أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أننا “نخوض الانتخابات ضمن تحالفات سياسية وطنية على امتداد لبنان، لأن المقاومة وحلفاءها لهم حضورهم في مختلف الدوائر، ولديهم القدرة على نسج تحالفات متنوعة عابرة للطوائف، فنحن أصحاب مشروع وطني متنوع، يتطلع إلى إعادة النهوض بالبلد، وإخراجه من محنته، بينما نجد على الجهة المقابلة مجموعات تتصارع على مقعد نيابي لأجل السلطة، وغير قادرة على الخروج من حساباتها الخارجية وفئويتها وخطابها الطائفي، وبعضها لم يجد له مقعدا في لائحة من حلفائه، أو رفضته الطوائف والمناطق لتاريخه وسلوكه المنبوذ”.
وقال فضل الله في تصريح: “سنحتكم إلى ما يقرره الناخبون، ونقبل برأي الشعب وما تفرزه صناديق الاقتراع، وكنا نريد للتنافس الإنتخابي أن يبقى في إطاره اللبناني وعلى أساس برامج وطنية إنقاذية قابلة للتطبيق تسهم في الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية، خصوصا أن التركيبة اللبنانية محكومة إلى مفهوم الشراكة الوطنية، ولكن هناك من تهرب من مسؤولياته تجاه الناس الذين تسبب لهم بهذه الأزمة، وأراد فرض شعار سياسي مستورد من الخارج للتحريض على المقاومة، وهذا لا علاقة له بأزمة لبنان وأولويات اللبنانيين، ولم يتعلم المراهنون على هذا الشعار من تجارب الماضي، وسيكتشفون مرة أخرى حجم الإلتفاف الشعبي حول المقاومة، لأنها ليست حزبا أو جهة، بل هي الناس والناس هم المقاومة ولا إنفصال بينهما”.
وأشار إلى أن “خصوم المقاومة يملكون فائض إرتهان إلى الخارج، وتخل عن أبسط مقومات السيادة الوطنية، ولا يراعون حتى الشكليات، وهم يُقدمون أوراق اعتمادهم لدول تستهدف إستقرار بلدهم، وفي الوقت نفسه اعتادوا بيع الأوهام للرأي العام، وجني السراب السياسي والمال الإنتخابي، فهم يرفعون شعارات غير قابلة للصرف لبنانيا، بل صرفها لإستجلاب دعم خارجي، وهذه الشعارات تشبه تجربتهم الفاشلة في الحكم، فهم أوصلوا البلد إلى الإنهيار، وبنوا ثروات طائلة من مال الشعب، والدعم الخارجي، واليوم يغشون حتى جمهورهم وداعميهم عندما يعدوهم بما لا قدرة لهم عليه، ويسمون أنفسهم معارضة، بينما هم كانوا لعقود حكام البلد وجروا عليه الويلات، وإلى اليوم هم في صلب الدولة المصرفية والمالية العميقة التي تسبّبت بمأساة اللبنانيين، ولا يزالون يمنعون الإصلاحات وهربوا أموالهم المتأتية من الفساد إلى الخارج”.
وأوضح فضل الله أن “مشكلتهم مع حزب الله لا تتعلق بموضوع داخلي، أو بمنافسة على مقاعد نيابية أو على مكاسب سياسية، بل تتعلق بمشروع خارجي إرتضوا أن يكونوا أحد أدواته، ولأنهم مأزومون، ولا يملكون ما يقدمونه للمواطن الباحث عن حل لمشكلاته المعيشية، فإن خطابهم المتوتر التصعيدي سيتواصل، وليس لديهم سوى التحريض والإتهامات، وبعد الإنتخابات، يبدلون لغتهم، ليبحثوا لهم عن موقع أو دور، وستكون خيبة مشغليهم الخارجيين كبيرة عندما يجدون ما أنفقوه من مال يذهب حسرات عليهم”.
وختم قائلاً: “إن الحزب يحمل مشروع بناء دولة تمتلك مقومات السيادة الوطنية الكاملة، ولا تسمح لأي جهة خارجية التدخل في شؤونها، وتستفيد من كامل ثرواتها وطاقاتها، وتستند إلى الدستور والقانون وقائمة على معايير الكفاية ونظافة الكف، وإلغاء دولة المحاصصة والواسطة، ولدينا رؤية إقتصادية وبرنامج إنقاذي، ويحتاج تطبيق كل ذلك إلى تفاهم مع الآخرين، لأننا نرفض التفرد والإستئثار، وتركيبة البلد لا تتيح لأي فريق أن يطبق برنامجه الوطني العام بمعزل عن بقية الشركاء في الوطن، بل يمكن ترجمة بعض البنود إلى قوانين أو خطط في الوزارات التي نكون فيها، وهو ما قمنا به وسنستكمله، وقد بنى حزب الله شعبيته على صدقيته في مقاومته وبرامجه، وعلى التجربة النظيفة التي قدمها داخل مؤسسات الدولة من خلال أدائه في الحكومة وفي المجلس النيابي”.