غسان ريفي – سفير الشمال
ساد الصمت الانتخابي في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية) ولم يعد امام المرشحين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس على مدار اكثر من شهر سوى بعض الهمس او الزيارات تحت جنح الظلام للملمة ما تبقى من اصوات قبل فتح صناديق الاقتراع عند السابعة من صباح غد الاحد.
اللافت، في دائرة الشمال الثانية، هو ان المنافسة بين ١١ لائحة لم تأخذ مداها، حيث اقتصر الحضور على سبع لوائح اربع منها سياسية باتجاهات مختلفة، وثلاث منها مدنية او ثورية.. اما اللوائح الاربع المتبقية فقد غابت عن اعين الاعلام حتى كاد الناخبون ينسون اسماءها في حين يبرر اركانها ذلك، بانهم يقومون بحملاتهم الانتخابية من دون ضجيج وبعيدا عن الاضواء على قاعدة “وتعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، في حين ان الكتمان في زمن الانتخابات يعتبر ضعفا وانكفاءً.
يتنافس في دائرة الشمال الثانية ١١ لائحة هي: “الارادة الشعبية” التي تضم تحالف النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد، “للناس” التي تضم تحالف تيار العزم والنائب محمد كبارة، “إنقاذ وطن” وفيها تحالف اللواء أشرف ريفي والقوات اللبنانية، و”لبنان لنا” وفيها المستقبليون القدامى برئاسة الدكتور مصطفى علوش، “انتفض للسيادة للعدالة” برئاسة رامي فنج، “التغيير الحقيقي” وتضم تحالف إيهاب مطر والجماعة الاسلامية، “الجمهورية الثالثة” برئاسة عمر حرفوش، “الارادة والانماء برئاسة الدكتور باسل الاسطى والمدعومة من حركة سوا، “قادرين” مدعومة من الوزير السابق شربل نحاس، اضافة الى فجر التغيير وطموح الشباب وفيهما تحالفات ضرورة بين مرشحين لم يحالفهم الحظ في الدخول الى اللوائح الاساسية.
كل الاحصاءات التي اجريت خلال الفترة الماضية وبعضها بشكل يومي تؤكد ان المنافسة في دائرة الشمال الثانية ستقتصر على مقعد سني واحد في طرابلس، بعد حسم امر المقاعد الاربعة لمرشحين تؤكد الاحصاءات فوزهم، وكلهم من اللوائح السياسية، وعلى مقعد سني واحد في الضنية، وعلى المقعد السني في المنية والذي يتسابق عليه المرشحون عثمان علم الدين وكاظم الخير وأحمد الخير بشكل متقارب، خصوصا ان كل احصاء يجري في المنية يعطي الافضلية في السباق الى مرشح منهم.
وكذلك الامر فإن المنافسة ستكون على اشدها على المقعدين الماروني الذي تحول في هذه الانتخابات الى اولوية طرابلسية لاسيما في ظل احتدام المواجهة عليه بين سليمان جان عبيد المدعوم من العائلات الطرابلسية ونسيجها ومرشح القوات اللبنانية ايلي خوري، اضافة الى المقعد الارثوذكسي الذي ستتحكم فيه الحواصل التي ستحققها كل لائحة.
اما المقعد العلوي فتشير الاحصاءات الى ان الاوفر حظا له هو النائب علي درويش انطلاقا من تجربته الناجحة خلال السنوات الاربع الماضية ضمن كتلة “الوسط المستقل”، من دون استبعاد حصول مفاجأة قد يتسبب فيها توزيع الحواصل الانتخابية.
تشير المعطيات ايضا الى ان المنافسة ستنحصر بين اللوائح السياسية التي قد تحصل كل منها على حاصلين او ثلاثة، مع امكانية ان تقتحم المشهد لائحة التغيير الحقيقي برئاسة ايهاب مطر والجماعة الاسلامية في حال نجحت في تأمين الحاصل. لا سيما بعد الزلزال الذي ضرب لائحة “الجمهورية الثالثة” برئاسة عمر حرفوش الذي غادر لبنان على وجه السرعة بسبب الدعوى القضائية الموجهة ضده بجرم التعامل مع اسرائيل وذلك من قبل محامين وناشطين، فضلا عن انسحاب ثلاثة مرشحين من لائحته نتيجة خلافات مالية ولوجستية تسببت فيها انانية حرفوش الذي فقد ايضا ركائز مكتبه الاداري والاعلامي والتي غابت جميعها عن السمع.
يقول بعض الخبراء ان المعركة في دائرة طرابلس المنية والضنية هي معركة الماكينات، لذلك فان سلاح المال هو السلاح الفتاك فيها كونه قادر على استقطاب اكبر عدد من المندوبين الذين يعول عليهم في التصويت مع عائلاتهم للمرشحين الذين يعملون لمصلحتهم، الا ان تجارب المندوبين في الانتخابات الماضية لم تكن مجدية خصوصا ان مرشحين جندوا اكثر من الف مندوب، ولم يتعد عدد اصواتهم المئتين.
غدا تفتح صناديق الاقتراع ويبدأ الامتحان الذي سيخضع له المرشحون والخيار سيكون للناخبين المثقلين بالهموم فإما ان يجنحوا نحو التغيير او ان تنعكس خلافات المجتمع المدني والثورة وانقسامهم الى سبع لوائح ردة فعل ايجابية تجاه اللوائح السياسية.