علي ضاحي-
بعد شهر على موقف البابا الايجابي من حزب الله ودعوته البطريرك الماروني بشارة الراعي والمكونات اللبنانية الاخرى، الى التحاور معه كمكون لبناني اساسي والذي من شأنه ان يعزز الاستقرار ويدعم صمود المسيحيين، تكشف اوساط مطلعة على اجواء حزب الله ان وفداً من حزب الله، زار سفارة الفاتيكان مؤخراً ، معايداً بالفصح المجيد وفي تأكيد على مبادلة ايجابية الفاتيكان ومد اليد. والتأكيد على استعداد حزب الله لأي حوار غير مشروط ولا ينتهك الخصوصية اللبنانية او يفرض شروطاً واجندات غير وطنية. وباستثناء العدو الاسرائيلي والاميركيين واعوانهما لا مشكلة في خوض اي نقاش مع اي جهة محلية ودولية.
وتكشف الاوساط ان اللقاء ولو وضع في إطاره البروتوكولي المحدود، لكنه يؤكد ان العلاقة بين الفاتيكان وحارة حريك ايجابية وقابلة للتطور والانفتاح. وتكتسب الزيارة اهمية كبرى وكذلك موقف الفاتيكان الايجابي من حزب الله، لكونهما يأتيان في توقيت حساس وهام، ان لجهة استمرار الحصار الاميركي والخليجي على لبنان وحزب الله، او محاولة تطويقه في الانتخابات النيابية وتجييش كل القوى المناوئة له داخلياً.
وفي انتظار إطار لكيفية بلورة وتطوير العلاقة بين الفاتيكان وحزب الله، قد تكون الانتخابات النيابية نقطة تلاق هامة بين الطرفين مع تأكيدهما على إجرائها في 15 ايار المقبل والاستحقاق بدوره سيكون تطوراً ايجابياً يبني عليه الفاتيكان للتحضير لزيارة البابا والتي تقرر ان تكون مبدئياً بين 12 و13 حزيران المقبل.
والانتخابات ايضاً حضرت في اتصالات دولية جرت في الفترة الماضية القريبة مع حزب الله. وكان تأكيد من حزب الله على اجراء الانتخابات في وقتها والاستعداد لكل ايجابية، فيما اكد موفدون دوليون وسفراء للحزب اهمية اجراء الاستحقاق وعدم تأجيله ساعة واحدة.
وتشير الاوساط نفسها الى ان شهر رمضان ايضاً، كان فرصة لتكثيف حزب الله ومسؤوليه المعنيين بالتواصل مع العديد من القيادات الحزبية والوطنية، حيث حضرت الانتخابات كأولوية في الحوارات الثنائية والثلاثية التي جرت.
واستعرض مسؤولو حزب الله المعنيين كل الفترة الماضية واستعدادات ولقاءات الحزب لانجاح الاستحقاق مع الحلفاء، وسط تأكيد على إدارة الانتخابات بما يضمن المصلحة الوطنية اولاً ويؤكد حضور المقاومة وحلفائها وسط انفتاح حزب الله على كل المكونات اللبنانية.
وفي احدى الجلسات عرض مسؤول كبير في حزب الله لتوقعات الاخير بما خص النتائج الانتخابية في 16 ايار. فقال ان حزب الله ومن منطلق الواقعية السياسية، يؤكد ان تحالفه مع حركة امل والتيار الوطني الحر والمردة ومختلف القوى الوطنية والقومية والناصرية في 8 آذار سيحصد بين 60 و70 مقعداً. بينما تشير تقديرات الجهات الانتخابية المختصة ان حصة حزب الله والتيار وحلفائهما لن تقل عن 75 نائباً.
ورغم كل التقديرات اعلاه، يتمسك حزب الله بالحوار والشراكة مع المكونات الاخرى، ويؤكد على ما اعلنه امينه العام السيد حسن نصرالله منذ اسبوعين، ان حزب الله لا يسعى الى حكم البلد وحده، ولا يسعى الى اكثرية مطلقة للتمسك بكل مقدرات البلد واستحقاقاته الرئاسية والحكومية والنيابية. بل يريد ان يكون الحكم شراكة بين مختلف المكونات، ولكن على قاعدة التوازن الوطني وحجم التمثيل، وعدم غبن اي مكون وطني او طائفي او مذهبي.