الأحد, نوفمبر 24
Banner

إستنفار» خليجي إنتخابي بقيادة السعودية لمنع «هيمنة» حزب الله على النواب السنّة؟

كتبت “الديار” تقول: في سباق «الامتار» الاخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع، اكثر من «ناقوس خطر» يصم آذان اللبنانيين، وللمفارقة ان الاستحقاق الانتخابي لن يكون «مفتاح الفرج»، بل ربما يكون بداية استئناف الرحلة نحو «الهاوية». «الديار» تكشف اليوم عن مداولات خطيرة جرت في بروكسل قبل ايام في مؤتمر المانحين للاجئين السوريين، حيث تتولى الولايات المتحدة الترويج لثلاثية «الانخراط، والاندماج، والتوطين»، وقد عاد الوفد الرسمي اللبناني باجواء سلبية للغاية تنذر بما هو اخطر في ظل «تواطؤ» دولي منقطع النظير، وسط انعدام الخيارات لمواجهة ما بات يطلق عليه «الاتراك» «الاحتلال الصامت».

وبعد يوم من صدور تقرير الامم المتحدة الذي خلص إلى أن السلطة اللبنانية والمصرف المركزي هما المسؤولان عن الأزمة المالية غير المسبوقة التي أدت إلى «إفقار غير ضروري» لغالبية السكان الذين يتخبطون لتأمين الحدّ الأدنى من احتياجاتهم مع ارتفع عدد من يعيشون تحت خط الفقر إلى 80 في المائة، نشرت ادارة الاحصاء المركزي بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ارقاما مخيفة عن البطالة التي ارتفعت من 11 بالمئة الى 30 بالمئة خلال سنتين، وفيما التضخم تضاعف 562 بالمئة، اعرب اكثر من نصف اللبنانيين عن رغبتهم بمغادرة البلاد. كل هذه الارقام المحبطة والمؤلمة لم تثر غيرة بعض دول مجلس التعاون «المستنفرة» لرفع نسبة الاقتراع السنّي وفي سبيل ذلك، دقت «ناقوس الخطر» من دار الفتوى لمنع حزب الله من «الهيمنة» على النواب السنة.!

خطر «الدمج»

ففيما تغرق الدولة اللبنانية في معمعة الانتخابات التشريعية، «دق» وزير الشؤون الاجتماعية فيكتور حجار «ناقوس الخطر» في مجلس الوزراء بالامس ازاء ما لمسه في بروكسل من «تواطؤ» دولي فاضح برعاية اميركية، لدمج اللاجئين السوريين في اماكن اللجوء، ومنها لبنان، وقد ساهم اصراره في الجلسة على مناقشة هذا الملف الخطير الى اطلاق رئيس الجمهورية ميشال عون موقفا علنيا رافضا ومحذرا من خطورة استخدام هذا المصطلح في الاروقة الدولية.

الاجواء «سلبية»

ووفقا لاجواء الوفد اللبناني الذي شارك قبل ايام في المؤتمر، كانت الاجواء العامة شديدة السلبية ازاء عودتهم الى بلادهم، وكان لافتا عدم اكتراث كافة الوفود المشاركة بالاوضاع الصعبة للدول المضيفة لهؤلاء، وكانت الفضيحة في اجواء التوتر التي سادت في القاعة التي ضمت نحو 200 مندوب بعد كلمة الوزير حجار الذي رفع «الصوت» عاليا في مواجهة تجاهل المجتمع الدولي لمسالة العودة.

التفاف على الموقف اللبناني

وبحسب معلومات «الديار»، لمس الوفد اللبناني الرسمي وجود خطة دولية ممنهجة لابقاء اللاجئين في الدول المضيفة، ومنها لبنان تحت عنوان الدمج، وكانت الوفود المشاركة واضحة في رفض عودتهم الى سوريا، بحجة ان البلاد لا تزال غير آمنة، ولم يجد الشرح اللبناني حول وجود مناطق آمنة آذانا صاغية. وفي المقابل طلب من لبنان كما الدول الاخرى المضيفة، منح اللاجئين الاقامة، كمقدمة لدمجهم في المجتمع، ومنحهم تصاريح عمل وصولا الى منحهم معاشات تقاعدية وتعويضات الشيخوخة. وكان لافتا عدم اكتراث الوفود الدولية المشاركة بامكانيات الدول وقدراتها المادية والاقتصادية، وخصائصها الديموغرافية، كما هو الحال في لبنان، بل الاسوأ من ذلك ثمة تجاهل فاضح لكل التقارير الرسمية اللبنانية، في المقابل يتم الالتفاف على موقف الدولة اللبنانية عبر بعض الجمعيات الشريكة لهم واعتبارها شفافة على عكس الدولة اللبنانية التي يتم التشكيك في تقاريرها والتي اعتبرت غير «شفافة».

«وقاحة» اميركية

وفي مؤشر على وجود قرار دولي حاسم بتلزيم الدولة اللبنانية ملف اللاجئين السوريين، كان الوفد الاميركي اكثر وضوحا «ووقاحة» خلال لقائه مع وزير الشؤون الاجتماعية على هامش مؤتمر بروكسل، بالشكل كان اللقاء وديا، لكن في المضمون لم يكن هناك اي تطابق في الافكار وطالبوا «بالانخراط والاندماج والتوطين» دون الاكتراث لاي من الهواجس التي اسهب الوزير في شرحها.

ضغوط على الوزير «للتوقيع»

ووفقا للمعلومات، يتعرض وزير الشؤون لضغوط دولية لتوقيع الخطة الوطنية للحماية الاجتماعية التي اعدت من قبل مجموعات من المجتمع المدني واليونيسف ومنظمات دولية اخرى، مع العلم انه يصرّ على تعديلها لانها تحمل في طياتها توطينا مقنعا للاجئين، حيث لم تتم الاشارة الى اللاجئين او النازحين في لبنان، فهم يتحدثون عن «قاطنين» في لبنان دون ان يتحدثوا اصلا عن الشعب اللبناني، ويقترحون اقرار تعويضات عن البطالة لكل «القاطنين» وكذلك صرف تعويضات عن الاعاقة، والشيخوخة وغيرها من الحقوق التي تحمل في ظاهرها طابعا انسانيا، كفرض قبول المثليين وزواجهم، الا ان الاخطر يبقى تمرير عملية الدمج غير معلن للنازحين واللاجئين باعتبار لبنان وطنهم النهائي.

«يأس» وتحميل للمسؤولية؟

ووفقا لاوساط وزارية مطلعة على الملف، تحمل وزير الشؤون حملا ثقيلا منذ 8 اشهر، وهو اختار في الجلسة ما قبل الاخيرة للحكومة رفع الصوت في مجلس الوزراء، بعد سلسلة من الاجتماعات البعيدة عن الاضواء مع عدد من المسؤولين الروحيين، والسياسيين، والعسكريين، كي يتحمل الجميع مسؤولية ملف شديد الخطورة، ويبقى ان تتحرك الدولة اللبنانية على نحو ثنائي باتجاه دمشق لايجاد ارضية صالحة لتفكيك هذه «القنبلة الموقوتة»، لان الرهان على المجتمع الدولي في غير مكانه، ومن التقى الوزير حجار وسمع مداخلته يدرك حجم «اليأس» من امكانية حصول اي «اختراق» في المحادثات مع الدول المانحة.!

«الاحتلال الصامت»

ولفتت تلك الاوساط الى ان ما يطرح من دمج اعاد موضوع اللاجئين السوريين إلى صدارة النقاش السياسي في تركيا، ما يفتح الباب أمام توترات اجتماعية داخل تركيا لن يخرج منها أحد رابحاً، وهو امر سيحصل في لبنان عاجلا او آجلا. فما تطرحه احزاب المعارضة يلقى آذانا صاغية لدى معظم الاتراك الذين باتوا مقتنعين ان اللاجئين يخرّبون «النسيج الاجتماعي» ويشكلون خطراً على «البنية الثقافية والأخلاقية للمجتمع التركي». ولا يكمن الحل في إدماجهم بل في ترحيلهم حتى لو كانت غير طوعية وفي شروط غير آمنة. فالاتراك يخشون بان القسم الأكبر من اللاجئين سوف يبقى في تركيا، فقد مضى على وجودهم ما بين 11 ـ 8 سنوات، وأسسوا حياة جديدة، وثمة جيل كامل ولد في تركيا ولا يعرف غير اللغة التركية، ولم ير البلد الأصلي لأهله أبداً، وقد اصبح التعبير الرائج لدى الرأي العام لوصف الوجود السوري بانه «الاحتلال الصامت».

«استنفار» خليجي؟

انتخابيا، وفي تدخل فاضح بالشؤون الداخلية اللبنانية، استنفر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة «يائسة» للضغط على الناخبين السنة للمشاركة الكثيفة في عملية الاقتراع، بعدما تمسك رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بقراره عدم الدعوة لمناصريه الى المشاركة الكثيفة في الاستحقاق يوم الاحد المقبل. وفي «انزال» ديبلوماسي غير مسبوق زار سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، وسفير دولة قطر إبراهيم السهلاوي، وسفير المملكة العربية السعودية الوليد البخاري دار الفتوى، ليخرج مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان بتصريح يرتقي الى مصاف «الفتوى الشرعية قال فيه» أنّ مقاطعة الانتخابات استسلام، ولا نريد تسليم لبنان لأعداء العروبة». ومن شدة الاحباط عرض السفير السعودي على المفتي التحشيد النوعي خلال احياء ضخم لذكرى اغتيال الشيخ حسن خالد اتفق على اقامته يوم غد السبت «لشد العصب» في صفوف الناخبين السنة. وأشار المكتب الإعلامي في دار الفتوى في بيان، عقب اللقاء، إلى أنّ السفراء تمنّوا أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكلّ شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، معتبرين أن «السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي».

تحشيد سعودي

ووفقا لمصادر مطلعة، تولى البخاري الاتصالات مع نظرائه الخليجيين خلال الساعات الماضية، واقنعهم بضرورة الحراك المشترك لزيادة الضغط على الناخبين السنة، وتداول معهم بسلسلة من الافكار لمنع حزب الله من الاستئثار بحصة سنية وازنة في البرلمان الجديد، وابلغهم انه لمس من خلال اتصالاته مع الحلفاء، وخلال زيارته الميدانية، وجود توجه «مستقبلي» واسع لمعاقبة اللوائح الخارجة عن قرار الحريري من خلال المقاطعة، وليس التوجه الى «الصوت» العقابي، وهذا سيعني حكما انخفاض الصوت التفضيلي في اكثر من دائرة حساسة ما سيسمح للمرشحين السنة المحسوبين على حزب الله بالفوز في المعركة الانتخابية التي سيكون لها انعكاسات مباشرة على الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، ولهذا كان التركيز على منع الحزب من «الهيمنة» على النواب السنة في المجلس الجديد.

دفع «الاثمان»

وعلم في هذا السياق، ان السفير السعودي يخشى ايضا دفع ثمن شخصي عقب الانتخابات، اذا ما كانت النتائج «كارثية» لان بعض دوائر الخارجية السعودية تحمله جزءا كبيرا من المسؤولية حيال ادارة الملف اللبناني بعدما لعبت تقاريره دورا محوريا في «تهميش» الرئيس الحريري، اثر تغليب «صداقته» مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على ما عداها، وهذا ما ترك تاثيرا مباشرا على تقييمه للوضع الداخلي اللبناني. في المقابل تلفت اوساط دبلوماسية عربية الى ان الخشية لدى السفير واقعية، لكن ليس لمسؤوليته عن ما آلت اليه الامور من فشل في السياسة السعودية، لكنه سيكون حكما «كبش فداء» لاخفاقات لا يتحمل مسؤوليتها، بعدما كان يتلقى التعليمات من مسؤوليه، ولم يسمح له بمجرد المناقشة.

توقعات «متناقضة»؟

وفيما اكدت مصادر دار الفتوى ان الاحباط عند السنة تراجع بعد موقف دار الفتوى، ولاحظت تبدلا في مزاج السنة في الاقتراع وخصوصا في شمال لبنان، لفتت الى ان خطوات جديدة ستتخذ في الساعات المقبلة لتحفيز هؤلاء على الاقتراع. في المقابل، لا تتوقع مصادر متابعة ان يكون لتحرك السفراء تاثيرا كبيرا على الساحة السنية، ما لم يرضخ الرئيس الحريري للضغوط ويخرج عن «صمته» في الدعوة الى الاقتراع الكثيف، وهو امر لا يزال مستبعدا حتى الان، لانه وفق مقربين منه يشعر انه حقق في موقفه الراهن ما عجز عن تحقيقه سابقا، وهو يرى في الاستحقاق المقبل «رسالة» يجب ان تصل لكل من تجاهله في الداخل والخارج بانه الاقوى سنيا، وان كانت الرسالة هذه المرة «سلبية»…

«رسائل» حريرية سلبية للسنيورة

من جهته واكب الرئيس الاسبق للحكومة فؤاد السنيورة تحرك السفراء وعقد مؤتمرا صحافيا، اكد فيه ان المرحلة المقبلة اشد قسوة، ودعا السنة للمشاركة الكثيفة لان المعركة برايه مصيرية، وقال ان الاقتراع واجب و لا «تستخفوا» بخصومكم، وصوب مجددا على سلاح حزب الله. وفي مؤشر بالغ الدلالة غرد الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري تزامنا مع مؤتمر السنيورة بالقول: سيبقى موقفك وحده يمثلنا! ثلاث مرات… مرفقة بصورة الرئيس الحريري. وجاءت تغريدته بعد ساعات على اصدار مكتب النائب بهية الحريري بيان نفت فيه تقديم اي دعم لاي مرشح سرا او علنا، واعلنت انها ملتزمة بقرار الرئيس الحريري وكل ما ينشر لا اساس له من الصحة.

«مواكبة» اسرائيلية

ولم يغب الاستحقاق الانتخابي اللبناني عن اهتمام اعلام العدو، وقالت صحيفة « اسرائيل اليوم» ان الجهد الأساس يبذله معارضو حزب الله كي ينزعوا من يديه ويدي شركائه أغلبيته في مجلس النواب، فيغيروا موازين القوى. ووصفت الصحيفة، السعودية بانها «الروح الحية» التي تجري لقاءات مع قوى سياسية مؤثرة، تدعم مالياً وتحاول اقناع مؤيدي الحريري بالمشاركة في الاقتراع، رغم أنه أعلن عن انسحاب مجموعته من الحياة السياسية. وكشفت «اسرائيل اليوم» ان فرنسا والولايات المتحدة وجهتا سفارتيهما لمساعدة السفير السعودي في لبنان. وخلصت الى القول مع كل تفاؤل معارضي حزب الله للتغيير، يبدو أن لبنان يدخل إلى أزمة ستشل الحياة السياسية فيه، ولفترة غير قصيرة؟

رؤساء اقلام يجهلون القانون؟

وقبل يومين من بدء العملية الانتخابية، اقترع الموظفون المكلفين ادارة العملية الانتخابية، ونشرت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات «لادي»، بعض المشاهدات والمخالفات التي رصدتها واشارت الى انه في أغلب مراكز الاقتراع عمدت هيئة القلم إلى إزالة الرقم التسلسلي عن قسائم الاقتراع الرسمية مما يعرض سرية الاقتراع للخرق. اما الاخطر بحسب» لادي» فهو جهل عدد من رؤساء الاقلام بالقانون الانتخابي ما يهدد بمخالفات قانونية فاضحة يوم الاحد، وعلم ان «الداخلية» لم تجر تدريبات حضورية لهؤلاء بل ارسلت شريطا مصورا وتعاميم فقط، وقد اعلن وزير الداخلية العمل لسد هذه الثغرات خلال الساعات المقبلة.! تجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوما يسمح بموجبه السماح للناخبين الذين انتهت صلاحية جواز سفرهم تجديده مقابل 200 ألف ليرة من أجل الاقتراع في يوم الانتخابات العامة.

سجال بين «الداخلية» و «الخارجية»!

في هذا الوقت، انفجر الخلاف علنا بين وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والداخلية بسام المولوي على خلفية «صمت» الاخير عن الاتهامات التي وجهت للاول في ملف انتخابات المغتربين خصوصا ادارة المستشارة التابعة للتيار الوطني الحر بسكال دحروج للعملية الانتخابية، وبعد اجتماع ثلاثي «عاصف» رعاه الوزير نصار على هامش الجلسة الحكومية، افرغ ابو حبيب «جام غضبه» على المولوي وساله عن التضامن الحكومي، فرد عليه وزير الداخلية بالقول: انا بحترمك وانا لم اقل شيئا في اللقاء التلفزيوني ضدك» انا ما دخلني» فرد عليه بوحبيب بالقول: المشكلة انك ما قلت شي وطالب وزير الخارجية اعتذارا، فاستجاب المولوي لكن بوحبيب اصر على الاعتذارالعلني في الجلسة، حيث عرض بو حبيب اسماء كل المشاركين في عملية الاقتراع وقال انهم من كل الفئات السياسية، ونقل الاشادة الاوروبية بادارة الخارجية لعملية الاقتراع، وتوجه باللوم الى المولوي «غاضبا» وسأله كيف عمد الى نشر الارقام الخاصة بالاقتراع دون مراجعته، بينما كان يعد هو لمؤتمر صحافي لعرضها. لكن وزير الداخلية تجاهل غضبه في الجلسة والتزم «الصمت»!

Leave A Reply