بدأ وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن جولة في الجنوب على رأس من الوزارة للقاء اتحادات بلدية و زراعية ومزارعين من اجل بحث شؤون زراعية و شرح آليات تطوير القطاع الزراعي، و كيفية مواجهة العقبات التي يواجهها المزارع و مربي النحل، والكشف على حقول القمح المزروعة و تشجيع المزارعين على زراعة القمح تطبيقاً للخطة التي عملت عليها وزارة الزراعة و تم اقرارها في مجلس الوزراء.
حيث تخلل الجولة افتتاح مشاريع ووضع حجر اساس لمحميّة.
مدينة جزين
استهلّ وزير الزراعة جولته من مدينة جزين حيث زار برفقة رئيس اتحاد بلديات جزين السيد خليل حرفوش على عدد من المشاريع و دشّن بركة زراعيّة نفذتها وزارة الزراعة و أشار خلال لقاءه رؤساء بلديات قرى جزين و فعاليات زراعية ان الأزمة الاقتصادية الحاصلة في لبنان انما جعلت من الحكومة تتجه نحو دعم الخطط التي تحوّل الاقتصاد اللبناني من ريعي الى منتج ، وبالتالي الاقتصاد المنتج يجب ان يكون عماده الزراعة اولاً و الصناعة ، مما اسسس لعلاقة شراكة حقيقية و تنسيق دائم بين الوزارتين من اجل وضع خطط تؤسس لانقاذ الاقتصاد اللبناني من الحالات الصعبة التي وصل اليها ، لذلك ذهبنا في وزارة الزراعة الى انتاج خطة لدعم الزراعات العطرية و الزعفران و القنب الهندي الصناعي الذي اصبحت هيئته الناظمة على طاولة مجلس الوزراء، و تحدث الحاج حسن عن تقارير وردت الى مكتبه حول الدودة التي تجتاح شجر الصنوبر في منطقة جبل الريحان و جزين ، و كشف عن قيام مختصين بالوزارة عن زيارة الاماكن المصابة و تم تشخيص الحالة و طلب دواء من اجل المعالجة في اسرع وقت ممكن.
وامل الحاج حسن من جميع البلديات التشجيع على زراعة القمح الطري و الصلب ، وذلك بعد ابلاغ مكاتب وزارة الزراعة في الاقضية من اجل تطبيق الآلية المتبعة بين وزارتي الزراعة و الاقتصاد.
الخيام و الوزاني
وتابع الحاج حسن جولته عبر زيارة المشاريع الزراعية في سهل الخيام ومنطقة الوزاني ، و تم اللقاء مع المزارعين في قضاء مرجعيون حيث اشار الحاج حسن على ضرورة تثبيت الانسان في ارضه و على وجه الخصوص الارض التي دفع فيها لبنان اغلى رجاله و اخلصهم ، ليوث الليل و رهبان النهار الذي باعو دنياهم من اجلنا و اجل بناء مستقبل اولادنا في عزة و كرامة من خلال التحاقهم في صفوف المقاومة التي اسسها الامام موسى الصدر كي يزرعوا اجسادهم في الارض كي يأتي القطاف وهو التحرير.
وأشار الحاج حسن انه يجب على كل مواطن يمتلك ولو متر ارض واحد ان يعمل على زراعتها و غرس فيها شتلة خيار او بندورة او شجرة زيتون ، لان هذه الارض ليست بحاجة للري كباقي الاراضي لانها ارتوت بدماء ابناءها و احبائها لتحرر نفسها في ٢٥ ايار.
وشدد الحاج حسن الى ضرورة الاستفادة من سهل الخيام و زراعة ما تبقى من اراضي من اجل زيادة انتاج لبنان الزراعي ، و الاستفادة من خيرات الله المائية التي تشكل اولى اطماع العدو و المتمثلة لمياه الوزاني ، التي لطالما افتتح عليها دولة الرئيس نبيه بري مشاريع تنموية و لن نفرط بكوب ماء منها مهما كانت الظروف.
مدينة بنت جبيل
وفي بنت جبيل عرض الحاج حسن مشاكل و حلول القطاع الزراعي خلال لقاء تم تنظيمه في مركز الراحل بلال شرارة الثقافي مع رؤساء البلديات و مزارعين من مختلف الزراعات لا سيما شتلة المقاومة التبغ و التنباك و مربي النحل، وخلال اللقاء اكد الحاج حسن ان وزارة الزراعة تعمل على ان يكون عملها متوازن بين جميع محافظات الوطن ، و ذلك بناءً على توجيهات دولة الرئيس نبيه بري ، الذي اكد عليه على ضرورة انماء عكار و العبدة و القاع و الهرمل و بعلبك و النبطية و جزين و بنت جبيل و صور ، بشكل متوازن ، لذلك بدأت وزارة الزراعة بعملها في جميع المحافظات ، و تم دعم زراعة البطاطا العكارية و التفاح البشراني و الزيتون المرجعيوني و سيتم اقرار الهيئة الناظمة للقنب الهندي الصناعي الذي سيدخل مليار دولار على الخزينة اللبنانية سنوياً ، و تم اعداد الخطط اللازمة من اجل زيادة انتاج الزعفران لجعله منتج لبناني ، وبطبيعة الحال في ظل الاوضاع الاقتصادية الحساسة كان لا بد لنا ان نذهب الى الاشقاء و الاصدقاء من اجل التأكيد على الرزنامة الزراعية واحترام تواريخها ، و فتح اسواق جديدة امام المنتجات اللبنانية من اجل تصريف الانتاج اللبناني ، فتم تصدير الموز و الحمضيات الى سوريا و الاردن ، و التفاح الى مصر ، نعمل على فتح اسواق دول المغارب العربي و غيرها من الدول من اجل دخول المنتج اللبناني في عالم المنافسة العربية اولاً و الدولية لاحقاً و كل ذلك بعد تطبيق المعايير الدولية المتبعة في عمليات الاستيراد و التصدير بين الدول ، ولم تتهاون وزارة الزراعة مع اية فحوص غير مطابقة ، و طبّقت القانون مع جميع المحاولات.
ووعد الحاج حسن مزارعي قضاء بنت جبيل العمل على تأمين الدعم لمربي النحل و الطلب من الجهات المانحة تأمين الاسمدة لمزارعي التبغ في اقرب وقت ممكن ، وتأمين الدعم من المنظمات الدولية من اجل صيانة ثلاثة برك تستعمل للري الزراعي ، من اجل وضعها في خدمة المزارعين ، و ختم وزير الزراعة كلامه في المدينة التي وصفها بأنها لها مكانة خاصة في قلبه ، الى ضرورة العمل بشكل جدي و سريع على زراعة القمح الطري و الصلب من اجل مواجهة مخاطر غذائية قد تداهمنا في العام القادم.
بيت ليف
كما و زار الحاج حسن و الوفد المرافق بلدة بيت ليف من اجل افتتاح بركة للري الزراعي ، ووعد اهل البلدة الجنوبية المقاومة ، ان وزارة الزراعة ستركز بشكل اساسي على دعم الزراعة في القرى الحدودية على وجه الخصوص و في القرى التي كانت تسمى بقرى الشريط الحدودي ، الذي حرره رجال زرع الامام موسى الصدر في قلوبهم “أمل” و استمر هذا النهج المبارك في تقديم القرابين على مذبح الوطن فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلو تبديلا ” ولن يبدلو طالما قائدهم دولة الرئيس نبيه بري”
تبنين
و استمر الحاج حسن في جولته ليزور غابة تبنين ، و هي تعتبر أكبر غابة تابعة لوزارة الزراعة في لبنان، و عقد لقاء مع المزارعين في البقدة و قرى الجوار بالاضافة الى اتحاد بلديات القلعة و رؤساء بلدية و فعاليات بلدية و اختيارية ، حيث أكد الحاج حسن ان لبنان بحاجة إلى الأمل و ان هذا الامل و الرجاء يتمثل في وطننا بقامة وطنية تخرّجت من مدرسة تبنين و من صلّت لخلاص الوطن في مسجد تبنين و تربّت و ترعرعت في شوارع تبنين ، واليوم اصبحت تتربع على عرش قلوب الكثيرين لا لشيء انما لانها تمثل الاعتدال في وطني ، و التنمية في وطني ، والمقاومة في وطني ، عنيت به دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري ،
واشار الحاج حسن ان وزارة الزراعة تعمل منذ تشكيل الحكومة بأساليب مختلفة عن سابقاتها ، فريق عمل لا يعرف التعب ، لا يعرف الفرص و الاعياد، رغم ضعف الامكانات الا اننا استطعنا انتاح خططاً من اجل النهوض بالقطاع الذي كان مهمشاً و ذهبنا نحو تعميم الحلول المطلوبة من خلال تفعيل دور المكاتب الاقليمية للوزارة و مكاتب الاقضية ، و استطاعت الوزارة ان تبني علاقات شراكة حقيقية مع الهيئات المانحة و المنظمات الدولية و تعميم فكر الشراكة من اجل الانتقال بالقطاع الزراعي الى مرحلة الانتاج الحقيقي ، و بالتالي تم الاخذ بعين الاعتبار جميع القطاعات التابعة للوزارة و التي تؤثر بشكل اساسي على الامن الغذائي للمواطن ، ورغم جميع الازمات التي مر بها البلد الا اننا لم نقبل الى ان يتم تأمين جميع عناصر السلة الغذائية للمواطن ، و تم خفض اسعار بعض السلع من خلال فتح اسواق الاستيراد ، وعلى وجه الخصوص في شهر رمضان المبارك.
واليوم نزور الجنوب من اجل ان نقول للمزارعين و لجميع الاحبة ، علينا ان نزرع القمح ، فأرضنا انتجت ابطال حرروا الارض ، لا يمكن ان يشح منها القمح، و لا يمكن ان نقول ارضا انجبت شهداء لا يمكن ان تنتج ثمحا طريا صالحا لصنع الخبز ، فقد اثبتت جميع الدراسات ان ارضنا خصبة لزراعة القمح الطري ، و سنعمل في وزارة الزراعة على الحصول على بزار مؤصّلة من اجل مضاعفة الانتاج ، و سنفرج عن آلية تنفيذ خطة القمح ، تضم بندا اساسيا ان وزارة الاقتصاد ستشتري محاصيل القمح من المزارع ، و بالدولار الامريكي الفرش و بسعر الاستيراد.
عربصاليم
و اختتم الحاج حسن جولته الجنوبية عبر رعايته حفل اطلاق عملية تحريج لمحمية عربصاليم ، بحضور محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه ، و فعاليات بلدية و اختيارية و اجتماعية في البلدة و قرى الجوار ،
حيث تشكر الحاج حسن في كلمته الجهة المانحة AFD و Parsifal , لتقديمهم مشروع تحريج ارض تتخطى مساحتها 500 الف متر مربع ، حيث سيتم غرس ما يقارب 300 الف شجرة على هذه الارض ، لتوضع بعد انتهاء المشروع بتصرف بلدية عربصاليم و تحت ادارتها ،
و يبقى السؤال لماذا عربصاليم ؟
سأجيب و بكل صراحة ، لأنها بلدة تعني الكثير الكثير لدولة الرئيس نبيه بري ، و لطالما شكّلت عاموداً اساسياً في اطلاق العمليات الجهادية ضد العدو الاسرائيلي في سجد و علي الطاهر و السويدا و الوادي الأخضر ، عربصاليم التي لبّت نداء الشهداء خلال مسيرة الدفاع عن الارض حتى تحريرها في ٢٥ ايار ٢٠٠٠ ، هذه البلدة التي زرع فيها الصدر رجالاً لا يهابون الموت ، و لو كان للقسم المبين في ذكراه ثالثا لكان على ارضه.
وختم الحاج حسن كلمته “نسأل الله ان تكون بداية اطلاق المشاريع الزراعية الضخمة في الجنوب ، و لنا لقاء آخر ان شاء الله ، والسلام عليكم و رحمة الله”.