الأحد, نوفمبر 24
Banner

التضخم الأميركي عند أعلى معدلاته منذ 40 عاما .. طال كل القطاعات

عاود التضخم التسارع في الولايات المتحدة في أيار (مايو)، بعدما تباطأ في الشهر السابق، مسجلا رقما قياسيا منذ 40 عاما، وفقا لـ”الفرنسية”.

وبلغ التضخم 8.6 في المائة بوتيرة سنوية مقابل 8.3 في المائة، في نيسان (أبريل)، بحسب مؤشر أسعار الاستهلاك الذي أصدرته وزارة العمل أمس.

وبذلك تصل الزيادة في الأسعار مقارنة بالشهر السابق إلى 1 في المائة، بعدما سجلت + 0.3 في المائة، في نيسان (أبريل).

وانعكست هذه الأرقام التي فاقت التوقعات على وول ستريت التي فتحت على تراجع كبير أمس، فيما ارتفع سعر الدولار مقابل اليورو.

وشملت زيادة الأسعار الشهر الماضي كل القطاعات بما فيها السكن والبنزين وتذاكر السفر والمواد الغذائية والسيارات الجديدة والمستعملة، وصولا إلى الخدمات الصحية والملابس.

وسجلت أعلى زيادة سنوية في أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي سجلت زيادة حادة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، فبلغت 34.6 في المائة للطاقة، وهي أعلى زيادة منذ أيلول (سبتمبر) 2005، و10.1 في المائة للمواد الغذائية، وهي الأعلى منذ آذار (مارس) 1981.

وإذا ما استثنينا هاتين الفئتين، فإن التضخم الأساسي بقي مستقرا عند + 0.6 في المائة بوتيرة شهرية، وتباطأ بوتيرة سنوية مسجلا + 6.0 في المائة.

وتبدد هذه الأرقام الجديدة الآمال بتسجيل تباطؤ متواصل في التضخم بعدما تراجع بشكل طفيف في نيسان (أبريل) محققا + 8.3 في المائة بوتيرة سنوية.

وحذر جريجوري داكو رئيس قسم الاقتصاد في شركة “إي واي بارثينون” من أن هذا “يشير إلى أن تباطؤ التضخم حتى نهاية العام لن يكون سريعا، وأن تضخم مؤشر أسعار الاستهلاك سيكون على الأرجح أعلى من 6 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)”.

وأدلى الرئيس جو بايدن بتصريحات عن هذا الموضوع أمس، من مرفأ لوس أنجلوس حيث تصل الحاويات المحملة بالمنتجات المصنوعة في آسيا قبل توزيعها على المتاجر الأمريكية. وحض بايدن مجلس النواب على التحرك، إذ يصوت الأسبوع المقبل على نص أقره مجلس الشيوخ في آذار (مارس) لمنع شركات الشحن البحري من زيادة أسعارها، إذ ينعكس ذلك لاحقا على المستهلكين.

ويشير النص إلى أن سعر الحاوية البالغ حجمها 40 قدما ازداد من نحو 1300 دولار قبل وباء كوفيد – 19 إلى 11 ألف دولار في أيلول (سبتمبر) 2021.

وتسببت الصعوبات في سلاسل الإمداد العالمية في ارتفاع الأسعار في كل أنحاء العالم، غير أن هذه الأزمة ازدادت حدة في الولايات المتحدة، إذ اقترنت بنقص في اليد العاملة، في وقت أدت فيه المساعدات المالية الحكومية السخية إلى تحفيز الطلب.

ومع شن روسيا هجومها على أوكرانيا، ازدادت الظاهرة حدة وسجلت أسعار الوقود والمواد الغذائية ارتفاعا كبيرا. ويثير هذا التضخم المرتفع جدا مخاوف بايدن قبل أشهر قليلة من استحقاق انتخابي حاسم سيجدد قسما كبيرا من أعضاء الكونجرس.

وتتهم المعارضة الجمهورية السياسة الاقتصادية التي انتهجها الرئيس الديمقراطي بالتسبب في هذا التضخم غير المسبوق منذ بداية الثمانينيات.

وحذرت روبيلا فاروقي رئيسة قسم الاقتصاد في شركة High Frequency Economics من أن “المخاطر المرتبطة بالتطورات الجيوسياسية ولا سيما بالنسبة إلى أسعار الطاقة والمواد الغذائية، تبقى مرتفعة”.

لكنها توقعت أن يؤدي نمو النشاط في قطاع الخدمات خلال الأشهر المقبلة على حساب مشتريات المنتجات إلى “إعطاء دفع” للاقتصاد وخفض الضغط على سلاسل الإمداد.

ومن المتوقع أن تزيد الأرقام الجديدة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليزيد مجددا معدلات فائدته الرئيسة الأسبوع المقبل خلال اجتماع لجنته النقدية.

فالبنك المركزي يملك ورقة رئيسة تمكنه من كبح طلب المستهلكين والشركات على السواء، من خلال زيادة معدلات فائدته الرئيسة.

وسبق أن رفع هذه المعدلات مرتين بربع نقطة مئوية ثم بنصف نقطة مئوية لتراوح بين 0.75 و1.00 في المائة.

وتساءل داكو “هل علينا أن نخشى انكماشا تضخميا؟”، أي فترة طويلة من النمو الضعيف والتضخم المرتفع، لكنه أضاف “لا، ليس في 2022، لكن المخاطر ستكون أكبر في 2023”.

وحذر البنك الدولي هذا الأسبوع من مخاطر “انكماش تضخمي” على المستوى العالمي. ويصدر لاحقا هذا الشهر مؤشر آخر لقياس التضخم هو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي تنشره وزارة التجارة ويعتمده الاحتياطي الفيدرالي. وهو أيضا تباطأ في نيسان (أبريل) مسجلا 6.3 في المائة بوتيرة سنوية، وتصدر أرقام أيار (مايو) في 30 حزيران (يونيو).

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أمس، “شراكة إقليمية” مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الهجرة وذلك في ختام قمة الأمريكيتين في لوس أنجلوس التي طغت عليها توترات دبلوماسية.

وقالت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض في اتصال هاتفي مع صحافيين إن “الرئيس الأمريكي يطلب من كل الحكومات الواقعة على مسار الهجرة وضع أو تعزيز إجراءات طلبات اللجوء في دولها وحراسة حدودها بشكل أكثر فاعلية، وتحديد الأشخاص غير المؤهلين لحق اللجوء”.

لكنها لم تعط كثيرا من التفاصيل حول “إعلان لوس أنجلوس” هذا الذي سيرسي مبدأ “مسؤولية مشتركة” في مواجهة الهجرة.

وأوضحت المسؤولة في البيت الأبيض – التي لم ترغب في كشف هويتها – أن واشنطن لا تتوقع أن توقع كل دول أمريكا اللاتينية الموجودة في القمة، على النص. وتعد مسألة الهجرة حساسة جدا سياسيا بالنسبة إلى جو بايدن.

وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمة الأمريكيتين التي انطلقت الأربعاء وانتهت في لوس أنجلوس أمس، على ضرورة التعاون من أجل تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي، بينما يشهد اللقاء خلافات دبلوماسية عدة.

وخلال جلسة افتتاح القمة، وعلى وقع أغان ورسائل أطفال تتعلق بالعجائب الطبيعية لدول أمريكا اللاتينية، أكد بايدن أن الديمقراطيّة هي “المكون الأساس لمستقبل الأمريكيتين”.

وقال إن “منطقتنا كبيرة ومتنوعة، لا نتفق دائما على كل شيء”، مشيرا إلى أن الدول الديمقراطية بإمكانها تجاوز الخلافات بالاحترام المتبادل والحوار.

وشدد بايدن على وجود وحدة خلال قمة الأمريكيتين فيما يتعلق بـ”مسائل جوهرية”، رغم انتقادات علنية وجهها زعيما الأرجنتين وبليز بسبب استبعاد ثلاثة زعماء يساريين من القمة.

وتهدف قمة الأمريكيتين إلى توضيح رغبة إدارة بايدن في إحياء العلاقة مع دول أمريكا اللاتينية وتجديدها في وقت تستثمر فيه الصين بكثافة في المنطقة.

وقال معهد الأبحاث الأمريكي مجلس العلاقات الخارجية “كاونسل أون فورين ريليشنز”، إن “أرقامه تدل على أن الرئيس الصيني شي جينبينغ زار أمريكا اللاتينية 11 مرة منذ توليه رئاسة بلاده في 2013. في المقابل، لم يزر بايدن أمريكا اللاتينية بعد منذ تسلمه منصبه الرئاسي في كانون الثاني (يناير) 2021″، لكن واشنطن لا تنوي الرد على الصين بإعلانات مالية صارمة.

وأوضح جيك ساليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي “لم تعد الولايات المتحدة أبدا أن امتيازاتها في العالم تقضي بجمعها مبالغ هائلة من المال العام”، وأشار إلى أن الهدف الأمريكي سيكون “الإفراج عن مبالغ كبيرة من التمويل الخاص”.

وتطرق بايدن أيضا إلى “مقاربة متكاملة” تهدف إلى “تقاسم المسؤولية” مع وصول عديد من المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، عادا المشاركين في القمة سيقومون “بالتزام مشترك” لإيجاد “فرص للهجرة الآمنة والمنظمة” و”وقف الاتجار بالبشر”.

وأعلنت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الثلاثاء تخصيص 1.9 مليار دولار لدعم الوظائف في أمريكا الوسطى، على أمل خفض الهجرة.

Follow Us: 

Leave A Reply