بعد أسبوع تقريباً على المجزرة التي شهدتها مدرسة ابتدائية في بلدة أوفالدي بولاية تكساس الأميركية وراح ضحيتها 19 طفلاً، قُتل 3 أشخاص على الأقل وأُصيب آخرون بجروح في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما يوم الأربعاء 1 يونيو (حزيران)، برصاص مسلّح أطلق النار من بندقية في مجمّع طبّي قبل أن ينتحر، بحسب ما أفادت السلطات.
وقالت شرطة المدينة في بيان نشرته على تويتر “بوسعنا أن نؤكّد مقتل أربعة أشخاص، أحدهم مطلق النار” خلال الحادثة التي وقعت في مبنى تابع لمجمّع “ساينت فرانسيس” الطبي.
وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أن وحداتها تدخلت عصر الأربعاء، إثر ورود بلاغ عن وجود “رجل مسلح ببندقية” في المبنى.
وذكر البيان أن عناصر الشرطة فتشوا “كل غرفة من غرف المبنى للتأكّد من عدم وجود أيّ تهديد”، مشيراً إلى أن إطلاق النار أسفر أيضاً عن سقوط “العديد من الجرحى” من دون أن تحدّد عددهم أو مدى خطورة إصاباتهم.
من جهته قال عضو مجلس بلدية المدينة، جايمي فاولر لقناة تلفزيونية محلية، إنّ مطلق النار انتحر. وأضاف أن “3 مارّة أبرياء قُتلوا”.
بايدن يتابع
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أُخطر بالحادثة وهو يتابع الوضع عن كثب، وقد أمر بتوفير أي مساعدة ممكنة للسلطات المحلية.
ويأتي إطلاق النار هذا بعد أسبوع تقريباً من مذبحة بلدة أوفالدي حيث قُتل 19 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة، ومعلّمتان، برصاص شاب يبلغ من العمر 18 عاماً أردته الشرطة لاحقاً.
وتشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة. وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو ارتفاعاً في معدل الجرائم التي تُرتكب بواسطة أسلحة نارية، خصوصاً منذ بدء جائحة كوفيد-19 في عام 2020.
إطلاق سراح
على صعيد آخر، منحت محكمة في واشنطن الأربعاء، إطلاق سراح غير مشروط لجون هينكلي الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان في عام 1981، وذلك بعد ستة أعوام على الإفراج عنه من مستشفى للأمراض النفسية.
وقضت المحكمة بأنه بعد عقود من العلاج والمراجعات النفسية لم يعد هينكلي يشكل تهديداً، وبالتالي سيتم في 15 يونيو رفع القيود التي فُرضت عليه بعد الإفراج عنه.
وهينكلي البالغ 67 عاماً اليوم، أطلق النار من مسدس على ريغان وثلاثة آخرين خارج فندق بواشنطن في 30 مارس (آذار) 1981، وبرر ذلك حينها بأنه أراد لفت انتباه الممثلة جودي فوستر التي أصبح مهووساً بها بعد مشاهدة فيلم “سائق تاكسي” الذي قامت ببطولته الى جانب روبرت دي نيرو.
ونجا الأربعة من الموت، لكن جيمس برادي، المتحدث باسم ريغان، أُصيب بشلل نصفي وأُجبر على استخدام كرسي متحرك.
وتوصلت محكمة في عام 1982، إلى أن هينكلي غير مذنب لإصابته بخلل عقلي، حيث تم ايداعه “مستشفى سانت إليزابيث” للأمراض النفسية في واشنطن الذي قضى فيه 34 سنة.
وفي سبتمبر (أيلول) 2016، أُفرج عنه بموجب شروط، منها العيش مع والدته المسنة في مجمّع مغلق في ويليامزبيرغ في فيرجينيا، إضافة إلى وضع قيود على تحركاته وإخضاع أجهزته الإلكترونية وحساباته على شبكة الإنترنت للمراقبة.
كما مُنع من الاتصال بفوستر أو الانتقال إلى أي منطقة يتواجد فيها رئيس حالي أو سابق أو نائب رئيس أو عضو في الكونغرس.
ولم يكن بإمكانه التحدث إلى وسائل الإعلام أو نشر أي كتابات أو عرض تذكارات على الإنترنت دون إذن.
وذكر تقرير حكومي حول وضعه تم تقديمه للمحكمة في 19 مايو، أن صحته العقلية “مستقرة” ومرضه النفسي “في شفاء تامّ ومستمر منذ عقود”.
وقال التقرير إن هينكلي “لم يبلّغ عنه أو تظهر عليه أي أعراض نفسية تتوافق مع خلل مزاجي أو اضطراب أو ذهان”. وأضاف “الخصائص المرتبطة باضطراب الشخصية النرجسية، على سبيل المثال، والاستغراق في الذات وهوس العظمة لا تزال ضعيفة بشكل كبير مقارنةً بالملاحظات التي تمّ تسجيلها في الثمانينات”.
و خضع هينكلي في السنوات الأخيرة، للعلاج بالموسيقى وتعلّم العزف على الغيتار وأداء الأغاني الشعبية على يوتيوب ومواقع أخرى خاصة بالموسيقى.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن أنه سيطلق أسطوانة تضمّ أغنيات له.
Follow Us: