محمد درويش٠٠٠
نظمت سفارة دولة فلسطين في لبنان ، وقفة ادانة واستنكار للجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي باعدام الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين ابو عاقلة.
وشارك في الوقفة التي اقيمت في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل واعضاء المجلس في لبنان، المنسق العام للحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة معن بشور، الامين العام السابق للمحامين العرب عمر زين، ممثلو وسائل الاعلام العاملة في لبنان، عضو المجلس الثوري لحركة فتح امنة جبريل، امين سر اقليم حركة فتح في لبنان حسين فياض، ممثلو الاحزاب اللبنانية وممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية.
بدأت الوقفة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم كانت كلمة ترحيبية من المستشار الاول في سفارة فلسطين حسان ششنية الذي شكر الحضور لمشاركتهم في حضرة شيرين ابو عاقلة الشهيدة الشاهدة على جرائم الاحتلال، مؤكداً ان شيرين كانت شجاعة ومبدعة ومثابرة.
واضاف “كانت شيرين دمثة الاخلاق في وجه جيش عديم الاخلاق، فارتقت ابنة القدس البارة سلم المجد لتكون ايقونة الصحافة الفلسطينية واسطورة الصحافة العالمية، وفلسطين من بحرها الى نهرها يلفها اليوم الحزن لان فقدانها امر مؤلم وان كنا نشعر بالالم فعلى جيش الاحتلال ان يشعر بالعار.”
من جهته قال الكعكي “صحيح اني لم اكن على معرفة شخصية بالشهيدة لكنني ومن خلال متابعتي لها وهي تغطي الاخبار كنت اشعر ان هذه الصحافية الجريئة الصادقة كانت تتصدى بجسدها لبنادق الجنود الصهانية الذين كانوا يعترضونها ويحاولون منعها من اداء مهمتها. لقد تصدت لهم مراراً مصرة على اتمام واجباتها الصحافية على اكمل وجه.”
وشدد على ان هذه الجريمة ليست الاولى التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين وان تاريخ الصهاينة معروف بالمجازر.
واكد ان العقيدة الصهونية قائمة على القتل والاجرام وان كل ما يفعلونه هو محو الهوية الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني “ومهما حاول العرب ان يجنحوا الى السلام فان اليهود الصهاينة سيحاولون القضاء على مشروع السلام لان فلسطين وحسب عقيدة المتطرفين منهم هي ارض الميعاد.”
واضاف “ان امام المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية العالمية اليوم جريمة بشعة وأن العقاب يجب ان يكون على قدر الجريمة. فهل سيتجرأ الضمير العالمي على الوقوف الى جانب الحق والعدالة ولو ليوم واحد؟”
بدوره اكد القصيفي ان شيرين ابو عاقلة أعدمت وقتلتها رصاصة قناص صهيوني اصطادها كما تصطاد العنادل لاخراس صوتها.
واضاف “تريد أن تحول الشهود الى شهداء ان تخرس الحناجر الصادحة بالحق، وتشل الانامل التي تمسك قلما لئلا يؤرخ ما ترتكب من فظائع، او تحمل عدسة توثق بالصورة ما تمثل من فصول الطغيان.
وتابع “سقطت شيرين لكن قضية فلسطين لم تسقط ولن ينكس لها علم. صليب الخشب أقوى من حديد اسرائيل ونارها وسجادة الصلاة اثبت من طغيانها ولن يموت حق يبذل ابناؤه في سبيله اغلى ما يملكون.”
واكد القصيفي ان المطلوب استنهاض المجتمع الدولي والعربي ودفع المحكمة الدولية الجنائية لاطلاق حكم يتناسب مع حجم الجريمة التي اودت ببيلسانة فلسطين شيرين، مضيفا “اننا مع تحقيق شفاف صادق يحدد المسؤوليات ويسمي الأشياء باسمائها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.”
ودعا القصيفي الى تشكيل لجنة طوارئ دولية- عربية من الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب وهيئات حقوق الانسان لتحقق في الجريمة واعلان النتائج على الملأ ليدرك الرأي العام مدى الاجرام الصهيوني المتمادي.
ثم القى السفير دبور كلمة جاء فيها ” الحقيقة واضحه وضوح الشمس لا لبس فيها، المطلوب هو الوقوف في وجه هذه العدو ومحاسبته على افعاله. شيرين أبو عاقلة، بدأت حياتها الجامعية في دراسة الهندسة، ولإيمانِها المطلَق بعدالة قضيتها والظلم الواقع على شعبنا إختارت مجال الصحافة لنقل صورة المعاناة، وأدت رسالتها بجدارة وأصبحت صورتها الشهيدة الشاهدة أمام العالم أجمع في فضح وتعرية الكيان الغاصب الذي ينتهك بممارساته كل المواثيق والأعراف الدولية ويتجاوز حدود الإنسانية في إستباحة يومية للأماكن المقدسة وتدمير المنازل والتهجير الممنهج والقتل بدم بارد، والإستيطان، والإعتداءات من قبل عصابات قطعان المستوطنين على المناطق الفلسطينية وبحراسة وحماية جيش الاحتلال.
وتُضاف جريمة إغتيال الأخت شيرين أبو عاقلة إلى سجّلات الاحتلال الإسرائيلي الدموية وفصلاً من فصول إستهتاره بالعدالة والقوانين الدولية.
أيّامٌ قليلة تفصلنا عن ذكرى إغتصاب وطننا وما زال شعبنا المبتلى بهذا الاحتلال الإحلالي يقدّم الشهيد تلو الشهيد، والأسير إلى جانب الأسير في مسيرة النضال في كافّة المجالات من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية بالحرية والإستقلال وحقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرف والتي كفلَتها القرارات والقوانين الدولية.
لكِ المجد يا شيرين في حياتِك وأنتِ تدافعين عن شعبِنا وقضيتِنا، وتفانيك وتميزك بنقل صورة حقيقة معاناة وصبر شعبنا الفلسطيني. وباستشهادك ارتفعت الأصوات بإدانة وإستنكار آخر احتلال.
شيرين، زرعك أنبت حصاداً حتماً سيكنس الاحتلال وكلمتك ووجودك أرّقهم وغيابك سيقى كابوساً يلاحقهم.”