علي ضاحي-
الحركة اللافتة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري تجاه الطائفة السنية ورموزها وعشائرها، منذ شهر ونصف تقريباً، وبعد عودته من السعودية وتوقف المقاطعة السعودية للبنان، تؤكد اوساط سنية علمائية انها مرتبطة بإعادة ترتيب «البيت السني» اللبناني وجمعه تحت «راية واحدة» وهي «راية مملكة الخير»، ولكن المفارقة وفق الاوساط تكمن في امرين:
– اولاً: ان الانتخابات لم تفرز «زعامة سنية» قادرة على ملء فراغ وحضور الرئيس سعد الحريري، رغم كل الملاحظات والعثرات على ادائه منذ توليه السلطة خلفاً لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 2005.
– ثانياً: ان السعودية ثبّتت «الحرم النهائي» في وجه الحريري وأغلقت «باب التوبة» في وجهه، وهي بدأت ترتب الساحة السنية في لبنان من دون «المستقبل» والحريري.
وتكشف الاوساط ان البخاري يحرص ومنذ عودته الى تظهير اللقاءات اعلامياً (بعض اللقاءات التي تحصل لا يعلن عنها)، خصوصاً التي يجريها مع قوى واحزاب وشخصيات سياسية ودينية سنية ورموز دينية، لا سيما مع مشايخ وعلماء دار الفتوى وعلى رأسهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتيّ المناطق، وصولا الى ممثلي العشائر ومشايخها البارزين في كل لبنان، من عكار وخلدة الى الناعمة، وليس انتهاءً بنواب ووزراء سُنة حاليين وسابقين.
وتشير الاوساط الى ان «استرضاء» البخاري للسنّة يعود الى رغبة القيمين على الملف اللبناني في السعودية، بإعادة الامساك بالورقة اللبنانية والسنية تحديداً مباشرة، ومن دون المرور بأي شخصية سنية او زعامة محددة، وهذا لا يتم دينياً الا من خلال دار الفتوى، وسياسياً من خلال «نادي الاربعة» او نادي الرؤساء السابقين للحكومة. وتسعى السعودية وبعد إبعاد تأثير الحريري عن «النادي»، الى ان يكون لـ «نادي الاربعة من دون الحريري، الكلمة الفصل في ترشيح اي شخصية سنية، لتكون في رئاسة الحكومة، ويمكن ان يكون الرئيس نجيب ميقاتي اوغيره.
ولكن المفارقة، ان السعودية تريد هذه المرة ان تُظهّر ان لها رأيا في اختيار المرشح السني لرئاسة الحكومة ، وانها «الناخب الاول»، وفي تأكيد دخولها في كل تفصيل سياسي لبناني، بعد «تبني» البخاري لـ «الانتصار» النيابي على البرتقالي وحزب الله وحلفائهما!
في المقابل، تكشف اوساط طرابلسية انه مع تكتل النواب الجدد الشماليين، لا سيما السنةّ منهم في مجموعات مناطقية، وعلى غرار تكتل انماء عكار برئاسة وليد البعريني وتكتل آخر برئاسة اللواء اشرف ريفي، يسعى نواب طرابلس السبعة الى لقاء نيابي تنموي لمصلحة المدينة، بعض النظر عن توجهاتهم السياسية والحزبية والمذهبية.
وتشير الاوساط الى ان عددا من نواب طرابلس السنّة سيُصّلون اليوم الجمعة بإمامة مفتي طرابلس بالوكالة الشيخ محمد إمام، والهدف تظهير صورة جامعة لنواب طرابلس، وللتخفيف من حدة الانقسام السياسي الذي رافق الانتخابات والتجييش الذي حصل.
وتلفت الاوساط الى ان النواب المصلين بإمامة إمام، سيلتقون بعد الصلاة بالنواب من غير المسلمين لتظهير الموقف الجامع، والذي سيكون تحت الإختبار، وفي كيفية تظهير المواقف الموحدة اقله انمائياً، رغم ان الاوساط تستبعد ان «يسمح» من السعودية وغيرها بتكتل مشابه لا يخدم مخططاتها، ولا يكون طرف نقيض في مواجهة حزب الله والعهد والبرتقالي وعزلهم واشغالهم بالازمات حتى نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الاول 2022 .