علي ضاحي-
باستثناء الساحة الشيعية المحصنة بالتماسك بين بيئة المقاومة وجمهورها ومشروعها السياسي ومشروعية ما تقوم به منذ 4 عقود، يبدو ان خلط الاوراق مستمر في كل الساحات الانتخابية، والتي يعدّ الصوت السني مرجحاً فيها او اقله شريكاً في ترجيح كفة الفوز على فريق من دون آخر، بفعل «إعتلال» الميزان الانتخابي بغياب «الضلع السني» المتمثل بتيار «المستقبل»، وهو الامر الذي يؤدي الى «إختلال توازن» الناخب السني، خصوصاً في ثلاثة مواضع حساسة وهي طرابلس وبيروت الثانية وصيدا، على اعتبار ان عكار يخوض من «نواب المستقبل» المعركة السنية هناك.
وتكشف اوساط سنية شمالية، ان ما يميز الانتخابات النيابية، وقبل 25 يوماً من الاستحقاق، ان لا حماسة ولا حركة انتخابية ولا اعلانات ولا حركة مرشحين وازنة.
ومع إستمرار إنكفاء «المستقبل» وإصرار 50 في المئة من ناخبيه في طرابلس على المقاطعة، وعدم وضع السعودي «ثقله» في الانتخابات لمصلحة جهة سنية محددة، ترتفع اصوات سنية في طرابلس تحديداً، بضرورة الضغط على «المستقبل» وناخبيه لعدم المقاطعة. كما يجري التحريض وبشكل لافت في الايام الماضية على المرشحين السنّة واتهامهم انهم مرشحي حزب الله وايران وسوريا ، في محاولة لاستفزاز العصب السني لـ»المستقبل» ودغدغة العواطف والتحريض من باب تفجير المسجدين وغيرها من القضايا المذهبية.
وتشير الاوساط الى ان هذا التحريض يقوم به انصار اللواء اشرف ريفي، وبعض انصار التيار السلفي المتحالف مع ريفي و»القوات اللبنانية»، وبعض «صقور المستقبل» ممن تحالفوا مع «المتمردين الزرق».
وتقول الاوساط ان المعركة الانتخابية التي تدور في طرابلس وعلى «الورقة والقلم» وبالحسابات السياسية تجري بين 11 لائحة متعددة ولعل ابرزها 5 ( لائحة ميقاتي والتي تحاول الحصول على 5 حواصل 2 سنة، ماروني، كاثوليكي وعلوي)، لائحة ريفي – «القوات» والتي تحاول الحصول على حاصلين (سني، وماروني)، لائحة السنيورة – علوش والتي تحاول الحصول على حاصلين (سني وكاثوليكي)، اما لائحة كرامي – الصمد فهي تحاول الحصول على 4 حواصل (3 سنة، 1 طرابلس و2 في الضنية وكسر قد يكون سنياً في المنية) ولوائح المجتمع المدني والتي قد تحصل على حاصل واحد.
اما في عكار، فتتنافس 4 لوائح اساسية :لائحة «التيار الوطني الحر» ، والتي تضم محمد يحيى و»القومي»- جناح ربيع بنات) ، لائحة «القوات» وتحالف طلال المرعبي وخالد الضاهر، ولائحة «متمردي المستقبل» والتي تضم النائبين وليد البعريني وهادي حبيش، واللائحة التي يدعمها ميقاتي و»تيار العزم».
وتتنافس اللوائح الاربع على 7 مقاعد: 3 سنة و2 روم ارثوذوكس وعلوي وماروني. ويركز تحالف البعريني – حبيش على نيل المقاعد السنية الثلاثة ومرشح ماروني. بينما يركز تحالف يحيى – التيار الوطني الحر على نيل مقعد سني والماروني و2 ارثوذوكس.
وتحاول لائحة «القوات» الحصول على مقعدين سنيين ومقعدين مسيحيين (ماروني وارثوذوكسي). اما لائحة «العزم» فتركز على 2 سنة ومقعد مسيحي او علوي.
وفي مقلب «المستقبل»، وعلى صعيد طرابلس وبيروت الثانية وصيدا، وبعد الضغوط التي يتعرض لها ناخبو وقيادات «المستقبل» في المدن الثلاث، تكشف اوساط سنية تدور في فلك «المستقبل»، ان القرار لا يزال بمقاطعة الانتخابات، وسط توجه لخروج الرئيس سعد الحريري بإطلالة متلفزة او بيان بين 11 و12 ايار للاعلان عن التوجه النهائي لناخبي «المستقبل». ويتردد ان احتمال العودة عن المقاطعة هو المرجح حتى الساعة، مع شعور «المستقبل» انه طعن من حلفائه وبيئته وانه الخاسر الاكبر، لذلك قد يفيد اللجوء الى التصويت برفع من نسبة المشاركة السنية، ويؤمن لائحة سنية قد تحافظ على حضور «المستقبل» ولو بحده الادنى.
انتخابياً، تشير اوساط سنية في بيروت الثانية، الى انه تدور معركة انتخابية على المقعد السني الخامس والسادس بين عدة لوائح في بيروت الثانية: الاولى لائحة «المشاريع» التي تحاول الحصول على حاصلين سنيين. الثانية: لائحة «الثنائي الشيعي» والتيار الوطني الحر والقومي وتحاول الحصول على مقعدين سنيين على الاقل مع المقعدين الشيعيين والانجيلي والكاثوليكي. والثالثة: لائحة المخزومي وتحاول الحصول على حاصلين سنيين .ولائحة السنيورة وتحاول الحصول على حاصلين سنيين.
اما في صيدا فلا يزال تيار «المستقبل» مقاطعاً وسط رفض شديد لمرشح السنيورة . بينما تدور معركة قاسية بين لائحة سعد-البزري ، ولائحة «الثنائي الشيعي» وعازار، ولائحة «التيار الوطني الحر» وتحاول كل من اللوائح الثلاثة الظفر بالمعقدين السنيين وسط توقعات بمفاجآت على هذا الصعيد وفق اوساط صيداوية في حال صب جزء من اصوات المستقبل لمصلحة احدى اللوائح الثلاث.