقيق وحرج والمواجهة مصيرية، ولأن مصلحة المحور تسمو ولا يسمو عليها، قرر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النزول شخصيا الى “جبهة” التيار الوطني الحر – المردة، لتهدئتها وارساء هدنة عليها، تمتد من الانتخابات النيابية الى “الرئاسية”. فقد أعلنت العلاقات الاعلامية في “حزب الله”، في بيان أن الأمين العام للحزب “استقبل على مائدة الافطار يوم امس رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بحضور عدد من القيادات المعنية. وكان اللقاء فرصة مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة”.
خطاب ناري
وفي انتظار ما ستكون عليه مفاعيل هذه “الصلحة”، على الواقع الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة التي تجمع الحزبَين، أعلن الفريق البرتقالي لوائحه الانتخابية ومرشحيه على كامل الاراضي اللبنانية في مهرجان شعبي حاشد. وفي المناسبة، كانت كلمة عالية السقف لباسيل.
ودائما على الخط الانتخابي، لكن على الضفة الاخرى، دعوةٌ سنية الى مشاركة كثيفة في الانتخابات. فقد رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن “الهواء المنعش عاد الى بيروت مع عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبدالعال القناعي، بعد أن كاد النفس أن ينقطع”.
وليس بعيدا من الخندق “السيادي”، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة ، حيث تحالفٌ بين الاشتراكي والقوات، ليس السنيورة بعيدا منه كما هي الحال في البقاع مثلا، فقد أكد رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، خلال إعلان مرشحي لائحة الشراكة والإرادة في دائرة الشوف ـ عاليه، أكد عدم الاستسلام، وقال “نلتقي كي نكمل معركة السيادة، معركة تثبيت عروبة لبنان، وعلاقات لبنان الطبيعية مع الدول العربية، معركة قرارنا الوطني الحر والمستقل من دون أي هيمنة خارجية أو داخلية”. وتابع: “مدرستنا، مدرسة نضال من اجل الحق. ومعركتنا معركة عدالة، معركة كرامة وحياة، معركة حقوق الناس التي سرقتها جماعة ما خلونا الذين أخذوا كل شيء ولم يتركوا لنا وطنا”.
نثق بالوعود
في الغضون، وغداة عودة سفراء الدول الخليجية الى بيروت والتي تعتبر اوساط ديبلوماسية مطّلعة انها “ستخلق بلا شك، توازنا على الساحة المحلية، مع المحور الايراني في لبنان”، اكد السفير الكويتي عبد العال القناعي، في اول موقف له غداة وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، ان جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانيا في عروبته وسياسته، لافتا الى وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها. وشدد على ان الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود.
وتلقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح تم في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.
وخلال الاتصال، قال وزير خارجية الكويت: “إن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته”.
كما تلقى إتصالا من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.
وقد ثمن السفير “جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها”.
”كابيتال كونترول”
على صعيد آخر، يرصد المجتمع الدولي خطوات الدولة اللبنانية بعيد توقيع اتفاق اولي بينها وصندوق النقد الدولي. وفي وقت حدد الاخير جملة شروط يجب على لبنان تنفيذها للوصول الى اتفاق نهائي شامل، يبدو ان اهل الحكم اختاروا البدء بـ”الكابيتال كونترول”. وفي السياق، يُفترض ان يحضر على طاولة اللجان النيابية المشتركة الاربعاء المقبل على الارجح، قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، هذا اذا تم الاتفاق عليه في اللجان طبعا. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري احال مشروعَ القانون المعجل امس، اليها.
ازمة الرغيف الى الحل؟
معيشيا، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري، موضوع تأمين الطحين للمخابز والافران خلال استقباله في قاعة ادهم خنجر، في دارته في المصيلح، نقيب أصحاب المخابز والأفران في لبنان علي إبراهيم، على رأس وفد من النقابة. ولهذه الغاية، أجرى رئيس المجلس سلسلة إتصالات مع الوزارات المعنية ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. سلكت أزمة الطحين والرغيف طريقها الى الحل، بعدما جرى تأمين الإعتمادات المالية اللازمة لها.
”التيار” اعلن لوائحه وباسيل هدّد الجميع:
سنحاسب من ركب على أكتافنا وغدر بنا
أعلن التيار الوطني الحر لوائحه الانتخابية ومرشحيه على كامل الاراضي اللبنانية في مهرجان شعبي حاشد. وفي المناسبة، كانت كلمة عالية السقف لباسيل اعتذر فيها من اللبنانيين لان فريقه لم يستطع المضي قدما في الخطط التي وضعها للاصلاح والانماء، وصوّب فيها بعيارات ثقيلة على مَن غدروا بالتيار وعلى المجتمع المدني وعلى خصومه في السياسية، متوعدا اياهم بالمحاسبة. وقال باسيل “كنّا في بداية عهد متأملين فيه ومدركين لصعوباته ولكن اليوم ”بدّنا نعتذر لأنّو تأمّلنا وما قدرنا نبني دولة نحنا وياكن” ونعتذر لأنّ اللبنانيين محرومون من الكهرباء “حتّى لو مش نحنا السّبب”. ونعتذر مع أنّنا خفّضنا بشكلٍ كبير كلفة الخلوي والخطّ الثابت في أيامنا و”دوبلنا” مداخيل الدولة و”تربلنا” عدد المشتركين.. الوزارة “مش معنا والخدمة بأسوأ حالتها”.
اضاف “اعتقدوا أنّهم قضوا علينا وجاء وقت الانتخابات لدفننا. حاصرونا وخنقونا بالعقوبات وبالمال والإعلام والتحالفات. حاولوا تطويقنا… رشّحنا وتحالفنا وألّفنا لوائح في كلّ لبنان وسيكون لدينا نواب في كلّ لبنان”.
وشدّد على “أنّنا سنُحاسب الذين ركبوا على أكتافنا حتى وصلوا وغدروا بنا وقفزوا من المركب وشاركوا في جريمة إغراق البلد”. كما أكّد “أنّنا نُريد أن نُحاسب مَن فتحنا لهم باب المسامحة وعقدنا معهم مصالحة على أساس أن نكون فريقاً واحداً داعماً للعهد أمّا هم فانتخبوا الرئيس ليفشّلوه ويسقطّوه و”بيتباهوا بهالشي”. نحنا بدّنا وفينا نفوت على الحكومة بعد الانتخابات.. هنّي بالـ 91 قبلوا بوزير واحد بزمن الوصاية ومن بعدها بالـ 2005 قبلوا كمان بوزير واحد ونحنا لمّا دخلنا الحكومات رفعنا لهم عدد وزراءهم. نحنا بعهدنا ما قبلنا إلا بـ 15 وزيراً على 15. ورح نبقى نقاتل لحقوقنا”.