علي ضاحي-
17 يوماً على موعد الانتخابات النيابية، والتي تتخذ طابعاً حاداً سياسياً وانتخابياً بين حزب الله و»القوات» من جهة، وبين «التيار الوطني الحر» و»القوات» من جهة ثانية.
ومع تضاؤل عدد الايام الفاصلة عن الاستحقاق، تسير امور حزب الله – «الوطني الحرّ» بسلاسة، وبدأت تتضح صورة المعركة، والتي يعزز الصوت الشيعي فيها كفة البرتقالي على حساب الاخرين في 5 دوائر. وهذا الترجيح سيكون بأصوات تفضيلية او اقله التصويت لرفع الحاصل في الدوائر التي ليس فيها مرشحون شيعة، كما تؤكد اوساط قيادية في «التيار الوطني الحر».
وتقول الاوساط ان المعركة التي يخوضها التيار، «معركة إثبات وجودي» ويخوضها على اساس سياسي وليس مذهبيا وطائفيا واقلويا. وما يعزز هذا الامر تحالفه الانتخابي مع حزب الله في كل لبنان (الدوائر المشتركة ترشيحاً واقتراعاً) وايضاً مع «حركة امل»، وهناك ايضاً مرشحون على لوائح التيار وقوى سنية متحالفة مع التيار.
وتشير الاوساط الى ان المعركة في البترون حامية، وما اثارة «القوات» لملف اقتراع المغتربين ومحاولة طرح الثقة بوزير الخارجية من قبل «القوات»، محاولة للايحاء ان اصوات الاغتراب تصب في البترون لمصلحتها، وزعم «القوات» ان غالبية الاصوات في هذه الدائرة لها، وانها ستسعى لإسقاط رئيس التيار النائب جبران باسيل في «عقر داره».
وتؤكد الاوساط ان للمعركة نكهة رئاسية من جهة، ومسيحية من جهة اخرى، وفيها «المردة» وميشال معوض و»القوات» و»حراك 17 تشرين».
اما في بعلبك – الهرمل، فتدور «ام المعارك» على المقعد الماروني بين حزب لله و»القوات»، حيث الصوت الشيعي هو المرجح. وصعوبة المعركة بدأت تتجلى بخروج المرشحين الشيعة من لائحة «بناء الدولة» المدعومة من «القوات»، اذ انسحب ثلاثة مرشحين شيعة حتى اليوم، وهو ما سيخسر نائب القوات والمرشح الحالي انطوان حبشي مقعده اصوات شيعية ولو قليلة لهؤلاء المرشحين، كما سيسعى حزب الله الى رفع نسبة التصويت والحاصل، وبالتالي سيكون المقعد الماروني من حصة المرشح على لائحة الثنائي الشيعي والتيار.
اما في المتن الشمالي، حيث تدور معركة «طاحنة» بين «القوات» و «الوطني الحر»، فيبدو انه سيكون للناخب الشيعي، ولو كانت الاصوات لا تتجاوز الـ1600 صوتاً ، دور في التصدي لحماية لائحة التيار، عبر رفع الحاصل للائحة العونية او اقله توجيه اصوات تفضيلية لمصلحة احد مرشحي التيار الاربعة.
اما في دائرة بعبدا، فللصوت الشيعي تأثير غير محدود، رغم حاجة كل من «حركة امل» وحزب الله لكل الاصوات الشيعية لضمان فوز مرشحيهما، في حين يحافظ التيار الوطني الحر على مقعد واحد وحاصل واحد، ويسعى لتأمين الحاصل الثاني مع «إخراج» حكمت ديب من المعادلة الانتخابية البرتقالية.
وتكشف الاوساط البرتقالية نفسها، ان هناك مقعداً مضموناً للتيار، والمقعد الثاني متوقف على تشتت اصوات الخصوم («القوات» – «الاشتراكي») و «الحراك»، وتوزيع «الثنائي الشيعي» اصواته بين مرشحيه بدقة وتحويل الفائض لمصلحة مرشح التيار الثاني.
اما في جزين – صيدا، فلا يزال الكباش على اشده بين «التيار» و»القوات» ويخوض «الثنائي الشيعي» معركة انتخابية في وجه الاثنين عبر لائحة لـ «حركة امل»، ولكن حزب الله سيسعى الى تأمين فوز مرشحي «التيار» و»امل» عبر توزيع الاصوات التفضيلية بين الطرفين، والمعركة يخوضها التيار على اساس كسب التيار لـ3 مقاعد مسيحية.
وتكشف اوساط «التيار» ان التنسيق مستمر ومتواصل مع حزب الله سياسياً وانتخابياً، بينما العلاقة «هادئة» مع «امل»، والتهدئة السياسية والاعلامية متواصلة رغم السجال القضائي «العرضي» حول التعيينات اخيراً «فقطعت على خير ومشي الحال».
اما في مقلب «القوات»، فتقول اوساطها ان حملة «شيطنة القوات» بدأت بالاتهامات بالعمالة والتمويل السعودي والخارجي، والهدف اقصاء معراب وتحجيم دورها، وترى ان هذه الحملات لن تثني «القوات» عن اكمال معركة «اسقاط هيمنة» سلاح حزب الله عن الدولة والبرلمان والحكومة الجديدة مهما كلف الامر. وتشير الاوساط نفسها الى ان الاوضاع الانتخابية مريحة لـ «القوات» وكل ما يحكى مسيحياً هو للتشويش عليها واحباط عزيمة ناخبيها!