الأحد, نوفمبر 24
Banner

اللبنانيّون فريسة المجهول وتأليف الحكومة مؤجل… أين الاستقلال؟

النهار:

لم ينتظر اللبنانيون كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، لمعرفة كيف تسير أمور بلدهم، أو إذا كان سيطلق مبادرة تفتح الطريق على إمكان تشكيل الحكومة، وإنهاء التجاذبات القائمة حولها، ورهانات القوى السياسية والطائفية على تغييرات في المشهدين الإقليمي والدولي.

هل يبقى الحريري صامتاً أمام محاصرته بالاتهامات؟

لم تترك الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية الذكرى الـ77 للاستقلال أي شك لدى الأوساط الراصدة لتطورات المسار الحكومي في عدم توقع أي حلحلة وشيكة للتعقيدات التي تواجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة.

تحلّ مناسبة الاستقلال هذه السنة، مُعمّدة بالدم. أحد لم ينسَ كيف نهش انفجار المرفأ روح مَن قضى ومَن نجا. أشهر تمرّ والحقيقة لم تظهر بعد، برغم وعود “المسؤولين” بإطلاع اللبنانيين عليها “بعد خمسة أيام”. يا للعار، في ذكرى استقلال الوطن. الأم المفجوعة، مَن يُطمئن قلبها؟ مَن خسروا منازلهم وأمانهم وأحلامهم، مَن يعيد إليهم شيئاً من الأمل؟

لو كان وجود لبنان مرتبطاً بالجغرافيا فقط، وكيانه محدوداً في الكتب والخرائط التي تجسّد حدوده وتؤرّخ تاريخه، لكنّا وجدنا اليوم كيانات عدة اسمها لبنان، لكن الحقيقة الوحيدة هي أن لا قيمة لهذا الكيان من دون استقلاله وحريته وسيادته.

في رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين في الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال، حنين واضح لموقع المعارضة الذي طالما برع فيه ان في مرحلة وجوده في المنفى الباريسي او بعد عودته، وفي طريقه الى قصر بعبدا. تأتي رسالة الرئيس الى اللبنانيين، وقد بدأت الولاية الرئاسية مرحلة الأفول مع دخولها عامها الخامس.

عيد الاستقلال في عيون الحالمين بالتغيير… خيبة أمل ومكنسة!

اليوم نفسه من العام الماضي، كانت المشهدية مختلفة رغم تراكم الأزمات وتضافر استعصاء التغيير في ظل نظام طائفي عنيد. هل تذكرون، أقله، عرض عيد الاستقلال المدني الذي أقيمت فعالياته في ساحة الشهداء وشاركت فيه قطاعات مختلفة من المجتمع تطالب بالتغيير.

دهمتنا أزمات متراكمة هي الأشد خطورة على الكيان الوطني منذ مجاعة 1914 الكبرى مع انهيار اقتصادي ومؤسساتي وخرق القوانين واستشراء الفساد من دون رادع. ولا بدَّ من التوقف عند مسار لبنان الكبير الذي نستذكر أول ذكرى استقلال في مئويته الثانية وقد ضاعت معانيه لتصبح آمالا متكسرة.

Leave A Reply