علي ضاحي-
رغم كل المؤشرات المقلقة جنوباً وشمالاً، وارتفاع نسبة المخاطر التي يمكن ان تؤثر سلباً على الانتخابات، يبدو ان مؤسسات بيروت الحكومية والنيابية والتشريعية، دخلت في «الغيبوبة الانتخابية»، وباتت في مرحلة تقطيع الوقت في انتظار مرحلة ما بعد اجراء الانتخابات الحاصلة حتماً في 15 ايار 2022.
وتكشف اوساط سياسية واسعة الإطلاع على حركة السفراء والموفدين، ان العديد من هؤلاء التقوا ممثلين لـ»الثنائي الشيعي» و»التيار الوطني الحر» وقوى وشخصيات اخرى مستقلة او حليفة لهذا التحالف في الايام الماضية. وتركز استفسارات هؤلاء، لا سيما الفرنسيين والاتحاد الاوروبي، على «هوية الرابح» في الانتخابات، ومن سيحصل على الاكثرية، وكيفية التعاطي معه لبناء مرحلة جديدة.وتبدأ هذه المرحلة من الانتخابات النيابية الى تشكيل حكومة جامعة وفاعلة وقادرة على تنفيذ التزاماتها تجاه المجتمع الدولي وصندوق النقد. كما يتناول هؤلاء هوية الرئيس الجديد والتحالفات الجديدة التي ستفزرها الانتخابات، وصولاً الى مستقبل العلاقة مع حزب الله وعودة العلاقات الايرانية- السعودية الى طبيعتها مع تقدم في المفاوضات الثنائية برعاية حكومة بغداد.
على المقلب الآخر، برز حراك عربي وخليجي مواكب للحراك الاوروبي والفرنسي تحديداً، وتقوم السعودية ومعها مصر والكويت وقطر بإتصالات ولقاءات تتعلق بمرحلة ما بعد الانتخابات . وتركز السعودية وسفيرها في بيروت وليد البخاري على تحفيز الناخب السني لعدم المقاطعة والذهاب الى الاقتراع للوائح الرئيس فؤاد السنيورة في بيروت وصيدا وطرابلس وعكاروكذلك للوائح «القوات» واللواء اشرف ريفي. ويصب اللقاء او «السحور» الذي جمع السنيورة والسفراء الاربعة: السعودي والمصري والكويتي والقطري امس الاول، في إطار دعم حركة السنيورة السياسية والانتخابية وتأمين غطاء عربي وخليجي له، كما تكشف اوساط السنيورة.
وتقول الاوساط ان الدعم واضح لحركة السنيورة، ولتحفيز الناخب السني على الانتخاب وعدم المقاطعة. وترفض الاوساط الدخول في اي صدام مع «المستقبل» وتتجنب الرد على تصريحات امين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري، وتقول ان التركيز حالياً على الانتخابات وانجاح اللوائح في كل لبنان، وبعد الانتخابات لكل حادث حديث، والامور مفتوحة على كل الصعد السياسية ولا ابواب مغلقة مع احد.
في المقابل، ترى اوساط سنية فاعلة في محيط «المستقبل»، ان هناك توقع بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان قبل الانتخابات لبضعة ايام ليكون قريباً من محيطه وقيادييه. ويبدو ان الحريري ميال الى عدم مشاركة الملتزمين في الاقتراع بعد عدم الترشح، ويصر على انتظار النتائج الانتخابية لمعرفة «حجم» كل مكون سني او غير سني، وحجم خسارته الشخصية والشعبية بعد قرار العزوف عن الانتخاب والاقتراع.
وتقول الاوساط: ان بيئة «المستقبل» ومناصريه من غير الملتزمين والحزبيين قد يصوتون، وواضح ان هناك توجهات عائلية ومناطقية باتت تحكم الدافع الى الانتخابات مع عودة العصب العائلي الى الناخب. وكأن الناخب السني يصوت في اقتراع بلدي واختياري وليس نيابياً، والاقتراع يجري ضمن الحي او المنطقة لا على مستوى الوطن. وسيؤدي هذا حتماً الى ضعف حجم المشاركة السنية وتدنيها وتشتت الصوت السني الذي سينتخب.