الجمعة, نوفمبر 22
Banner

خطاب نوعي لنصرالله لم يسمعه الاميركي والصهيوني منذ 15 عاماً

علي ضاحي-

صحيح ان لبنان ليس جزيرة معزولة وفيه مشروعان يتصارعان: الاول مع المقاومة ومحورها من لبنان الى سوريا وايران ودول البريكس، والثاني: المحور الاميركي- السعودي- الصهيوني، ولكن ملف النفط لبناني وسيادي وداخلي بامتياز، على غرار الاراضي اللبنانية المحتلة والحدود البحرية «المحرمة» وثرواتها على لبنان.

وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في محور المقاومة ، ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس الاول ليس مفصلياً وهاماً فحسب، بل هو نوعي وغير مسبوق ، خصوصاً في ملف النفط والغاز والحدود البحرية.

وتقول الاوساط ان ما اسمعه نصرالله للاميركي والصهيوني لم يسمعا مثله منذ 15 عاماً من الصراع حول الثروة النفطية البحرية ، فبعد 15 عاماً من التفاوض كان الطرفان يعتقدان ان لبنان منقسم على نفسه وضعيف وخائف من العقوبات وسيختبىء وراء الانقسام السياسي لمنع التنقيب. فلبنان دفع ثمناً لبنان غالياً بفعل منعه من التنقيب عن ثروته النفطية براً وبحراً ، عبر الضغط الاميركي والتهديد بالعقوبات على الشركات، التي كانت تنوي المسح البري والتقدم الى المناقصات، كما خضغت معظم الحكومات المتعاقبة «للفيتو» الاميركي وعدم التجرؤ على حفر حفرة بمنكاش وليس بحفارة.

وتقول الاوساط ايضاً ان السيد نصرالله وضع معادلة نفطية وفيها من الردع ما يكفي لوقف الصهيوني عند حده، وهي عدم التنقيب بأي شكل من الاشكال وانتظار انتهاء المفاوضات ونيل الجانب اللبناني حقوقه، وإلا سيكون هناك رد عسكري فوري وحاسم ضد المنشآت النفطية والغازية، ولن يكون هناك سماح بأي شكل ان تنقب الباخرة اليونانية او غيرها في شبر ماء لبناني مهما كان الثمن.

في المقابل، جدد نصرالله الثقة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وساند دوره التفاوضي هو والمعنيين الآخرين في السلطة، وقطع الطريق على المزايدات والحملات ضد حزب الله، والتي ركزت على سحب الحزب ملف التفاوض من يدي عون لمصلحة حزب الله والذي شكل فريق عمل لمتابعة الملف الحدود البري والبحري والاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة. فأكد نصرالله ان المقاومة لن تكون جزءاً من التفاوض ولن تتدخل في الملف النفطي والغازي لا طرفاً ولا مشاركاً في التفاوض، بل هي معنية بممارسة الردع، حيث يجب وتنفيذ الوعد بقصف اي اعتداء نفطي على لبنان من قبل العدو، وقبل الوصول الى حل سيادي ووطني لهذه الثروة.

في المقابل، تنفي الاوساط ما يقوله البعض ومن باب التجني والاساءة الى ايران والمقاومة، ان التصعيد من السيد نصرالله امس الاول مرتبط بتعثر التوقيع على الملف النووي الايراني من الاميركيين والايرانيين.

وتقول الاوساط ان نصرالله «رمى الحجة» على كل اللبنانيين ووضع الجميع امام مسؤولياته. واشار الى ان ملف النفط والغاز ليس للشيعة او لايران او لسوريا وليس لحلفاء حزب الله وحلفائه، بل هو ملف لكل اللبنانيين، وترك امر المشاركة في الدفاع عن هذه الثروة لكل فريق لبناني على طريقته، بدل المزايدة والاساءة الى حزب الله والمقاومة واتهامها بالتقاعس.

وتذكر الاوساط بانطلاقة المقاومة في العام 1982 عندما تصدت للاجتياح الصهيوني، وعندما حررت الارض في العام 2000 ، وعندما تمارس العمل الردعي اليومي لاي عدوان اسرائيلي، فهي كانت تعمل ولا تزال تعمل ضمن الاجماع الشعبي والوطني والالتفاف حول المقاومة، وهي ستواصل بالروحية نفسها لتحرير الحدود البحرية. كما تذكر بأن المقاومة عندما تلقت الدعم العسكري والمالي من ايران والعسكري من سوريا لتحرير القسم الاكبر من جنوب لبنان في العام 2000 ، كان التحرير قضية وطنية وبقيت كذلك.

كما اعتبر السيد نصرالله الحلفاء في سوريا وايران، ان النصر اللبناني مفخرة لهم وانتصار لحليف، وان كان بفضل دعمهم، الا انه لم يكن مرتبطاً يوماً لا بأجندة ايرانية داخلية وكذلك سورية.

Leave A Reply