كتبت صحيفة “الشرق” تقول: كل شيء في لبنان يرتفع، الا المواطن المستمر في التهاوي نزولا نحو القعر وما دونه، إن وُجِد. الدولار يناطح الـ36 الف ليرة وما فوق ويعد بالمزيد. البنزين يقفز عن الـ 600 الف والمازوت عن الـ730 الفاً فيما بلغ سعر قارورة الغاز 450 الفا ولا من يسأل. الطبقة النخبوية ممثلة بالأطباء، في الشارع الى جانب اصحاب الافران ومالكي السيارات العمومية، رافعين الصوت ولا من يسمع. ساعات تقنين المولدات الخاصة بلغت ذروتها حتى تكاد تلامس حال تيار الدولة الغائب في انتظار باخرة فيول موعودة لم تصل. المصارف اللبنانية في الخارج تقفل ولا من يراجع. وحدها المواقف الشعبوية الفارغة والوعود الطنّانة من المسؤولين تملأ فراغ تمنعهم عن استنباط الحلول، او على الاقل فك اسرها من شباك خلافاتهم ومحاصصاتهم وانانياتهم التي فقد اللبناني كل قدرة على الاستمرار في دفع ثمنها من حياته المنهكة، وقد رفع العشرة.
وفيما حث مجلس الامن الدولي بالاجماع، اول امس، على الإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022، داعيا ايضا إلى تشكيل حكومة تسمح بالتوصّل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الإعلان الذي صاغته فرنسا، حرّكت الجمود السياسي امس دعوة رئيس السن في المجلس النيابي نبيه بري الى اولى جلسات مجلس النواب بعد انتخاب اعضائه، لانتخاب رئيسه ومطبخه التشريعي، الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء المقبل في ساحة النجمة.
اسعار المحروقات
في ظل هذا الجمود، القطاعات تتهاوى والدولار يحلّق والاسعار تحرق. اليوم، صدر جدول أسعار جديد للمحروقات وسجّل ارتفاعاً بـ9000 ليرة للبنزين 95 و98 أوكتان. وجاءت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 597000 ل.ل. بنزين 98 أوكتان: 608000 ل.ل. المازوت: 732000 ليرة بزيادة 51 ألف ليرة. الغاز: 447000 ليرة بزيادة 31 ألف ليرة.
أزمة المطاحن
في الموازاة، اعتصم أصحاب الافران امام وزارة الاقتصاد للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف، كما طالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بالاسراع في إقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح. وقال أمين سر نقابة المخابز والأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور «مشكلتنا كبيرة لأنها تتعلق برغيف الخبز والطبقة السياسية أقفلت معظم مؤسسات البلد ولا مشكلة لديها أن نقفل نحن أيضا». وسأل «لماذا لم يوقع كتاب صرف اعتمادات القمح لمدة شهرين؟»، متمنياً «على وزير المال أن يوقع الاعتمادات كي لا تذل الناس». هذا وأشار نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم في وقت سابق الى ان «الافران تعمل بشكل طبيعي اليوم ولكن بعض المطاحن لا تسلم، من ابرزها مطاحن الجنوب الكبرى». ولفت في حديث اذاعي إلى ان «آلية الدعم التي حكي عنها في مجلس الوزراء لم تنفذ، ووزير الاقتصاد غائب عن السمع».
اعتصام طبي
الى ذلك، نفّذ عدد من الاطباء اعتصاماً امام مصرف لبنان بدعوة من نقابتي الأطباء في بيروت والشمال ونقابة اصحاب المستشفيات الخاصة، رفضاً لسياسات مصرف لبنان والمصارف في حق المودعين عموما والاطباء وعاملي القطاع الصحي والمستشفيات خصوصا.
عون والتدقيق
في الاثناء، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الامين العام للامم المتحدة والمديرة المساعدة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي «UNDP» اوشا راو موناري Usha Rao-Monari ووفدا مرافقا، ضم، المديرة الاقليمية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في الدول العربية خالدة بوزار Khalida Bouzar، الممثلة المقيمة للبرنامج في لبنان ميلاني هونستاين Melanie Hauenstein. وابلغ الرئيس عون وكيلة الامين العام انه سيواصل العمل في ما تبقى من ولايته الرئاسية على «مكافحة الفساد والسهر على انجاز التحقيق الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان والادارات والمؤسسات الرسمية الاخرى، لتحديد الاسباب الحقيقية التي ادت الى تردي الاوضاع المالية والاقتصادية في البلاد».
دعم اممي
وكانت موناري نقلت الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تهنئة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بانجاز الانتخابات النيابية التي تعطي فرصا اضافية للبنان كي ينعم بالاستقرار والاصلاح». و واشارت الى ان «الموازنة التي خصصها برنامج الامم المتحدة الانمائي للبنان لهذا العام تبلغ 75 مليون دولار من اجل تنفيذ برنامج الاصلاحات ومكافحة الفساد ودعم المجتمعات المضيفة، فضلا عن المساعدة في الانتخابات النيابية».
ابراهيم
على صعيد آخر، تستمر زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى الولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وأكد في حديث لـ»الحدث» أنّ لبنان بعيد عن الترددات الأمنية المحيطة به، كاشفًا عن أنّ لبنان بصدد الردّ الخطّيّ على طرح الولايات المتحدة بما خصّ ترسيم الحدود. وأضاف «أنّ عمليات التهريب التي شهدها لبنان سابقًا خفّت بشكل واضح ورغم التخوّف من تردّي الأوضاع الاقتصادية ولكن ليس إلى حدود الشغب، التعويل الحالي هو على الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد للحصول على المساعدات الدولية». وأبرز عناوين نقاشاته مع المسؤولين الأميركيين هي الاتفاق على ضرورة احداث تقدّم بقضية الرهائن الاميركيين في سوريا وإيران البالغ عددهم 6، 2 في سوريا و4 في إيران، في مقدّمهم أوستن تايس، الصحافي في واشنطن بوست، المحتجَز في دمشق منذ العام 2012.
إقفال مصارف
مصرفياً، اتّخذ البنك المركزي القبرصي قراراً يقضي بتحويل فروع المصارف اللبنانية إليه، مبالغ مالية توازي حجم ودائعها، وذلك كإجراء يَحمي المودِعين من أي تعثّر قد يصيب المصارف اللبنانية.