كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: من الواضح أن لا موعد للاستشارات النيابية هذا الأسبوع بانتظار استكمال تشكيل المطبخ التشريعي، وانتخاب اللجان ومقرّريها في جلسة مجلس النواب المقرّرة يوم غد الجمعة، وربما حتى إنضاج الصورة أكثر حول اسم الرئيس المكلّف المقبل، في حين ينتظر لبنان الرسمي وصول الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين، وما سينتج عنها.
في هذه الأثناء، برزت دعوة البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، إلى انتخاب رئيس جمهورية قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس لتجاوز الوقوع في الفراغ الرئاسي، بحسب ما أشارت إلى ذلك مصادر مقربة من بكركي، لافتةً في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ “الأسباب الموجبة التي دفعت الراعي للمطالبة بانتخاب رئيس الجمهورية قبل شهرين من انتهاء ولاية الحالي هي تخوّفه من أن يبقى لبنان في الثلاجة إلى ما بعد انتهاء عهد الرئيس عون والوقوع في الفراغ”، مرجحةً أنّ انتخاب رئيس جمهورية سيكون مفاجأةً للجميع يصار بعدها إلى تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها معالجة الأزمة الاقتصادية من كافة جوانبها.
المصادر رأت أنّ، “محادثات فيينا انتهت إلى غير رجعة، متحدثةً عن متغيّرات كثيرة قد تحصل، أبرزها عدم انتخاب رئيس جمهورية يكون وديعةً لدى حزب الله”، مشيرةً إلى أنّ، “الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية لا تتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة”.
وعن زيارة هوكشتاين المرتقبة يوم الأحد المقبل، رأت مصادر مطّلعة عبر “الأنباء” الإلكترونية أنّ الوسيط الأميركي لن يحمل معه أي جديد، وهو ينتظر الرد اللبناني على الطرح الذي قدّمه للبنان في شباط الماضي، قائلة: “الطابة الآن في الملعب اللبناني، لكن يبدو أنّ الحكومة غير جاهزة للرد على اقتراحات هوكشتاين”، مضيفةً “بعد أن كان وضعنا شبيهاً بقبرص في عملية الترسيم، بدأ المسؤولون عندنا بالمكابرة فأضعنا علينا فرصةً تاريخية. فالزيارة هي لتأكيد المؤكّد، وما قاله في الماضي سيكرّره اليوم”.
المصادر أعربت عن أسفها لأنّ الدولة مرهونة وقرارها ليس بيدها، فالمبدأ يقول خذ وطالب، أمّا نحن نريد أن نأخذ كل شيء أو نخسر كل شيء، وخاصةً عندما تكون الدولة ضعيفة وقرارها ليس بيدها.
بدوره، كشف عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب محمد خواجه، في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية أنّه غير متفائل بزيارة هوكشتاين إلى لبنان، داعياً إلى موقف لبناني موحّد، وأن نترفّع عن كل الحسابات الداخلية، موقفٍ ينطلق من الحفاظ على ثروتنا وإظهار عناصر معرفتنا بحقّنا، ولا يجوز أن نبيّن وكأننا متباعدين ومتنافرين، وبذلك نحفظ حقّنا وغير ذلك نكون قدّمنا خدمة لعدونا، كاشفاً أنّ اتفاق الإطار فاوض من أجله الرئيس نبيه بري عشر سنوات باسم كل اللبنانيين وليس باسمه الشخصي، وهذا الاتفاق يتعدّى الخطوط.
يبقى الأهم من كل هذا السجال أن يذهب لبنان إلى تحديد أي خطٍ يريد مهما كان هذا الخط، ووقف المزايدات. فالمهم الآن أن نستخرج ثروتنا ونستثمرها اليوم قبل فوات الأوان.