عماد مرمل _
كما في كل مناطق نفوذ «حزب الله» وحركة «أمل»، شكّلت الانتخابات في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة، بالنسبة إلى «الثنائي» فرصة لتثبيت شعبيتهما، وإثبات قوتهما، بمعزل عن حدوث خرق او عدمه في مقعد الروم الأرثوذكس في مرجعيون حاصبيا لصالح مرشح لائحة «معاً نحو التغيير» الياس جرادة على حساب النائب أسعد حردان.
إتخذ اليوم الانتخابي في تلك المنطقة، خصوصاً على صعيد البيئة الشيعية، شكل الاستفتاء اكثر منه الانتخاب بالمنحى التقليدي، بحيث انّ صناديق الاقتراع تحولت صناديق بريد لإيصال رسالة تفيد بأنّ الغطاء الشعبي للمقاومة و»الثنائي» لم يتأثر بكل الضغوط والتحريض.
وقد بَدت المعركة في هاتين الدائرتين، وفق حسابات الحزب والحركة، أقرب إلى معركة أصوات لا مقاعد، بمعنى انها شكلت مناسبة لرصد المزاج العام في البيئة الجنوبية الحاضنة للمقاومة، وبالتالي اختبار ما اذا كان تحالف «الثنائي» لا يزال قادراً على استقطاب العدد الاكبر من اصوات الناخبين الشيعة بعد كل التطورات التي حدثت منذ حراك 17 تشرين الأول 2019 وحتى اليوم.
واذا كان اهتمام «الثنائي» قد انصَبّ من البداية على رفع نسبة الاقتراع في مجمل الدوائر الانتخابية التي يتواجد فيها مناصروه، الا انّ الجنوب تحديدا تبقى له رمزية إضافية كونه يقع على خط المواجهة مع العدو الاسرائيلي ويشكّل واحداً من اهم معاقل المقاومة، ولذلك فإنّ كثافة التصويت في هذه المنطقة لمرشحي الحزب والحركة اكتسبت تلقائياً دلالات خاصة، لأنّ من شأنها تحصين موقعهما في مقابل خصومهما الداخليين والخارجيين.
ومنذ الصباح الباكر أظهرت طلائع الناخبين انّ نسبة التصويت للائحة «الثنائي» (الامل والوفاء) في الدائرتين الثانية والثالثة في الجنوب ستكون مرتفعة، وهذا ما اكدته لاحقاً ساعات النهار التي عكست اقبالا جيدا على مراكز الاقتراع.
وقد بَدا معدل مشاركة المسنّين وذوي الاحتياجات الخاصة لافتاً، بل انّ احد المرضى نُقل على سريره من قبل المسعفين لِيُدلي بصوته، في إشارة الى مستوى التعبئة الكبيرة في صفوف قواعد الحزب وأمل ضد «محاولة استهدافهما»، وفق الاقتناع السائد لدى شريحة واسعة من الجنوبيين.
ومن المفارقات كذلك، انّ عددا من المغتربين الذين لم يتسن لهم الاقتراع في الخارج أدلوا بأصواتهم في بلداتهم الجنوبية.
ومن الواضح انّ اطلالات السيّد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري قبل الانتخابات فعلت فعلها على مستوى تحفيز الناخبين الشيعة واستنفارهم للمشاركة في الاقتراع، إضافة إلى ان الحملة التي تعرّض لها «حزب الله» وتمحورت حول ضرورة التخلص من سلاحه أعطت مفعولا عكسيا لدى شريحة واسعة من قواعده في مختلف المناطق، ومن بينها الجنوب، بل انّ التصويب على السلاح دفعَ حتى بعض الذين كانوا مترددين الى حسم قرارهم بالاقتراع لصالح «الثنائي»، واضعين جانباً ملاحظاتهم على سلوكه حيال الملفات الداخلية، في اعتبار ان الاولوية الآن بالنسبة إليهم هي لحماية الخيارات الاستراتيجية في مواجهة التهديد الداخلي والخارجي.
امّا منافسو «الثنائي» في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة فيعتبرون انهم سجّلوا موقفا وحضورا بمعزل عن حجم الأرقام الإجمالية التي حصلوا عليها في الصناديق، ولعل أغلبهم خاضَ «مغامرة» الانتخابات وهو يعرف سلفاً انّ تحقيق خروق نوعية للائحة الأخرى «المدججة» بالاصوات والامكانات هو امر شديد الصعوبة.
ولئن كان منافسو أمل والحزب قد اشتَكوا قبل وخلال العملية الانتخابية من مضايقات ومخالفات قلّصت في رأيهم الهامش الديموقراطي ونزاهة الاستحقاق، غير أن هناك في المقابل من يجد انّ الواقعية يجب أن تدفع هؤلاء الى الإقرار بأن مهمتهم كانت من الأساس غير سهلة، وانّ حجمهم الموضوعي في الجنوب لا يسمح لهم بعد بطموح يتجاوز حدود انتزاع مقعد الروم الأرثوذكس في مرجعيون حاصبيا.
أرقام الجنوب
تضم دائرة الجنوب الثانية مناطق قرى صيدا – الزهراني – صور، ويبلغ عدد مقاعدها في المجلس 7، موزعة على الشكل الآتي:
مدينة صور (4 شيعة)، الزهراني (2 شيعة)، (1 روم كاثوليك).
ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 328064، مقسّمين كالآتي:
– مدينة صور (سنة 16152)، (شيعة 176980).
مسيحيون (ماروني 2416)، (روم ارثوذكس 568)، (روم كاثوليك 7122)، (ارمن ارثوذكس 970)، (ارمن كاثوليك 108)، (انجيلي 580)، (اقليات 231).
– الزهراني (سنة 3768)، (شيعة 92620)، (درزي 52).
(ماروني 11661)، (روم ارثوذكس 272)، (روم كاثوليك 13954)، (ارمن ارثوذكس 12)، (ارمن كاثوليك 30)، (انجيلي 549)، (اقليات 19).
وتنافسَ في دائرة الجنوب الثانية 21 مرشحاً، في 4 لوائح، هي:
«الأمل والوفاء»، «الدولة الحاضنة»، «معاً للتغيير»، «والقرار الحر.»
وضمّت لائحة الأمل والوفاء:
نبيه مصطفى بري، علي عادل عسيران، ميشال حنا موسى، حسن محمد علي عز الدين، علي يوسف خريس، حسين سعيد جشي، عنايه محمد عز الدين.
وضمت لائحة «الدولة الحاضنة»: حسن احمد حسن خليل، بشرى ايوب خليل، رياض سعيد الاسعد، يوسف مصطفى خليفة.
وتكونت لائحة «معاً للتغيير» من: حاتم فوزي حلاوي، ساره علي سويدان، محمد يوسف أيوب، رؤى بشير الفارس، هشام بولس حايك، علي محمد خليفه، ايمن محمود مروه.
وتشكلت لائحة «القرار الحر» من: قاسم سليمان داوود، داوود علي فرج، روبار ملحم كنعان.
أما دائرة الجنوب الثالثة
فتشمل مناطق النبطية – بنت جبيل – مرجعيون وحاصبيا، وتبلغ حصتها من المقاعد 11، موزعة على النبطية (3 شيعة)، بنت جبيل (3 شيعة)، مرجعيون وحاصبيا (2 شيعة)، 1 روم ارثوذكس، 1 سنة و1 دروز.
ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 497531، موزعين كالآتي:
– النبطية (سنة 1065)، (شيعة 152908)، (درزي 12)، (علوي 3). (ماروني 4244)، (روم ارثوذكس 71)، (روم كاثوليك 1134)، (ارمن كاثوليك 11).
– بنت جبيل (سنة 183)، (شيعة 144844). (ماروني 13789)، (روم كاثوليك 3360)، (ارمن ارثوذكس 43)، (ارمن كاثوليك 30)، (انجيلي 42).
– مرجعيون حاصبيا (سنة 30459)، (شيعة 103408)، (درزي 17783).
(ماروني 7021)، (روم ارثوذكس 11471)، (روم كاثوليك 3982)، (ارمن ارثوذكس 57)، (ارمن كاثوليك 30)، (انجيلي 1334)، (اقليات 247).
ويتنافس في الدائرة 27 مرشحاً، موزعين على 3 لوائح، هي:
«الأمل والوفاء» – «معا نحو التغيير» – «صوت الجنوب».
ضمت لائحة «الأمل والوفاء»: محمد حسن رعد، هاني حسن قبيسي، ناصر فوزي جابر، علي حسن خليل، علي رشيد فياض، قاسم عمر هاشم، مروان سليم خير الدين، اسعد حليم حردان، حسن نظام الدین فضل الله، ايوب فهد حميد، اشرف نزيه هاشم بيضون.
أما لائحة «معاً نحو التغيير»، فضمت كلاً من: علي حسن وهبي، وسيم فؤاد غندور، وفيق خضر ریحان، حسن عادل جابر بزي، خليل حسن ذيب، علي احمد مراد، ابراهيم محمود عبد الله، الياس فارس جراده، فراس اسماعيل حمدان، محمد عبد اللطيف قعدان، نزار ابراهيم رمال.
وتكونت لائحة «صوت الجنوب» من: عباس محمد شرف الدین، كريم علي حمدان، رياض حسن عيسى، محمود حسن شعيب، وحسين جهاد الشاعر.