كتب الاعلامي قاسم صالح صفا –
على مدى عشرات السنيين الماضية من الحياة السياسية اللبنانية عاش لبنان صراعا مفروضا من قبل الكيان الصهيونى الغاصب ما انتج المقاومة التي عاش ربيع عمرها اكثرية الشعب اللبناني وتفاوت الانتماء لها ما بين جهة واخرى حتى استقر بها الامر و بأكثر تفاصيلها وزمام امرها محليا بيد الطائفة الشيعية وخاصيتها لدى حزب الله .
المقاومة التي باتت رافعة مميزة لاهلها واستثمار مميز على مستوي الملفات المحلية وبعضها الاقليمي ولكنها اي المقاومة استطاعت ان تبقي لبنان ضمن دائرة الممانعة الاقليمية للمشاريع الامريكية والصهيونية بالمنطقة وكانت بعد كل عدوان اسرائيلي على لبنان تخرج المقاومة اكثر اشراقا وقوة واتساعا في المنطقة.
اما اليوم وبعد المشهد الانتخابي الذي عصف في الوطن وانتج عقلية جديدة باتت تفرض نفسها بالحياة السياسية اللبنانية وتتخذ نهجا بإطار إدخال لبنان في عصر التحدي الديمقراطي واخراجه من عصر التسويات و الميثاقية السياسية والتعايش والحوار والتلاقي ،تلك العناوين التي حكمت لبنان خلال سنوات خلت كرست مبادئ المحاصصة لان اهل السياسية واكثرهم لم يستطيعوا ان يخرجوا من عقلية الطوائف الى رحاب الوطن ما ادى الى تجميد العديد من الملفات وعرقلة اخرى.
اما المقاومة التي كما اسلفت فأنها ستعمم على كل الهيئات السياسية اللبنانية ولكن بظروف متنوعة واشكال متعددة تحاول ان تضعف وجود حزب الله في هذا الملف على قاعدة كلنا في الوطن وكلنا شركاء فيه بالحرب والسلم وان المقاومة لها اشكال متعددة وليس فقط بالبندقية.
امام هذا الواقع لا بد من النظر مليا لما يجري في المنطقة وخاصة الصراع العسكري بين امريكا وروسيا في اوكرانيا لان هذا الصراع يخفف من قوة الاهتمام الروسي في سورية ولبنان .
ان عصر التحدي الديمقراطي الذي دخل اليه لبنان عبر مؤسساته الدستورية لا بد ان يعكس رؤية جديدة بالتعاطي مع الملفات المطروحة محليا واقليميا.