علي ضاحي-
في 9 نيسان الماضي اتى الإعلان عن خبر استضافة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مائدة الإفطار لكل من رئيس “تيار المردة” الوزير سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، لتشكل حدثاً لم تنته مفاعيلها بمصالحة سياسية وشخصية بين الرجلين فقط، او تنته “صلاحيتها” باللقاء الثلاثي، والذي تقصّد حزب الله وقتها ان يكون خبراً بلا صورة ليكون التركيز على المضمون حصراً لا على الصورة رغم الدلالات الكبيرة لها ، خصوصاً مع وجود قطيعة بين 5 او 6 سنوات بين فرنجية وباسيل.
وتكشف اوساط واسعة الإطلاع في 8 آذار، ان مفاعيل اللقاء مستمرة، وقد تكون محطة الانتخابات بعد اسبوع من اليوم بداية لإطلاق اللجنة المشتركة بين الاطراف الثلاثة، والتي جرى الحديث عنها بعد اللقاء في كواليس احتماعات ولقاءات 8 آذار الانتخابية وحتى السياسية.وتشير الاوساط الى انه صحيح ان اللقاء اتى بعد انجاز التحالفات الانتخابية واعلان اللوائح وتسجيلها وغربلة بعض الاسماء من بعض القوى والتي فرضت المصلحة الانتخابية استبعادها او استبدالها بشخصيات من البيت الواحد وحتى داخل الحزب الواحد والعائلة الواحدة، لكنه لا يمنع من تعاون انتخابي حيث تقتضي المصلحة الانتخابية ذلك.
وتكشف الاوساط ان “التيار الوطني الحر” و”المردة” و”القوات”، يخوضون معركة انتخابية قاسية في دائرة الشمال الثالثة وتضم الدائرة (زغرتا وبشري والكورة والبترون). وما زاد من صعوبة المعركة على الاطراف الثلاثة:
– اولاً: التنافس الانتخابي والسياسي بين “الاخضر- المردة” و”البرتقالي” .
– ثانياً: خسارة “القوات” للرافعة السنية.
وكذلك توجه الناخب السني مع عزوف “تيار المستقبل” ورفض جمهوره التصويت لـ “القوات” و”التيار” في هذه الدائرة.
ووسط هذا التخبط ، ومع وجود معركة انتخابية قاسية، كان لا بد من “اتفاق ضمني” بين “المردة” و”التيار الوطني الحر” لتبادل الاصوات، وحيث يمكن رغم وجود تنافس بين مرشحي الطرفين.
وفي حين يتكتم “المردة” على تفاصيل هذا الإتفاق، تؤكد اوساط في “التيار الوطني الحر” الاتفاق، وهو اتفاق انتخابي بالدرجة الاولى، ويجمع حزبين مسيحيين “ليسا عدوين”. وهناك ثوابت مشتركة وطنية ومسيحية بينهما، وكلا الطرفان متحالفان مع حزب الله، وهناك طرف يناصبهم العداء، ولا يوفر فرصة للهجوم عليهما ليلاً ونهاراً لانهما حليفين للحزب، ويشكك بخياراتهما الوطنية والسياسية، فهل يسكتان له؟
وتشير الاوساط الى ان “التيار الوطني الحر”، لن يوفر جهداً للدفاع عن نفسه ضد حملات “القوات” السياسية والانتخابية، وسيخوض المعركة الانتخابية بكل الوسائل المشروعة والمتوافرة، وسيؤكد مدى حضوره الانتخابي والسياسي والمسيحي في قلب هذه الدائرة في الكورة وفي البترون وفي كل لبنان. ولقطع الطريق على “القوات” لا مانع لدى “التيار” من ملاقاة “المردة”، في اي طرح انتخابي لتبادل الاصوات، حيث يمكن ويخدم. وتتلاقى هذه الطروحات مع المصالحة التي جرت برعاية السيد نصرالله والتي لا تتعارض مع القيم والمبادىء الوطنية والمسيحية للطرفين.