علي ضاحي-
قبل نحو اسبوعين على الانتخابات النيابية، وفي توقيت هام داخلي واقليمي ودولي وفي مناسبة «يوم القدس العالمي» والذي يخصصه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كل عام لرفع «دوز» المفاجآت للعدو بسلاح نوعي وتطور عند المقاومة لجهة السلاح والعتاد والتدريب والجهوزية، خرج السيد نصرالله امس الاول بخطاب نوعي ومفصلي ومن شأنه ان يغير المعادلات التي كانت سائدة.
ووفق اوساط بارزة في محور المقاومة فإن السيد نصرالله كشف عن وصول المسيّرات الايرانية ، ومسيرات حزب الله الى العمق الفلسطيني والى داخل كيان الاحتلال من دون ان تُرصد وفي رسالة ايرانية مباشرة ان الرد على اي عمل عدواني صهيوني استخباري او اغتيال او استهداف اي منشاة مدنية او عسكرية او نووية، سيقابل برد فوري وداخل فلسطين المحتلة.
وتأتي المناورة لجيش الاحتلال في شهر ايار الجاري، كرد على الاختراق الايراني الامني الكبير والوصول الى منشآت كيان الاحتلال وحيازة معلومات وصور وفيديوهات حساسة عنها والاهم خروجها من دون ان تكتشف.
وفي إطار الرد على الاستعدادات المعادية لخوض اكبر مناورة في تاريخ الاحتلال والاكبر في الشرق الاوسط، تشهد صفوف المقاومة منذ فترة، استنفارات واسعة على مختلف الاراضي اللبنانية من الحدود السورية- اللبنانية حتى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
وعززت الصفوف بوحدات من النخبة بالاضافة الى المرابطين من نخبة المقاومين على مدار الساعة والاسبوع والسنين في الجنوب.
وتشير الاوساط الى ان كشف السيد نصرالله سراً عسكرياً عن مناورات صامتة وواسعة للغاية، هدفه داخلي والرد على المشككين بكفاءة وجهوزية ورسالة المقاومة في الدفاع عن لبنان، فالجميع منشغل الانتخابات والهم المعيشي والاقتصادي، بينما المقاومة في جزئها العسكري منصبة على الهم العسكري والامني وكيفية تأمين الحدود وحماية لبنان، فبلا استقرار امني وعسكري لا استقرار سياسياً او اقتصادياً او معيشياً. رغم كل الازمات الا ان الحد الادنى من الاستقرار الامني لا يزال متوفراً.
اما الهدف الخارجي فهو موجه للعدو ان جهوزية المقاومة كاملة الى درجة الدخول الى داخل فلسطين المحتلة وان تكون المعركة الفاصلة داخل هذا الكيان الغاصب. كما يؤكد نجاح المناورات الصامتة مدى كفاءة والقدرات القتالية واللوجستية العالية للمقاومين، بالاضافة الى الانضباطية في تنفيذ اي خطة عسكرية او امنية او مناورة سريعة وحاسمة.
على الصعيد الداخلي ورغم خلو خطاب السيد نصرالله من قضايا داخلية، الا انه اكد التمسك بالانتخابات وفصل الاستحقاق عن اي تطورات داخلية او امنية وحتى احتمال نشوب اي حرب اسرائيلية معادية وذلك بعدما رفع «دوز الردع» الى حدوده القصوى.
وعلى الصعيد الانتخابي تكشف الاوساط ان اللقاءات اللوجستية مستمرة بين حزب الله وحلفائه ولا سيما مع «التيار الوطني الحر».
واللقاءات معنية بتفاصيل انتخابية وتقنية، بعدما حُسمت التحالفات واللقاءات السياسية الكبرى. ويجري التحضير حالياً لمرحلة بعد الانتخابات النيابية بين الحزب وحلفائه، والتشاور في الخطوات المفترض اتخاذها.