عقد وزير الإعلام زياد المكاري مؤتمرا صحافيا مساء امس، في “بيت بيروت”- السوديكو لاطلاق “تيليتون” لتلفزيون لبنان، المقرر في شهر حزيران المقبل بعد زيارة قداسة البابا فرنسيس الى لبنان.
حضر محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحه، المديرة الموقتة لتلفزيون لبنان فيفيان لبس، مدير إذاعة لبنان محمد غريب، مدير الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام خضر ماجد، صاحب شركة “الصباح للانتاج التلفزيوني” الأستاذ صادق الصباح، مديرة البرامج في الإذاعة اللبنانية ريتا نجيم الرومي، وحشد كبير من كبار الفنانين والمسرحيين والاعلاميين اللبنانيين.
المكاري
بعد النشيد الوطني، ألقى المكاري كلمة قال فيها: “نرحب بالحضور الكريم الذي شرفنا الليلة، لمؤازرتنا بحملة إعادة الألق لشاشتنا الأم، شاشة تلفزيون لبنان، التي فتحنا عيوننا عليها في زمن كان فيه القطاع العام سابقا للقطاع الخاص. ويمكن للبعض أن يقول أنني رايح على الحج والناس راجعة على اعتبار أن الدولة اللبنانية تفككت ولم تعد الامور متعلقة بتلفزيون لبنان”.
وتابع: “أريد أن أقول أن الدولة اللبنانية بنظري هي أنتم، أنتم الذين نجحتم وأبدعتم وحلقتم ورفعتم اسم لبنان هنا وفي الخارج. والدولة التي تمتلك ودائع بشرية مثلكم لا يعود مهما بالنسبة لها إذا خسرت ودائع مالية، وأنتم أهم وديعة في الدولة اللبنانية التي لا أراها الا على صورتكم”.
أضاف: “أنتم هنا لنضع حجر الاساس أو المدماك الأول في عملية إعادة بناء صورة الدولة التي تشبهنا، بإعادة بناء صورة تلفزيون لبنان، الذي يجب ألا يكون الا على صورتكم. كل مبدع، وكل متألق، سواء أكان حاضرا معنا هنا أو غائبا، يكون قادرا في أن يكون جزءا من حاضر شاشة تلفزيون لبنان، حتى يكون مستقبل الشاشة الموجودة في قلوبنا، أفضل من الحاضر وأشبه بماضيها. هذا الماضي الذي كان في تلفزيون لبنان صورة عن الدولة القوية، المنتجة والمبهرة، هكذا كنا وهكذا سنرجع وتلفزيون لبنان راجع”.
وقال: “ليس بالصدفة اخترنا بيت بيروت لنطلق منه أكبر مشروع للتلفزيون، اخترناه لرمزيته، ونحن هنا لنقول أننا سنبقى مع الدولة مع أنها تهرب منا، ووجودنا اليوم هو فعل ايمان بدولتنا، وبقدرتنا، وفعل مقاومة، مقاومة تآكل الدولة. لا يقل أحد، كيف سننهض بالتلفزيون والدولة مفلسة، لأنني أقول أن الرأسمال البشري كان في دولتي وسيبقى أهم من الرأسمال المادي والتيليتون الذي نحن هنا اليوم لنعلن عن موعده ليس فقط جمع أموال لتأهيل الشاشة بالشكل، إنما هو أيضا جمع طاقات لتأهيل الشاشة بالمضمون. وانطلاقا من فكرة بثنا لطاقاتنا بشاشتنا، أود أن أخبركم أن اللوغو الجديد لتلفزيون لبنان سيكون لبنان وبث، بث بحرف الثاء وليس بحرف السين. من بث تلفزيون لبنان نريد بث طاقتنا. من بث تلفزيون لبنان سنؤكد قدرتنا، من بث تلفزيون لبنان بدنا نفرجي صورتنا. وموعد تليتون سيكون في حزيران”.
لبس
ثم، القت مديرة تلفزيون لبنان فيفيان لبس كلمة قالت فيها: “أحب أن أرحب بكم في هذا اللقاء الذي اراد معالي الوزير مكاري أن يجمعنا به من اجل اعادة البريق والتألق للشاشة الوطنية، شاشة تلفزيون لبنان، وباسمي واسم عائلة التلفزيون اشكر معالي الوزير على جهده الاستثنائي الملحوظ في سبيل دعم الشاشة الام حتى تسترجع نشاطها وعزها ودورها الريادي في خدمة لبنان”.
وقالت: “في 28 ايار سيصبح عمر شاشتنا 68 سنة، وبدعمكم لتليتون الذي اطلقه معالي الوزير كبادرة حل في هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة، ومن هنا من بيت بيروت هذا المكان الذي يحمل رمزية كبيرة في تاريخنا المعاصر، أتمنى على كل الحرصاء على ذاكرة لبنان الذي يحميها بأمان تلفزيون لبنان أن يسهم كل انسان من موقعه وعلى طريقته في النهضة المطلوبة للشاشة الام، بما فيها وضع خبراته. وعلى أمل أن يكون لقاؤنا المقبل في مبنى التلفزيون المتوقف عن العمل في الحازمية الذي يعتبر خير شاهد ودليل على ضرورة انجاح تيليتون”.
كرم
ثم قال الاعلامي ريكاردو كرم: “تلفزيون لبنان يمثل جزءا لكل فرد منا، من ذاكرتنا ومن طفولتنا ومن مراهقتنا، ولكن ما نريده أن لا يبقى هذا التلفزيون ذكرى ماضية، نريدة ذاكرة حية أن يبقى ويكبر ويعانق اجيالا جديدة، لذلك أردنا أن نلتقي اليوم لاطلاق التيليتون الذي هو مغامرة ومقامرة في نف سالوقت، حيث بالتعاون مع بقية المحطات أن نجمع رأسمال معين يعيد اطلاق هذه الشاشة”.
واضاف: “إننا اليوم وامام الانحدار الاخلاقي الذي نعيشه في كل المجالات وخصوصا مجال الاعلام، اعتقد أننا جميعا نعرف قيمة وأهمية وجود محطة للدولة محطة عامة وللجميع، فالاعلام تحول اليوم الى اعلان وللأسف، وهذا يعز علينا ويحزننا، لذلك يعتبر وجود مؤسسة مثل مؤسسة تلفزيون لبنان ضرورة وحاجة وطنية واخلاقية”.
واعلن عن أن تيليتون سيكون في الحازمية.
عبود
ثم توجه المحافظ عبود الى الفنانين: “مثلتم لبنان عندما كان لبنان الجميل، شاشتكم كانت شاشة بدائية ولكنها كانت مليئة بالحياة والحب والامل، والكبر، كانت الشاشة بسيطة ولكن كان كل ما فيها يدخل الى القلب والى الروح ويبقى راسخا. اما اليوم فصارت الشاشات عملاقة ومليئة بالالوان، صارت متطورة وكلها تكنولوجيا وحداثة ولكنها كانت فارغة المضمون والقيمة، ولا تدخل القلب والروح، تدخل فقط من الاذن لتخرج من الاذن الثانية. للمرة الاولى عدت الى هنا ووجدت بزرة صالحة علينا اليوم أن نحملها ونعود نزرعها من جديد في الارض لتعود وتنبت من جديد”.
وتابع: “يوجد تلفزيونات كثيرة في لبنان ولكنكم التلفزيون الاول في الشرق الاوسط، اي انتم من التراث العالمي وعنوان فخر لهذا البلد، أنتم صدرتم اهم ممثلين أم مخرجين واهم مذيعين منكم انطلقوا الى تلفزيونات جديدة نشأت في ما بعد، وانتجتم ثورة اعلامية وثقافية في لبنان والمنطقة، وقد اعطيتم للبنان تقدمه وريادته في هذا المضمار، واليوم صار على التلفزيونات الاخرى التي خرجت من رحمكم ان ترد لكم الجميل. ويجب أن يعيدوا لكم الدور، وهذا ليس بصعب عليكم، وعليكم أن تفكروا بصيغة جديدة”.
واعلن انه في سنة 2025 سيكون قد مر 50 سنة على الحرب الاهلية اللبنانية، و”نحن نريد اقامة اليوبيل الذهبي للحرب اللبنانية حتى نعرف اللبنانيين والاجيال الصاعدة ان الحرب الاهلية يجب أن لا تعود”.
وقال: “أتمنى ان تشارك في هذه الذكرى بلدية بيروت العاصمة حيث اندلعت الحرب، وأن يكون بيت بيروت متحف ذاكرة بيروت”، آملا أن “ندخل في شراكة مع تلفزيون لبنان بهذا الموضوع، من ارشيف الحرب الموجود في التلفزيون أن نقوم ببث تلفزيوني لنشرات اخبار 1975، بالتعاون معكم”.
ثم تحدث كل من المنتج صادق الصباح، والمخرج فيليب عرفتني، والفنانون: جورجيت جبارة، جورج شلهوب، جهاد الاطرش سمر، ابو زيد فرحات، لمى لاوند، ليا بارودي، تقلا شمعون، وريتا نجيم.