علي ضاحي-
باتت لوائح حزب الله و”حركة امل” و”التيار الوطني الحر” وتحالف 8 آذار مكتملة، مع إعلان رئيس “التيار” النائب جبران باسيل لوائحه ومرشحيه في كل لبنان امس الاول.
وبعد مخاض لأكثر من 8 اشهر وتحضيرات كانت “صامتة”، يسعى حزب الله للوصول الى الاهداف التي رسمت، ويبقى ان تنفذ في صندوق الانتخاب كما هو مرسوم لها.
وتكشف اوساط واسعة الإطلاع في “الثنائي الشيعي” ومطلعة على اجواء حزب الله، ان حارة حريك انطلقت مع حلفائها من قراءة انتخابية معمقة ومدروسة لاخطاء انتخابات العام 2018 وتحديداً في 5 دوائر وهي : البقاع الشمالي حيث خسر حزب الله وحلفائه مقعدين (سني وماروني)، في جبيل حيث خسر حزب الله مقعداً شيعياً ، وفي عكار حيث خسر حزب الله وحلفائه اكثر من مقعد وصولاً الى زحلة وبيروت الثانية.
وتقول الاوساط ان قراءة العام 2022 ، اتت لتصحح اخطاء انتخابات العام 2018 من حيث نسج التحالفات واختيار المرشحين، فكان القرار اولاً برفع الحاصل في دوائر الجنوب الثلاث والبقاع الشمالي حيث نفوذ وشعبية “الثنائي الشيعي”، لتلافي اي امكانية للخرق. كما انطلق حزب الله في قراءته الانتخابية من خلفية سياسية وقراءة سياسية، مفادها تعزيز الحلفاء وتحجيم او الحد من نفوذ الخصوم.
وتشير الاوساط باستغراب الى تصريحات النائب السابق وليد جنبلاط ومسؤولي “الاشتراكي” ونوابه ووزرائه، من ان هناك استهدافا له ولفريقه وكتلته النيابية، وتسأل هل كان جنبلاط حليفاً لحزب الله وتخلى عنه؟ وهل كان من حلفاء سوريا وايران وتخلوا عنه؟ وهل كان جزءاً من تحالف المقاومة و8 آذار وتخلوا انتخابياً عنه؟ وتلفت الاوساط الى ان جنبلاط ومنذ اكثر من عامين ، لا يوفر مناسبة الا ويتهجم على ايران وسلاح حزب الله ويستهدف سوريا والرئيس بشار الاسد، فكيف سيكون الرد عليه الا سياسياً وانتخابياً؟
واعتبرت الاوساط ان “الهدايا” المجانية والمسايرة التي كانت في انتخابات العام 2018 و2009 لجنبلاط قد انتهت، وآن الآوان لكل طرف ان يعرف حجمه، وان ينتزع تمثيله الشرعي والقانوني بقوة تمثيله الشعبي، لا بتحالفاته وتجيير الاصوات له او حتى عدم ترشيح في مقابل ترشيحه. ففي بيروت الثانية لم تكن تتضمن لائحة “الثنائي الشيعي” مرشحاً درزياً في العام 2018 كرمى لجنبلاط ولحفظ مقعد النائب فيصل الصايغ. اما اليوم فلائحة “الثنائي” و”التيار” تضم مرشحاً درزياً للنائب طلال ارسلان، وكذلك في البقاع الغربي تضمنت لائحة حسن مراد و”الثنائي” و”التيار” مرشحاً لارسلان ايضاً في وجه ترشيح جنبلاط للنائب وائل ابو فاعور. وكذلك الامر في الشوف وعاليه حيث يخوض “الثنائي الدرزي” طلال ارسلان ووئام وهاب بالتحالف مع “التيار الوطني الحر”، معركة “كسر عظم” مع جنبلاط وهي معركة ذات بعد درزي وشعبي.
واشارت الاوساط الى انه في مقلب الصراع الذي تخوضه “القوات اللبنانية” مع حزب الله ، بالاضافة الى حلفائه في المشروع الاميركي- السعودي، كان القرار بدعم التحالف مع “التيار الوطني الحر” وتعزيز حضور “التيار” وكتلته النيابية وحصول جبران باسيل على الاكثرية المسيحية والنيابية، من شأنه ان يعزز تحالف “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر” و8 آذار، فكان ان اعطي مقعد بعلبك – الهرمل الكاثوليكي لباسيل بناء على طلبه، وهو كان في العام 2018 من حصة “القومي” وكان يشغله النائب البير منصور.
اما في عكار، فيخوض “التيار” معركة قاسية في مواجهة تحالف “القوات” و”المتمردين من المستقبل”، وكذلك يخوض سليمان فرنجية و”التيار” معركة ثنائية وجهاً لوجه في الكورة وزغرتا والبترون وبشري وبلائحتين منفصلتين.
واكدت الاوساط ان حزب الله سيقوم بتوزيع اصوات ناخبيه في البترون وقضائه لمصلحة باسيل، وفي الكورة لمصلحة لائحة فرنجية – “القومي”. ويسعى حزب الله من البقاع الغربي الى البقاع الشمالي فعكار والكورة والبترون الى جبيل وزحلة وبيروت الثانية وجزين – صيدا ودوائر الجنوب الثلاث، الى رفع الحاصل الى اعلى مستوى لضمان فوز لوائحه ولوائح حلفائه، وان يتم تحجيم حصة خصومه، لا سيما “القوات” وجنبلاط وحلفاء السعودية واميركا وما يسمى ب “ثورة 17 تشرين الاول” والمجتمع المدني.
اما في بيروت الثانية وجزين – صيدا، تضيف الاوساط، ان عزوف “تيار المستقبل” وتشتت اللوائح السنية التي حاولت الاستثمار في غياب “الازرق”، ساعد حزب الله وحلفائه السنّة بخوض المعركة الانتخابية بحرية اكبر.
واذ يخوض “الاحباش” معركة بيروت الثانية بلائحة منفصلة وعنوانها تحصيل العدد الاكبر من المقاعد السنية، بينما يخوض “الثنائي الشيعي” والتيار الوطني الحر معركة جزين- صيدا بلائحتين الاولى لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وتعطى الاصوات الشيعية التابعة لـ “حركة امل” للنائب ابراهيم عازار، واللائحة الثانية هي للتيار الوطني الحر وسيقوم حزب الله بدعم لائحة جبران باسيل بالاصوات الشيعية لرفع الحاصل وتأمين العدد الاكبر من المقاعد النيابية.